Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2019

الأسرى يكسرون الأغلال*رشيد حسن

 الدستور-اخبار اسرانا البواسل..رسل الحرية، في سجون ومعتقلات وزنازين العدو الصهيوني.. تسيطر على الاثير الفلسطيني، وعلى جزء من الاثير العربي، الذي أصبح بعضه -مع الاسف- مرهونا للتطبيع وللمطبعين.

الاسرى الابطال في معركتهم التي بدأت الاثنين الماضي، وانطلقت من سجني ريمون والنقب، لتعم بعد ذلك كافة السجون، وفق ترتيب وآلية مدروسة اتخذتها قيادة الاسرى...
 هذه المعركة المجيدة، جاءت لتؤكد ان الاسرى هم الاجدر بالحياة، وهم الاجدر بالحرية، وهم اقوى من الاحتلال، وسيجبرون جلاوزة العدو، ان عاجلا أو اجلا التسليم بشروطهم الانسانية، التي كفلتها الشرائع والقوانين الدولية، ولوائح حقوق الانسان..
وبتوسيع دائرة البيكار قليلا....
نستطيع ان نجزم ان نضالات الاسرى داخل سجون العدو، وبالتحديد منذ حزيران 1967، وحتى اليوم.. تشكل علامة فارقة في النضال الفلسطيني المشروع..
فلقد استطاع هؤلاء الاسرى الابطال،أن يفشلوا مخططات العدو،ومشاريعه واهدافه الفاشية، فحولوا السجون والمعتقلات الى مدارس في الصبر والتضحية والصمود والوطنية... وتمكنوا وعبر تضحيات جسام «استشهاد 250 اسيرا داخل اقبية السجون».. ان يفاجئوا العدو، ويجهضوا مشاريعه اللانسانية واللاخلاقية،والتي تصب في كسر ارادة الاسرى، وتحويلهم الى جواسيس، ومخبرين قذرين.!!
وبكلام أكثر تحديدا..
لقد عمل العدو وبكل الوسائل والاساليب، واغلبها ان لم يكن كلها لا اخلاقية، واستعان بخبرات أصدقائه النازيين والفاشيبين، لكسر ارادة الاسرى الفلسطينيين والعرب، واضعا في اعتباره، انهم يشكلون طليعة الشعب الفلسطيني النضالية، وكتيبته المتقدمه، والنواة الصلبة في النضال، وبالتالي فان كسر ظهرهذه الطليعة المقاتلة، من شأنه ان يجهض النضال الفلسطيني، ويحقنه بفيروسات الاحباط واليأس، ويدفع به الى الوراء سنوات.. وسنوات، الى مراحل فقدان البوصلة.. والضياع من جديد.
لقد غاب عن العدو، موقع ومكانة الاسرى في الوجدان الشعبي، وفي الثقافة العربية المقاومة..
فالسجون لا يدخلها الا الرجال.. الرجال، فهي مدارس في الوطنية، وهي وسام فخر واعتزاز يعلق على صدور الابطال الذين يتصدون للمعتدين بكل شجاعة وجسارة، رافضين المساومة على حرية الوطن وعلى استقلاله، مؤمنين بحق شعبهم في الحرية والحياة الكريمة..أسوة بباقي شعوب الارض..التي تحيا ورأسها مرفوعا..
وللتذكير..
فالذاكرة الشعبية الفلسطينية تحتفظ باكثر الصور اجلالا ومهابة وتقديسا، لابطال سجن عكا « جمجوم والزير وحجازي» الذين تسابقوا على الشهادة، من اجل فلسطين، فاصبحوا –بحق- ايقونات، في نظر شعبهم، وفي نظر الامة كلها التي نظمت فيهم اجمل الاشعار « الثلاثاء الحمراء لابراهيم طوقان «..وجاء الشعر الشعبي ليروي وبكل اعجاب بطولة هؤلاء الاسود، الذين قهروا المستعمر وهم في الزنازين، واصبحوا بحق ترويدة الشجعان، والفرسان الذين يستهزئون بالموت لتحيا الاوطان.
ومن سجن عكا طلعة جنازة..
عطا الزير وجمجوم وحجازي..
جازي عليهم يا شعبي جازي
المندوب السامي وربعه عموما..
وفي الارقام..وهي الاصدق أثرا.. والابلغ وتعبيرا..
فلقد بلغ عدد من دخلوا سجون العدو منذ كارثة حزيران 1967 حوالي مليون شخص، وبلغة اكثر تحديدا فان اكثر من ثلث الشعب الفلسطيني قد دخل سجون العدو.
وكانت النتيجة التي فاجأت العدو، وتفاجئه باستمرار وهي :
 ان السجون زادت هذا الشعب صلابة واصراراعلى التمسك بحقه المشروع في المقاومة.. وحقه المشروع في تحرير وطنه، وكنس الغزاة الى مزبلة التاريخ...
وها هو يسجل في سفر الخالدين، بان مقاومته للعدوهي : اطول مقاومة في تاريخ الشعوب التي ابتليت بالاستعمار والاحتلال، وقد بلغ عدد شهدائه اكثر من نصف مليون شهيد، وعدد الجرحى مليون، وعدد الذين دخلوا السجون الصهيونية وحدها، مليون مواطن فلسطيني..
 وهذا يعني وبكل فخر واعتزاز، ان هذا الشعب العظيم.. شعب الجبارين، يتصدر قائمة الشرف في طول المقاومة والصمود والتضحية بين كل دول العالم التي ابتليت بالاحتلال..
ومن هنا..
لا تعجب، ولا تدهش بان يصبح الاسرى في نظر شعبنا وامتنا هم المثال والقدوة في الصبر والصمود والتضحية والتمسك بالمبادىء والثوابت، وان ينظر اليهم شعبنا باعتبارهم البوصلة التي لا تضل..
المجد كل المجد لمن علمونا الصبروالصمود والتضحية بلا حدود..
والحرية للاسود التي تزأر في معتقلات ريمون والنقب وعوفر والجلمة والرملة والمسكوبية..الخ.. فيردد صداها جبال وسهول وسواحل فلسطين.. 
اننا معكم على العهد باقون..
ما بقي الزعتر والزيتون..