Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2019

مطار في الأغوار* محمد سويدان

 الغد

يا ترى ماذا سيحدث لو قررت الحكومة الاستجابة إلى مطالبات نيابية بإنشاء مطار في الأغوار، ردا على قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء مطار “تمناع” بالقرب من العقبة، من دون الالتفات للاعتراضات الأردنية الرسمية؟
هل سيعترض الكيان الإسرائيلي على توجه الحكومة؟ وهل سيخاطب منظمة الطيران العالمية للاعتراض على المطار لقربه من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولأن حركة الطائرات منه وإليه تعيق حركة الطيران في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتتداخل معها؟
من المؤكد أنه سيفعل ذلك، ولكنه سيحاول بكل الطرق والوسائل، ومنها غير الشرعية وغير القانونية، التأثير على الحكومة، والضغط عليها، ومنعها من إقامة هذا المطار.
من المؤكد أنه سيلجأ لوسائل الضغط البعيدة عن الدبلوماسية، وعن مبادئ العلاقات بين الدول، وسيهدد بإجراءات عديدة، لمنع هذا المطار من رؤية النور.. فالكيان الإسرائيلي، كما هو معروف عنه، وكما جرت العادة منذ احتلاله فلسطين، لا يعترف بالاتفاقيات والمعاهدات، ويعمل دائما لتطويعها لمصلحته، فيما ينبذ ولا يطبق ما يتعارض مع مصالحه. ولن يجد هذا الكيان غضاضة في استخدام ما يبرع فيه ويضغط على الأردن لمنع إنشاء هذا المطار.
كان النواب على حق عندما انتقدوا رد فعل الحكومة تجاه مطار “تمناع”؛ حيث اعتبروه “متراخيا” و”غير شديد”، ما شجع الكيان الإسرائيلي على ضرب عرض الحائط بالاعتراضات الأردنية؛ حيث قام بتشغيله من دون أدنى التفاتة للاعتراضات الأردنية، وتعامل مع الأمر، وكأن الأردن لم يعترض بل يؤيد المطار وتشغيله.
فالرد الضعيف، يشجع الكيان الإسرائيلي على التمادي في ممارساته غير القانونية وغير الشرعية، بينما الرد القوي هو ما يلجمه، ويجعله يفكر ويحسب آلاف الحسابات لمواقفه وخطواته.
فعلى سبيل المثال، عندما ألغى جلالة الملك، اتفاقية تأجير أراضي الغمر والباقورة للإسرائيليين.. تفاجأ الكيان، وصرح رئيس وزرائه بأنه سيتفاوض مع الحكومة الأردنية لتمديد الاتفاقية، وحاول القيام بخطوات لترطيب الأجواء والعلاقات، ومنها التسريبات بموافقته على المضي قدما بمشروع “قناة البحرين” (البحر الأحمر-البحر الميت).
التعامل مع الممارسات الإسرائيلية العدوانية التي لا تلتفت إلى مصلحة الطرف الآخر، يجب أن يكون شديدا.. فهذا الكيان لا يفهم أي لغة سوى لغة القوة.. فأي تصرف وفق المعاهدات والمبادئ، لا يحترمه، فهو يحترم من يفرض عليه موقفه، ويضغط عليه، بما يملك من أوراق قوة.
أعتقد أن الحكومة، لو هددت آنذاك، عندما أعلن الكيان عن توجهه لإنشاء مطار “تمناع” بما تملكه من أوراق قوة، لتراجع عن قراره، أو على أقل تقدير، أخذ بعين الاعتبار الاعتراضات الأردنية.
لهذا، على الحكومة ألا تستخف بالاقتراحات النيابية على هذا الصعيد.. فهذه الاقتراحات قد تكسر عنجهية هذا الكيان، وتلزمه بأخذ المصالح والمواقف الأردنية على محمل الجد، لأنه وبعد عدم التفاته للاعتراضات الأردنية، سيحاول عندها (عند اتخاذ المواقف القوية، كإعلان إنشاء مطار في الأغوار) التعامل بجدية، واحترام الموقف الأردني، وعدم التغاضي عنه، والأخذ بالاعتبار، والتجاوب مع الاعتراضات والموقف الأردني. هذا الكيان لا يفهم أي لغة باستثناء لغة القوة.