Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Apr-2021

65 عاماً مع الموسيقى والأغاني في حب الوطن

 الراي- وليد سليمان

 
الراحل عن 86 عاماً الفنان الكبير «محمد وهيب» كان من جيل الرواد الأردنيين والعرب في عالم الطرب والموسيقى .. فما زالت أغانيه وألحانه في الذاكرة الجميلة, ومنها مثلاً تلك الأغنية الوطنية الرائعة من كلمات الشاعر أيوب طه وألحان الموسيقار جميل العاص, حيث كان يغني محمد وهيب منشداً لحب الأردن بقوله:
 
بلادي بلادي بلادي
 
بلادي بلادي فؤادي
 
يا بلادي.. يا بلادي
 
بلادي أحبُ البلاد إليْ
 
بلاد السَّنا والجمال الشذيْ
 
بروحي أفديكِ يا جنتي
 
بعيني بالنور في مقلتي
 
يا بلادي.. يا بلادي
 
احبكِ يا قلعة الكبرياء
 
احبكِ مجداً بهيْ الرِّداء
 
احبك شوكاً وزهراً نما
 
على جبلٍ مثقلٍ بالإباء
 
وانتِ لنا صرح مجدٍ
 
أعزاء بالله بالله.
 
والفنان محمد وهيب مطرب من زمن العصر الذهبي: زمن عبد الحليم وفريد الأطرش وفهد بلان واسماعيل خضر وعبده موسى وتوفيق النمري وهيام يونس وصباح وسميرة توفيق وسلوى العاص وسهام الصفدي وفؤاد حجازي وأحمد فؤاد حسن وهيام يونس... والعديد الكثير من أساطين الطرب والموسيقى الأردنية والعربية الزاهية بقوة الأصالة والألحان الشجية.
 
وسنظل نذكر فنون محمد وهيب وهي محفورة في القلب بالحماسية والرومانسية مثل أغانيه: طلوا الحلوين, لو أن لي ألف روح, شيلي هالنظارة تنشوف عيونِك.
 
حبيبي يا وطني
 
يا مُنيةَ القلبِ
 
يا واحة السلام
 
والمجد والحبِ
 
يا بيدر السنابل
 
والزهر والجداول
 
يا موكب البلابل
 
تشدو على دربي .
 
•مع نزار قباني
 
ومطربنا وموسيقارنا الشرقي الأصيل محمد وهيب غنى ولحَّن لمشاهير الشعراء في الأردن والوطن العربي, ومنهم مثلاً أحمد شوقي, ونزار قباني الذي غنى ولحن له قصائد من بستان شعره الرومانسي الغزلي وذلك في ثمانينات القرن الماضي, عندما قدم الأغاني التالية لنزار قباني:
 
*عيناك كنهري أحزاني.
 
*أحلى خبر.
 
* يسيل الليل موسيقى.
 
وفي ذلك الوقت القديم أعجب نزار قباني أيما إعجاب بهذا المطرب والملحن الأردني محمد وهيب الذي يغني بعض قصائده تلك, التي أذيعت قديماً من صوت العرب في القاهرة ومن إذاعة عمان في الأردن، وحديثاً من بعض الفضائيات الاردنية.
 
•الغناء بين زمنين
 
وفي «أبواب - الرأي» تحدثنا سابقاً قبل سنوات قليلة مع الفنان القدير محمد وهيب صاحب المسيرة الفنية الطويلة والجميلة - رغم أنه كان ما يزال يعاني من المرض- سألناه ما يلي:
 
-لماذا اكتشفنا ومنذ سنوات وكأن الشعب العربي كله يحب الغناء والطرب ! ودليل ذلك تسابق الآلاف من الشباب والشابات للإشتراك ببرامج الغناء مثل آراب آيدول وذا فويس وغيرهما!! فما رأيك؟!.
 
فأجاب الفنان محمد وهيب - ملحن الأغاني لكل من صباح وطروب وهيام يونس ولطفي بشناق وغيرهم - موضحاً بقوله:
 
في زمن جيلنا القديم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لم يكن أهلنا يشجعوننا على الفن والغناء!! لذا كان مشوارنا الغنائي والموسيقي متعباً وقاسياً.. وكان المشجعون لنا للسير في هذا الدرب قلة قليلة.. بينما في هذا الزمن الحاضر والجيل الجديد ترى الأهل وهم يصطحبون أبناءهم وبناتهم وكلهم شوق ولهفة لنجاح أولادهم .. وقبول أصواتهم الغنائية من لجان المشاهدة والاستماع, التي تُبث في كل أنحاء الدنيا, فالصوت الجميل موهبة من الله, بينما الموسيقى يمكن أن يتعلمها الإنسان.
 
•ذابت مع الذكريات !
 
وكان المطرب والملحن والمؤلف الغنائي محمد وهيب قد وُلد وعاش فترة صباه في رام الله, حيث كان رقيق المشاعر مرهف الحس الفني، حتى أنه هام في حب فن وغناء وموسيقى فريد الأطرش مثله الأعلى في الأغاني ذات النبرة في اللوعة والعتاب والشجن الرصين:
 
ما تعتبنيش علِّي فات
 
الماضي كله آهات
 
ذابت مع الذكريات
 
و إفضلي من الدنيا حبك
 
وهمس قلبي لقلبك .
 
وأحب محمد وهيب عاشق الفن آلة العود والأنغام الشرقية العاطفية, وأخذ يردد أغاني فريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب !! في حفلاته ما بين المعارف والأصدقاء وبعض الحفلات في رام الله والقدس.. حتى اشتغل موظفاً في الإذاعة الأردنية في رام الله مع الفرقة الموسيقية عام 1958.
 
