Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Apr-2017

تار.. بايت ! - م. باهر يعيش
 
الراي - تذهب على الموعد تماما أنت فاغر فاك لا تستطيع إغلاقه, آلام لا تطاق, تصرخ بصمتٍ تئنّ تتأوّه, جسدك مطوي ملفوف على بعضه كبقجة ستّي في ذهابها لحمّام تركي. تسترجع أيامك ولياليك وما جناه فمك, تزدرد ما هبّ ودب جاروشة تعمل ليل نهار, حلق مشرع مفتوح طيلة العام. فرشاة أسنانك تعاشرها في المناسبات. تشعر بألم بسيط في سنٍّ أو ضرسٍ تهمله أبو زيد الهلالي (سلامة) لا تملك وقتا لزيارة طبيب الأسنان لا تحبهم, تحب رفقتهم, العديد منهم أصدقاؤك أعزّاؤك أحبّاؤك. يزداد الألم ويزداد الإهمال والعناد! الذّهاب لزيارتهم مُقدَّر ومكتوب. الأذكياء يذهبون بشكل دوري لصيانة أسنانهم, كما مركبتك تتفقّد البوجيات والفرامل والبلاتين دوريا حتى لا تخذلك في سفرٍ في نفق أو دوّار, لم تنته من تسديد قرض ثالث اقترفته لتسديد مخالفاتك.
 
ستخذلك أسنانك في المسير كما مركبتك. في غرفة الإنتظار تقلّب مجلّة من عهد المنفلوط. تدخل سيّدة تجلس أمامك جميلة, حوريّة الملامح والقوام، حضرت للّمسة الأخيرة من صيانة اللؤلؤ في فمها. تذوب!! تئنّ عليك رجولتك عنفصة عنطزة وشوفة حال. تبتسم مطبق الشّفتين مثمّن الحاجبين فتبدو شاذًا بلياتشيو, تمسك بعضك حتّى لا تتبعثر أمامها, تندم لأنّك لم تلتزم بتعليمات طبيبك أن تأتي اليه قبل أن(تفرهل) تشكر الصدفة السعيدة وتضحك بحشرجة كما المجرشة!!
 
يأتي أوانك...جاك الموت يا تارك الصّلاة, تدخل غرفة الطبيب, يستقبلك هاشًا باشًا كمّامته على وجهه. تتكدّس على كرسي الإعتراف يسألك...خيرا؟! تجهش بالبكاء: أين الخير؟! يتحشرج صوتك كصرير بوابة لم تفتح منذ أيام المماليك, تشير الى فمك تتأتأ...هنا وهناك في الأسفل في الأعلى وفي كلّ اتجاه. يهدّئ الطبيب من روعك بابتسامة بها ما وراءها: أنا لم أرك منذ حرب البسوس. يلزمك إزالة القصارة الوحدات الصّحيّة خطوط الكهرباء والماء, سحب أعصاب معالجة جذور نقر ضروس حشوها, تركيب جسور حفر أنفاق خلع قلع وتلبيس وأخيرا..جلي بلاط. أنت يا ولداه لا حول لك ولا قوّة تستسلم لقدرك تبكي تخفق في داخلك كطفل صفع لرسوبه في الإملاء. يبدأ الطبيب في إعداد عدّته أدواته, يسألك (بدهاء)عن الأولاد عن العمل عن أي شيء يبهجك يصرف انتباهك لترتخي.
 
تفتح فاك على سعته لتتكلّم, يستغلّون الفرصة يلقون بأسلحتهم بعتادهم بعدّتهم فيه لتبدأ ورشة العمل. تنكتم, تستفتح بإبرة بنج تخترق نياط قلبك والطبيب يبشّرك برفع الرّواتب خفض الضرائب وأسعار(المارون جلاسيه) ليبهجك ليصرف إنتباهك المكسور المثلوم وبلا فائدة حتى لو صانوا كلّ شوارع عمان, حلّوا أزمة السير فيها منعوا التفحيط اختصروا الروتين في دوائرهم. تبدأ في الشدّ العصر الهصر طلق بلا ولادة. يبدأ الطبيب ب(المصرصع) مثقاب عالي الصوت رفيعه يزنّ كطفل نكد خلق ليصرخ فقط(كمبريسة) أنت لا تحبّ المثاقيب أصلا يأتي دور المقداح.. بلا شخصيّة لا تميّزه لا غلاظة ولا رفاعة في صوته و.. يستأسد.أخيرا.. شيخهم كبير القوم عميدهم,غليظ الصوت عريضه يحتّ يجرش بغلاظة و بطء في عظّام جمجمتك بعد اكتمال أعمال البنية التحتيّة, يبدأ الرّقع الحشو ثمّ الدّك, كأن بينك وبين المِدَك ثأرا بائتا. ينطح برأسه ليدك الحشو دكًا دكا. تنتهي الجلسة, لا تشعر بشفتيك كأنّك منحرفها(ألوَق) بفعل المخدّر, تنزلق تندلق عن الكرسي سيّئ السمعة, تنظر الى طبيبك, ترى علامات الرّضا والحبور والتّشقّي(تار بايت).
 
في غرفة الانتظار...في انتظار الحساب تجلس رجلا على رجل, تنظر باستعلاء لمريض يجلس أمامك, يتأوّه يعصر نفسه من ألم , تنظر اليه بترفّع, تتفلسف تعطيه درسا في وجوب المحافظة على الأسنان بالضبط كما لا تفعل...أنت.
 
mbyaish@gmail.com