Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Sep-2018

خطاب المصعد - م. فواز الحموري

 الراي - مع خضم الأحداث والظروف التي نمر بها تناهى الىاهتمامي مفهوم»خطاب المصعد «والمسمى  بالخطاب القصير لأنه يفترض»انه في يوم من الأيام أتيحت لك فرصة الصعود بالمصعد مع مدير شركة أو مسؤول تعيينات او شخص مهم وكان عليك أن تعبر عن نفسك بأسلوب مختصر مفيد يثير الاهتمام خلال فترة تتراوح بين ال 30 ثانية والدقيقة ولكن ليس أكثر من ذلك فكيف ستتصرف؟

سؤال اكرره الان بالتحديد وللجميع ليختار من يريد؛ سواء رئيس وزراء، وزير، مسؤول كبير ويعبر خلال اقل من دقيقة لمطلبه فهل ينجح في ذلك ؟
عناوين ومحطات منها: صفقة القرن، الكونفدرالية، ضريبة الدخل، فواتير الكهرباء والماء، البنزين، التعليم، السياحة، البطالة والفقر.
كنمرين على ذلك وفي العديد من جلسات الدورات التدريبية يتم تطبيق خطاب المصعد والسؤال: لو قابلت الرئيس ترمب، في المصعد ماذا ستقول له في اقل من دقيقة عن موضوع محدد؟
وفي زمن السرعة، هل نستطيع التعبير لرئيس مجلس النواب او رئيس مجلس الاعيان او وزير الداخلية عن مشكلة معينة باختصار ودون «لف ودوران»؟ وللحقيقة المجردة فإننا نراوح كثيرا حول العديد من المشاكل دون الخوض في جذورها والكشف عنها باختصار ودون طول سيرة.
لماذا نكره بعضنا البعض ولا ننسجم مع أنفسنا بل ونصالحها في كل مناحي الحياة ولا نطبق ما يجب فعله بعيدا عن الشكوى والتذمر واللعن والإساءة لكل ما هو قائم على ارض الواقع ؟
عادة ما تختلف رواياتنا لحادثة ما ونعيد بثها بشكل مختلف ومغاير لحقيقة ما حدث وهذا ينطبق على ما نقوم به من «فرودة «العديد من الرسئل ومقاطع الفيديو إلى قائمة الأصدقاء والمعارف دون ادنى تدقيق لمحتويات تلك المادة.
لو وقفت أمام مدير الأمن العام شخصيا ماذا يمكن ان تقول له وفي اقل من دقيقة حول مشكلة المخدرات؟
البطاقات الصغيرة وكتابة رؤوس أقلام لمن يريد الاختصار فكرة يمكن تطبيقها وفي جميع الحالات وتعلم هذه المهارة لنعرف ونحدد: ماذا نريد وكيف نعمل لما نريد.
الأردن مثال واقعي لذلك؛ ماذا نريد من الأردن وماذا يريد الآخرون منه، وكيف نعمل ويعمل الآخرون من اجل ذلك ؟
لو طبقنا خطاب المصعد في البيت والعمل والمدرسة وحتى الشارع لن نصطدم أبدا بمواقف مخزية وأراء غير دقيقة حاقدة ومواقف متناقضة وهموما مبعثرة ومشاكل تبث من قبل مجموعات لا تمثل سوى رأيها المتفرد.
في أساسيات الحوار الوطني المنشود لا بد من التجرد من الأجندة المسبقة والأحكام المتسرعة على كل قضية تطرح على الساحة وتثير الكثير من الجدال دون الوصول إلى نتائج سليمة وحلول واقعية.
ضمن الإدارة الحديثة ثمة محاور عديدة مرتبطة بتحديد المشكلة ووصفها واقتراح المناسب من حلول لها دون الوقوع في مفخخات تفجر الازمات وتفاقم المشاكل وتؤثر على اتخاذ القرار ويبدو واضحا ان تلك المفخخات هي التي ترسم نمط الإدارة وشخوصها وبالتالي فشل جميع المحاولات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
لنجرب خطاب المصعد مع النفس والذات عند لزوم ما يلزم من اليقظة والتحسب للمخاطر والتحديات وتحويلها إلى فرص والتدبر قليلا بالحكمة :»بقاء»الحال من المحال.
عند المصعد وضمن الخدمات المقدمة في الفنادق ثمة مستخدم لغاية مساعدة الزبون للصعود إلى فوق أو الهبوط إلى أسفل»بكبسة زر فقط لا. ولكن عندما تنقطع قنوات الاتصال ويغيب الخطاب الموجه، تتوقف الخدمة ويتعطل المصعد ويكون لازما استخدام الدرج وذلك صعب جدا خصوصا عند الصعود للطابق العاشر على سبيل المثال.
قبل النوم يمكن مخاطبة النفس ومحاسبتها بدقة قبل صعودها أو هبوطها من الأحلام الجميلة ودون الاستغراق في سبات عميق ودون اليقظة من فزع مخيف. خطاب المصعد ضروري للتعبير عما يجول في خاطرنا وفي اقل من دقيقة فهل ذلك ممكن؟
على وجه الاستعجال؟