•في إذاعة عمان
 
وفي العام 1959 ينتقل محمد وهيب للعمل في الفرقة الموسيقية في إذاعة عمان حيث زامل المطربين والموسيقيين المشاهير من جيل الزمن الجميل مثل: اسماعيل خضر وفؤاد حجازي وتوفيق النمري و صبري محمود وسلوى العاص وجميل العاص و فيصل حلمي و نهاوند وعبده موسى وفهد النجار وسامي الشياب وشكري عيّاد..الخ.
 
ويقول عن ذلك: كنا وحدة واحدة نحب ونساعد بعضنا بكل إخلاص, ويغني الواحد منا منفرداً فيصبح الباقي كورساً يردد وراء المطرب الرئيسي، كأفضل كورس في الوطن العربي.
 
وهذا ما لاحظه الفنانون المصريون على فرقة الإذاعة الأردنية قديماً !! لأن كل الكورس هم من الفنانين مطربين وموسيقيين كذلك.. لذا فقد كانت تجمعنا علاقة أخوة فنية وصداقة ومحبة دون حسد أو خلاف فيما بيننا.
 
•«300» أغنية
 
وكان قد أوضح لنا فناننا الشهير محمد وهيب صاحب الأعمال الفنية التي بلغت (300) من غناء وتلحين وتأليف كلمات الأغاني؛ أنه وبعد العام 1968 اتجه بشكل قوي لغناء الأغاني الوطنية الحماسية ، لرفع معنويات الشعب والجيش والأمة العربية ، التي فاجأها العدو باحتلال الأرض العربية.
 
لذلك فقد كانت أغاني محمد وهيب مع زملائه الآخرين من المطربين الأردنيين مهمة ولها دور إعلامي ونفسي ووطني للعرب أينما كانوا.
 
وكذلك الأغاني الحماسية الأخرى التي ألهبت مشاعر الأردنيين الوطنية مثل:
 
الكوفية الحمراء, لو أن لي ألف روح لوهبتها لبلادي, نهر الأنبياء, القدس نادتنا.
 
•مع عبد الحليم حافظ
 
وفي أواخر ستينيات القرن الماضي ذهب محمد وهيب إلى القاهرة عاصمة الفن العربي ، ليزداد فناً وثقافة في عالم الموسيقى، حيث درس في معهد الموسيقى هناك, وليشارك بأغانيه في إذاعة صوت العرب, ويغني مع الفرقة الموسيقية الخاصة بأم كلثوم وفرقة هاني مهنا.. ثم يغني ويشارك في حفلات الغناء والمطربين المصريين على بعض المسارح ودُور السينما مثل سينما ريفولي في القاهرة تلك الحفلة التي اشترك بالغناء بها عبد الحليم حافظ.
 
وسجل محمد وهيب هناك العديد من الأغاني الأردنية والعاطفية والأغاني القومية الحماسية مثل أغنية باسم الحرية.
 
•الأغاني العاطفية
 
وعند رجوع محمد وهيب من القاهرة مطلع السبعينيات الى عمان أخذ يزداد الاتجاه الغنائي العام نحو الأغاني العاطفية ، فغنى أغانيه الشهيرة التي ترددت على معظم ألسنة الناس في الأردن مثل:
 
شيلي هالنظارة تنشوف عيونك, كيف أنام الليل يا سليمى, طلوا الحلوين, خِلي يا خِلي مع سهام الصفدي وغيرها.
 
•في بيت الرواد للفن
 
وفي السنوات الأخيرة الماضية اجتمع بعض رواد الفن الغنائي والموسيقي الأردني في عمان كي يؤدوا كل أسبوع - في حفل للجمهور يقام في مركز الحسين الثقافي برأس العين - العديد من أغاني الزمن الجميل وأغانيهم الرائعة القديمة وأغاني عمالقة الطرب الأصيل لفريد الأطرش وعبد الحليم وأم كلثوم ومحمد قنديل وفايزة أحمد...الخ بقيادة الموسيقار الشهير صخر حتر,حيث كان محمد وهيب أحد الفنانين المشاركين بكثرة في تقديم أغانيه وحتى أغاني الآخرين مثل فريد الأطرش أمام جمهور الحضور هناك.
 
•يتجول في شوارع عمان
 
وعن عمان المدينة الأليفة التي كان يعيش فيها قال محمد وهيب سابقاً: عندما استقريت في عمان كان عمري حوالي (11) سنة وسكنت مع أهلي في شارع الشابسوغ في بيت لمالكه من آل خورما..
 
وعندما صار عمري حوالي 15 – 17 سنة أخذت أتجول في شوارع عمان التي أحبها, وبالذات في الشوارع الشهيرة والجميلة بمحلاتها مثل شارع بسمان, وشارع الهاشمي حيث المدرج الروماني وما يحيط به من أشجار ومياه أيام زمان.
 
•في سينمات عمَّان
 
وقال كذلك عن بعض دور السينما في عمان:
 
كنت أحب حضور الافلام السينمائية في دور السينمات التالية: سينما بسمان، وسينما زهران، وسينما الفيومي التي سُميت فيما بعد بسينما الخيام الكبرى.. فمهما سافرت هنا وهناك إلى رام الله والقدس والقاهرة ودول الخليج وأميركا للعمل الفني؛ كنت أظل أشتاق بشدة متى أرجع إلى عمان وجبالها وأحيائها وشوارعها الأليفة بالهدوء، وبأهلها الطيبين البسطاء المحبين للحياة والثقافة والفن.