Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Aug-2018

الاردن وفلسطين في مواجهة صفقة القرن
الرأي -  ماجد الامير
 
يعقد يوم غد الاربعاء في عمان لقاء قمة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث اخر التطورات على الساحة الفلسطينية والعربية .
 
اللقاء ياتي مباشرة بعد عودة جلالة الملك عبدالله الثاني من زيارة الى اميركا التقى فيها جلالته مع الرئيس الاميركي دونالد ترمب واركان ادارته واعضاء كونجرس اكد فيها الملك ان السلام في المنطقة يكون بانسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلت عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
 
الموقف الاردني الذي جدد تاكيده الملك عبدالله الثاني عقب عودته مباشرة من اميركا خلال زيارته الى رئاسة الوزراء الاحد الماضي حينما اكد ان موقف الاردن من القضية الفلسطينية ثابت وواضح والذي يستند إلى حل الدولتين وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
 
كما ارسل الملك رسالة تطمين الى الامة العربية بان "موقفنا في الغرف المغلقة وأمام العالم هو موقف ثابت لا يتغير أبدا".
 
الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي احرق كل السفن في علاقاته مع الولايات المتحدة الاميركية ويخوض معركة كبرى لاسقاط صفقة القرن ياتي الى عمان بعد ان اعلن قطع علاقاته مع الرئيس الاميركي وادارته بالكامل اثر قرار ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، كما ان الرئيس عباس يعلم جيدا ان الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني يقف بكل امكانياته مع الشعب الفلسطيني في مواجهه مخططات الادارة الاميركية ورفض اي مشروع للتسويه لا يؤدي الى انسحاب اسرائيل الى حدود ما قبل الرابع من حزيران واقامة الدولة الفلسطينيه وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئيين الى فلسطين التاريخية.
 
القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية وكل ابناء الشعب الفلسطيني اليوم موحد في رفض صفقة القرن ويدرك الفلسطينيون بانهم في هذه المواجهه ليسوا وحدهم وان الاردن رسميا وشعبيا يقف معهم لاسقاط هذه الصفقة التي هي مؤامرة على فلسطين والاردن والامة العربية.
 
القيادة الفلسطينية وضعت لنفسها خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها في اي حل للقضية الفلسطينية وهذه هي الثوابت الفلسطينية التي حددها الرئيس الراحل ياسر عرفات وهي باختصار زوال الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئيين الفلسطينيين الى بلداتهم وفق قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 194، ولا يجرؤ اي زعيم فلسطيني التنازل عن اي منها لدرجة ان احد القيادات الفلسطينية قال لي "ابوعمار يحكمنا من قبره لانه لا احد منا يستطيع ان يقبل بما رفضه ابوعمار في كامب ديفيد".
 
الرئيس عباس ايضا يسعى جاهدا الى ابقاء الجبهه العربية موحدة تجاه رفض اي حلول خارج مبادرة السلام العربية التي طرحتها الامة العربية في قمة بيروت وهي مبادرة قدمتها المملكة العربية السعودية انذاك ووافقت عليها الدول العربية وبالتالي يحرص عباس على التذكير الدائم بهذه المبادرة كونها اساس للحل حتى يبقي الوضع العربي "المازوم" على الاقل موحد في هذا الاطار لمواجهه ايه خروقات تقع هنا وهناك على صعيد الموقف العربي خاصة وان ادارة ترامب والحكومة اليمينية في اسرائيل تسعى لاحداث خروقات في المواقف العربية تحت حجج وذرائع مختلفة منها مواجهة "الخطر الايراني".
 
الموقف الدولي يشكل عامل مساعد للرئيس محمود عباس وخاصة الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية الاردنية والفلسطينية والعربية في الامم المتحدة وخاصة قرار الجمعية العامه للامم المتحدة برفض الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لاسرائيل علاوة على القرارات المتعلقة في اليونسكو ومفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والتي تؤشر ان اميركا واسرائيل كانتا دائما معزولتين دوليا امام الحق الفلسطيني والتاييد العالمي له.
 
كما ان موقف الدول الاسلامية ايضا اليوم قوي في دعم الحق الفلسطيني ومواجهه قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
 
المتغير الابرز في الموقف الدولي هو في موقف الاتحاد الاوروبي والذي بدا اليوم مؤيدا للحق الفلسطيني باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وهو ما تعبر عنه مواقف الدول الاوروبية باستمرار وخاصة موقف مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيرني علاوة على الاعلانات المتكررة من البرلمانات الاوروبيه بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
 
هذه المواقف الدولية هي مواقف داعمة للموقف الفلسطيني وخاصة ان هناك دول تقليديا تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وخاصة روسيا والصين علاوة على دول في اميركا اللاتينية مما وفر دائما دعما للمقترحات الفلسطينية والعربية والاسلامية.