Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jun-2017

عن ورقة «محروقة».. اسمها سيف الاسلام القذافي - محمد خروب

 

 
الراي - الضجة المُتدحرِجة التي عنوانها اطلاق سراح نجل زعيم الجماهيرية السابقة الأخ قائد الثورة معمر القذافي، تبدو في بعض جوانبها مُفتَعَلة، يُراد من خلالها تحقيق مكاسب سياسية او إرسال رسائل الى «عواصم القرار»، وبعضها هنا – للمُفارَقة – عربية (دع عنك الدولية)، بأن ثمة امكانية لإحداث تغيير في المشهد الليبي العبثي والفوضوي والمتسارِع الخطوات نحو «الصومَلَة»، عبر التمهيد لعودة بعض «رموز» النظام السابق الذي لم يزل يحظى ببعض التأييد الشعبي، وبخاصة بعد ان «اكتشف» الليبيون ان ثوار السابع عشر من شباط 2011 ليسوا اكثر من دمى تُحرِكهم عواصم عربية وخصوصاً غربية, وان المتأسلمين منهم سواء كانوا من الاخوان المسلمين ام الجماعة الليبية المقاتلة «قاعدية» الولاء كما هو معروف عن زعيميها علي الصلاّبي وعبدالحكيم بلحاج ، الذي قاتل في افغانستان وسُجن في ليبيا بعد تسليمه لطرابلس، وقام – للمفارقة ايضاً – سيف الاسلام القذافي باقناع والده الإفراج عنه (وغيره من المتأسلمين) ظناً منه انهم قد اخضعوا انفسهم ومواقفهم وافكارهم لـِ»المراجعة», كما فعل بعض متطرفي الجماعات الاسلاموية التكفيرية في مصر تسعينيات القرن الماضي، إلاّ ان ذلك «التسامح» (...) لم يُسفِر سوى عن مزيد من التطرف لديهم, على النحو الذي وجدناه في اكثر من ساحة عربية عصفت بها رياح الربيع الاميركي الذي جاء في عهد اوباما, حاملاً شعار تسليم المنطقة لتيار الاسلام السياسي الرئيسي «الاخوان المسلمون» برعاية تُركِيّة, والنتيجة معروفة ومكتوبة بخطوط عريضة على جدار الأزمات العربية المتفاقِمة.
 
ما علينا..
 
سيف الاسلام القذافي طليقاً.. خبر تناقلته بصفة العاجِل, وكالات الانباء والفضائيات وراح المُعلقون والمحللون يخوضون في قراءة أبعاد هذه الخطوة الدراماتيكية التي اقدمت عليها «كتيبة ابو بكر الصديق» في مدينة الزنتان, المتعاطِف رئيسها..العجمي العتيري ,او لنقل انه حليف لرجل ليبيا الأقوى سياسياً وخصوصاً ميدانياً المشير خليفة حفتر, والذي رحبت اوساطه بما فيها الناطق باسم جيشه «الوطني» العقيد المسماري بهذه الخطوة, حيث رأت هذه الاوساط انها خطوة مهمة في طريق «حلحَلة» الأزمة الليبية, بوصفها «هزيمة» لحلف المتطرفين والميليشياويين المناوئين للدولة والجيش (...).
 
هذا الكلام يستبطن إعترافاً او رغبة او قراراً إن شئت, بأن مهمة او موقعاً رسمياً في انتظار نجل القذافي, الذي كان يُنظر اليه كوريث لوالده تماماً كما كانت حال جمال مبارك في مصر واحمد علي عبدالله صالح في اليمن, وغيرهم ممن كانوا يستعدون لاستكمال «ثورات ونضالات وانجازات» ابائهم, الذين حقّقوا الرخاء والكرامة والحرية لشعوبهم, ولم يعد ينقصهم سوى إدخال ابنائهم واحفادهم في دائرة صنع التاريخ, الذي كتب الآباء المؤسسون صفحاته بأحرف من تنوير وديمقراطية وحرية تعبير, وحرص لا ينتهي على السيادة والقرار الوطنيين, ودائماً في رفض التبعية والهيمنة والانبطاح أمام الإملاءات الامبريالية وخصوصاً في رفض التفاوض او عقد المعاهدات واقامة العلاقات علنيّة كانت أم سِرّية مع اسرائيل, إلاّ بعد انسحابها (دع عنك تحرير) من الاراضي العربية وخصوصاً الفلسطينية المحتلة.
 
فهل ثمة امكانية لعودة «القذافيين»؟
 
محامي سيف الاسلام واسمه خالد الزيدي, اوحى بما يشبه التأكيد بأن ذلك في طريقه الى الحصول، وبالطبع لا يمكن لمحام عن شخص إلاّ ان يقف الى جانبه ما دام يدفع الاتعاب، ما بالك ان هذا الشخص في مرتبة نجل زعيم ثورة الفاتح, التي فتحت أمام الليبيين ابواب المستقبل والحداثة والاكتفاء والعدالة الاجتماعية, وخصوصاً في ظل ما رشح ان سيف الاسلام ما يزال – حتى اللحظة – يتوفر على أرصدة مالية بنكية وغير بنكية عبر وسطاء وأهل ثقة... كبيرة، وقيل ان سجّانيه كانوا الأوفر حظاً في الحصول على بعضها حتى لحظة اطلاق سراحه، بل ان احتجازه كان كنزيل فنادق الخمس نجوم, لا ينقصه شيء سوى ممارسة السلطة الفعلية التي حرمه ثوار الاطلسي منها، وبالطبع بعض الحماية»الأمنِيّة», حيث راجت انباء عن تعرّضه لمحاولات اغتيال عديدة في محبسه بالزنتان.
 
خالد الزيدي المحامي يُبشرنا: ان نجل القذافي قد يلعب دوراً مهماً في جهود المصالحة بسبب «شعبيته» في ليبيا, مضيفاً: انه سيلعب دوراً محورياً ودقيقاً في هذه المرحلة, فُفوَّت علينا فرصة الانتظار, بل عاجلنا بالقول ايضاً: ان «سيفاً» سيُدلي ببيان في الفترة المقبلة، «ولن» يُسلّم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية التي تسعى للقبض عليه.
 
ما ينقص هذه الضجة او الورقة المسماة سيف الاسلام القذافي ,هو معرفة اراء ثوار الاطلسي الذي «أُبرِزوا» في العام 2011 وتصدروا المشهد واحتفت بهم عواصم الغرب الاستعماري, مثل القاضي «النزيه» ووزير العدل الاسبق الشيخ مصطفى عبدالجليل (...) وخصوصاً محمود جبريل, رجل الإصلاح والديمقراطية صديق وربيب الصهيوني مُلهِم الثورة الليبية برنار هنري ليفي, وغيرهما مما حفل بهم الفصل الخاص بربيع الجماهيرية, التي يعيش شعبها مأساة غير مسبوقة, تكاد مآسي عهد الأخ قائد ثورة الفاتح, تتواضع امام الجرائم التي ارتكِبت»لاحقاً», بحق الشعب الليبي المظلوم.
 
kharroub@jpf.com.jo