Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jan-2019

الاحتلال یدمر الآثار الفلسطینیة لتوسیع مستوطنة مودیعین
برھوم جرایسي
الناصرة –الغد-  كشفت صحیفة ھآرتس العبریة أمس، عن قرار لحكومة الاحتلال الإسرائیلي بتدمیر آثار قریة فلسطینیة تعود الى 1200 عام، تحمل الكثیر من الكنوز والتحف الفسیفسائیة، وآثارا دینیة إسلامیة ومسیحیة، لغرض توسیع مستوطنة مودیعین، الواقعة شمال القدس،1967 .فیما وصف مختصون إسرائیلیون القرار بالجریمة.
وقالت الصحیفة ، إن البلدة المكتشفة، تعود إلى العصر الإسلامي المبكر،( 1200 سنة). وتقع على ”تلة النبي زكریا“، على الطریق الواصل بین مدینة الرملة، (التي كانت ذات یوم عاصمة
ذلك الإقلیم،) ومدینة القدس.
وبینت الصحیفة أن القریة تحتوي على بیوت فاخرة مزینة بالفسیفساء والأقواس وآبار للمیاه المقصورة والمعاصر، ومشاغل حرفیة للزجاج عمرھا ألف سنة. إلا أن سلطة الآثار التابعة لحكومة الاحتلال، قررت وقف الحفریات وعدم الكشف عن كامل البلدة، وتدمیر ما تم العثور علیھ، لغرض إقامة منطقة خدمات لمستوطنة مودیعین.
وأضافت، بإن قرار سلطة الآثار السماح بتطویر الموقع أثار الدھشة في أوساط مختصي الآثار، الذین یقولون إن السلطات تسارع إلى المصادقة على خطط التطویر حتى عندما یتم اكتشاف آثار قدیمة مھمة. وزعمت سلطة الآثار الإسرائیلیة، أن ھناك حاجة للتوصل إلى موازنة بین الدفاع عن الآثار والاحتیاجات الاقتصادیة. وحسب مزاعم السلطة، فإن الحفریات في الموقع تم توثیقھا، وأنھا تحافظ على المعلومات بشأن البلدة القدیمة.
ویقول تقریر ”ھآرتس“، إن الموجودات أثارت استغراب مختصي الآثار الذین عملوا في الموقع، وقال أحدھم للصحیفة، ”لقد توقعت ایجاد بقایا ھلنستیة أو رومانیة أو بیزنطیة. لذلك فإن اكتشاف ھذه البلدة فاجأني“. وكان في اعتقاد مختصي الآثار، أن المنطقة التي جاثمة فیھا مستوطنة مودیعین، كانت مأھولة بشكل غیر مكتظ في العصر الإسلامي المبكر.
وقد امتدت الحفریات على مساحة 4 دونمات، وكشفت جزءا من بلدة كبیرة جدا. تقع على تلة
شمال غرب مستوطنة مودیعین، وھي محاطة بالكنوز الأثریة، على طول الطریق التي مرت من یافا إلى القدس. وقد سبق وتم العثور في المنطقة القریبة، مكتشفات سابقة في المنطقة ھي دیر بیزنطي ومغر استخدمھا الرھبان الذین اعتكفوا وموقع دفن روماني.
وفي الموقع المذكور، اكتشف عاملو الآثار على عشرات المباني في بلدة مخططة جیدا، والتي یمكن اعادتھا إلى القرن التاسع حتى الحادي عشر، في الفترة التي حكم فیھا المنطقة العباسیون والفاطمیون.
وركز التقریر على ان الموقع ھو موقع سكني لتجمع من الأھالي المسلمین والمسیحیین معا.
ووجد العاملون، صلبانا منقوشة على حجارة معاصر الزیتون في البلدة، وأجزاء كتابات بالیونانیة، اللغة المكتوبة التي استخدمھا المسیحیون في المنطقة. في أحد البیوت اكتشف تذكار مسیحي من الحج مصنوع من الفخار، یبدو أنھ جلب من مصر.
كما عثر الباحثون أیضا على أوزان من الزجاج، وعلیھا كتابة بالعربیة. وأن ھذه الأوزان استخدمت لوزن قطع نقدیة بدقة كبیرة، ویبدو أن جزءا من إحدى الكتابات یقتبس آیة قرآنیة.
وقالت الصحیفة، إنھ لم یتم اكتشاف دلائل على كنیسة أو مسجد، لكن ھناك ما یكفي من الدلائل
على الھویة الدینیة المختلطة للبلدة. إلا أن الصحیفة ذاتھا، أشارت إلى ھذه المكتشفات ھي في
جزء محدود من البلدة الواسعة، ومما لا شك فیھ أن آثارا وبالذات مقدسات إسلامیة ومسیحیة، ستكون في المنطقة التي لم یتم حفرھا. وعلى الأغلب فإن الحفریات لم تتوسع بھدف عدم العثور على مقدسات، من شأنھا أن توقف كلیا مخطط تدمیر القریة لغایات استیطانیة.
وقالت الصحیفة، إن المكتشفات في تلة النبي زكریا، تشیر إلى انتقال ھادئ، من الامبراطوریة
البیزنطیة إلى الفترة الإسلامیة، في النصف الأول من القرن السابع. وأضافت، أنھ ”رغم عدم الیقین بخصوص ھویة السكان، لا شك أن الموقع كان مزدھرا على ضوء المجوھرات التي اكتشفت والبیوت ذات ارضیات الفسیفساء والأسقف التي فیھا قباب. وأن العدد الكبیر للمخازن والمشاغل الحرفیة لإنتاج الزیت والنبیذ والزجاج والبضائع الاخرى، یشیر إلى أن تلة النبي زكریا كانت مركزا صناعیا وزراعیا ھاما بالنسبة للقدس ومدینة الرملة، التي كانت العاصمة اللوائیة في فترة الخلافة“.
وأضافت الصحیفة، أنھ في فترة الحملة الصلیبیة كان ركود في البلدة، لكنھا شھدت نموا قصیرا  في العصر المملوكي بین القرن الثالث عشر والرابع عشر، وبعد ذلك ھجرت البلدة نھائیا.
وقالت مختصة بالآثار، ترفض مخطط الاحتلال، للصحیفة، إنھ ”بعد الیونان والرومان استمر الناس في العیش ھنا رغم أنھم لم یثیروا اھتماما كبیرا. وقالت، ”ھناك دلائل كثیرة وجدت، والكثیر من الآثار دمرت. لأنھ اكتشفت في الموقع آثارا كثیرة، كان یجب عدم السماح بالقیام بتطویر عقاري فیھ“. ودعت المختصة سلطات الاحتلال إلى التوقف عن ھدم البلدة واعداد الموقع للزوار، وقالت، إن ”ھذا موقع مدھش. وھدم شيء كھذا ھو ببساطة جریمة“.