Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Feb-2018

الزيارة الملكية للجامعة الأردنية؛ ثقة بالجامعة وأبنائها - د. كميل موسى فرام

 الراي - عكست الزيارة الملكية للجامعة الأردنية والالتقاء مع مجموعة من طلبة كلية الأمير الحسين بن عبداالله الثاني للدراسات الدولية مجموعة من الحقائق تحت عنوان واحد وهو حرص جلالة الملك على على التذكير والتركيز والتوضيح للدور المستقبلي للجيل الجامعي في بناء الوطن، وربما يمكننا تسمية ذلك بمحطة جديدة وإضاءة أخرى لتحفيز كل منا في موقعه بضرورة الحرص على أداء دوره بالشكل المطلوب المتكامل، لترسيخ ترجمة الهدف الأسمى بتوفير الحياة الكريمة الآمنة التي نطمح فيها، واختيار جلالة الملك لمخاطبة أبناء الجامعة الأم بضرورة إعلاء الصوت الممزوج بالنقد البناء والمكاشفة أمام المسؤول هو هدف شرعي يتمناه ويتبناه رأس الدولة ويحمية، وهي رسالة للمسؤولين بمواقعهم بأن كرسي المسؤولية لا يوفر المناعة للمساءلة والمحاسبة عن التقصير، وعلى النخبة المخاطبة ومن تمثله أن تعلم بأنها نواة السير للأمام بمسارات الاصلاح السياسي بهدف تشكيل أحزاب سياسية وطنية تجتمع على حب الوطن والحرص عليه، ولكنها تختلف برؤية التطبيق وبعيدا عن التجاذبات والمناكفات فالوطن يحتاج لتكاتف الأبناء وجهودهم في جميع نواحي الدولة الأردنية الحديثة التي توفر الاستقرار والأمان؛ الاقتصاد القوي الذي يعتمد على الذات، تطوير مناهج التعليم لصقل التفكير الايجابي، تحويل التعليم الجامعي من التعليم التلقيني إلى التعليم البحثي، غرس مفهوم البناء الشمولي للمحافظة على النسيج الوطني بصورته المثالية، شعور المواطن بالمساواة بالحقوق والواجبات والمحافظة على ديمومة الطبقة الوسطى كقاعدة متينة للمحافظة على المكتسبات وحماية الطبقة الفقيرة، التمتع بالقدر الكافي من الخدمات الصحية للمحافظة على صحة المواطن بأولوية مطلقة تمنحه طاقة الأداء والابداع بإخلاص، تمتع السلطة القضائية بحصانة وحماية لتأدية دورها المحوري لتحقيق العدالة وتطبيق القانون على الجميع، توفير البنية التحتية والخدمات الأساسية بكافة مناطق الدولة الأردنية، المنافسة الشريفة بالعمل والانتاج بعيدا عن المناكفة والصراع، وربما هناك أمثلة أخرى يصعب حصرها ولكنها عناوين أساسية لبناء الدولة الحديثة وتشكل مؤشرات العمل المخلص وهو ما أكده جلالة الملك بايمانه أن شباب الوطن هم عماد مستقبله والقادر على تحمل مسؤولية مواصلة البناء والتحديث.

لقد ذكر جلالة الملك أثناء حديثة مع النخبة من أبناء الجامعة الأردنية وحواره معهم بأن محتوى سلسلة الأوراق النقاشية الملكية ودعمه لانجاح مشروع انتخابات اللامركزية والبلديات هي محطات وخطوات على طريق البناء وتمثل محطة انطلاق للقرار بترجمة أحلام المواطن وإعادة ترتيب أولوياته بالشكل الذي يحققق له مزيدا من المكتسبات بشراكة مجتمعية فاعلة تبدا من حسن الاختيار للتخصص الجامعي الذي يضمن توفر فرص العمل لتقليل حجم البطالة والاعتماد على الغير، فالنوعية لا الكمية هي الأساس بمشوار التحدي للتطوير ولبناء الأردن الحديث، وربما تطبيق هذا الشعار على أرض الواقع عندما بإصلاح القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الذي يتطلب بقاء هذه المؤسسات بدرجة الكفاءة العالية ويبعث برسالة أخرى لكل منا بفرصة التقدم بأمان وسلام، اذ لا يمكن قبول العناصر المعطلة وغير المنتجة بما يبعث برسالة للجميع بأن زمن الاحتماء قد انتهى، ومعيار البقاء للأفضل بالأداء والاخلاص والانتاج.
طلب جلالته بصريح العبارة عندما خاطب الشباب مساعدته في ذلك قائلاً: إذا أردتم التغيير والاصلاح فارفعوا صوتكم ولا تصمتوا واضغطوا على السياسين والنواب والمسؤولين، فعليهم أن يتعلموا منكم، وربما هناك رسالة تستنج محتواها بين السطور بضرورة أن يكون النائب للوطن وليس للعشيرة أو المنطقة بدور تشريعي يعكس حرصه الوطني بصورته الشمولية، فالتفكير بتقليص عدد أعضاء مجلس النواب إلى ثمانين نائبا هو الخطوة الأولى لهذه المعادلة الوطنية لأن الازدحام يبطىء معادلة الانتاج ويحصرها بأنانية النفع والكسب، بل وهناك رسالة استنتاجية أضافية وبدرجة أهم بمسؤوليتنا عن نوعية النائب الذي يجب أن ينال درجة الثقة بصناديق الاقتراع تعتمد بجوهرها على قدرته بأداء دوره وهو يفرض علينا اختيار اشخاص بمواصفات الأداء المنضبط المسؤول، وبعكس ذلك فعلينا جميعا أن نصمت لسوء الاختيار وربما أتمنى بتشريع مواصفات لمن يحق لهم الترشح لعضوية مجلس النواب رسالة واضحة بلغها جلالته للنخبة من أبناء الوطن في الجامعة الأردنية وهم بدورهم مطالبون بنقل فقراته وتوضيحها لأفراد المناطق التي يمثلونها، فالعيش المشترك هو الأساس بالبناء والتقدم، والعطاء هو المقياس للاخلاص، والعلاقة المباشرة بين المواطن والمسؤول تحت مظلة سيادة القانون هي المعيار للاستمرار، فالحصانة والحماية تأتي من رحم العمل. زيارة جلالته للجامعة الأردنية أم الجامعات ولقاء طلبتها للحديث عن هموم الوطن وتوضيح مفاهيم البناء برسم خارطة طريق تعتمد على الذات هي وسام على صدر الجامعة الأردنية لهذا التقدير الملكي و قد عكست الزيارة مدى سعادة القائد وارتياحه بما وجد وسمع، فمشوار البناء يحتاج لنا جميعا وربما قراءة ملامح جلالته وابتسامته عكست مدى ارتياحه لمحاور ومنتجات اللقاء.