Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Sep-2018

العرب والكرد ..وتركيا وإيران - صالح القلاب

 الراي - المفترض أنه لا خلاف، لا كرديا ولا عراقياً وأيضاً ولا عربيا ولا بالنسبة لأي مراقب في الكرة الأرضية، أن هدف الصواريخ التي أطلقتها إيران على كردستان العراقية كانت من قبيل إستعراض القوة ومن قبيل تحذير الأميركيين من أن دولة الولي الفقيه لديها ما ترد به على تهديداتهم ولديها ما تقوله للعراقيين الذين أكدت»إنتفاضة»البصرة الأخيرة على أن الإلتزام القومي (العربي) بالنسبة إليهم له الأولوية على»التمذهب»والطائفية وعلى كل هذه الألاعيب والمخططات الإيرانية.

لقد إستهدفت الصواريخ السبعة، التي أطلقها حراس الثورة على العراق وخرقوا من خلالها السيادة العراقية، مقراًّ للحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني الذي هو نسخة إيرانية عن الحزب الديموقراطي الكردستاني العراقي الذي يقوده الزعيم مسعود بارزاني والحقيقة أن هذه الصواريخ قد إستهدفت الحس القومي للعراقيين، عرباً وكرداً، وأنها جاءت كتحذير إستعراضي للأميركيين وعلى غرار ما يفعله مسافر الصحراء ليلاً الذي بدل أن يصمت.. صمت الموتى يبدأ بـ»الحداء»بصوت مرتفع للتغطية على مخاوفه وعلى ضربات قلب مرتجفٍ نتيجة الخوف والهلع.
كنا نقول لأشقائنا في القيادات الكردية – العراقية أن مشكلتهم ليست مع العرب وإنما مع الأتراك والإيرانيين وإنه لا يجوز أن يكون لديهم كل هذا الكره للأمة العربية كأمة وليس كأنظمة وكحكومات وذلك في حين أنهم وفي كل المراحل والعصور السابقة كانوا شركاء في المسيرة الحضارية لهذه الأمة وكانوا شركاء وعلى قدم المساواة في هذه المسيرة والدليل أنَّ صلاح الدين الأيوبي قد قاد الأمة الإسلامية في مرحلة من أخطر مراحلها وأنه لا يزال يعتبر حتى في كتب أطفالنا بطلاً كردياًّ بقدر ما هو بطل عربي وإسلامي.
لقد كان الكرد شركاء أساسيين ورئيسيين في العراق سابقاً ولاحقاً وحتى الآن.. حتى بعدما تعاظمت النزعة الكردية القومية، الإنفصالية أو الإستقلالية، وهذا ينطبق على سورية التي شغل موقع رئاسة الجمهورية فيها أربعة من أبنائها الكرد وينطبق أيضاً على الأردن وعلى المسيرة النضالية الفلسطينية وهنا فإنه لا بد من التأكيد على أن هذا لا يعني ويجب ألاّ يعني أنه لا يحق لهؤلاء الأشقاء فعلاً أن تكون لهم دولتهم المستقلة وأساساً في إيران وفي تركيا لأنهم في هاتين الدولتين يشكلون الأكثرية الكردية ثم بعد ذلك في كل أماكن تواجدهم العراقية والسورية.
وهكذا فإن المفترض أنه معروف أن دولة مهاباد الكردية في عام 1946 قد تآمر عليها شاه إيران (الأول) مع الولايات المتحدة ومع الإتحاد السوفياتي وأن أول إعدامات بالجملة قد نفذتها الثورة الإيرانية بعد إنتصارها كانت قد إستهدفت أكراد كرمنشاه الإيرانية وأن الإيرانيين هم الذين أحبطوا إستفتاء كركوك وأنَّ الأكثرية الكردية التي هي في تركيا التي يقال أن عددها يتجاوز الثلاثين مليوناً بقيت تتعرض لمذابح متلاحقة وكل هذا بينما بقي العرب ينظرون إلى أشقائهم الكرد وبخاصة في العراق وسورية نظرة إحترام وتقدير وعلى أن من حقهم أن يكونوا متساوين معهم في الحقوق والواجبات.
alanbat_press1@hotmail.com