Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jul-2018

مطلقو الطائرات الورقية يخفضون الوتيرة خوفا من الحرب - عميرة هاس

 

هآرتس
 
الغد- الطائرة الورقية الحارقة تكلف بين 4 إلى 20 شيكلا، حسب حجمها. ان نجاح هذه الأداة في احراج والتشويش على الجيش الأقوى في المنطقة وفي التسبب باضرار مادية للكيبوتسات الخضراء، التي تقع على أراضي قرى فلسطينية دمرت في العام 1948، هو مصدر فخر للكثير من الفلسطينيين في قطاع غزة وخارجه. ثانيا، يتضح الابداع والقدرة على الاختراع لشباب القطاع – قال بانفعال من ارادوا التطرق لهذه المرحلة الجديدة من تحدي الاحتلال الإسرائيلي.
 
الانفعال من الابداع ومن احراج الإسرائيليين غطى في البداية على حقيقة أن مطلقي الطائرات الورقية لم يوضحوا اذا كان لهم هدف سياسي محدد لها وما هو، اكثر من "حق العودة ورفع الحصار" (الشعاران الدارجان اللذان اطلاقهما مرة واحدة يناقض احدهما الاخر كما أكد عدد من المتحدثين الانتقاديين معي). فقط بالتدريج تمت صياغة الأهداف وليس واضحا إذا كان ذلك قد تم على ايدي مطلقي الطائرات أو محللي الظاهرة ومن يبررونها. 
 
وها هي الأهداف: التعبير عن الغضب الجماعي والشخصي، الإجابة على القناصة الإسرائيليين الذين اطلقوا النار على متظاهرين غير مسلحين واصابوهم إصابات بالغة وقتلوهم، قطع الحدود بطرق أخرى وخلق ميزان رعب مع غلاف غزة إلى حين رفع الحصار. لا احد يقول أي حصار بالضبط: الذي تم تجديده قبل اربع سنوات أو الذي تم تخفيفه قبل سنتين. فقط على البضائع أو أيضا على حركة الأشخاص. التردد الإسرائيلي الذي يعرض حياة الناس للخطر باعطاء تصاريح خروج للمرضى او منع الطلاب من التعلم في الضفة الغربية؟
 
من يحللون الظاهرة في القطاع يرون أيضا امام اعينهم مطلقي الطائرات الشباب: ملوا من عدم وجود عمل، محبطين بسبب عدم القدرة على اعالة عائلاتهم، الاستيقاظ في الليل والنوم حتى وقت متأخر في النهار، محبوسين في قفص، مقطوعين عن العالم وفجأة يتحولون إلى مركز الاهتمام وأن لهم قيمة.
 
ربما أن صياغة اهداف سياسية معينة هو طلب مبالغ فيه ممن اخترعوا أسلوب الطائرات الورقية الذين تتراوح أعمارهم بين 17 إلى 22 سنة. الطائرة الورقية الحارقة الأولى تم تجريبها في 11 نيسان في منطقة البريج، القريبة من الخط الأخضر، في احد المخيمات التي اقيمت في 30 آذار كنقطة بداية لمسيرة العودة. بعد ذلك انتشرت الطريقة إلى خيام عودة أخرى. التقارير الصحفية تحذر من الكشف عن هوية المخترعين باسمائهم. الأوائل اعلنوا عن انفسهم كاحفاد "الزواري" – على اسم محمد الزواري المهندس التونسي الذي طور طائرات بدون طيار لصالح الذراع العسكري لحماس عز الدين القسام وقتل في نهاية 2016. القتل منسوب لإسرائيل. ان اختيار الزواري يشير إلى علاقة تعاطف مع حماس ولم تكن علاقة تنظيمية. "احفاد"، هو تعبير مع إشارة إلى سخرية غزة، يشير إلى وعي المسافة التكنولوجية بين الطائرات بدون طيار والطائرات الورقية. 
 
بعد ذلك تطور الاسم إلى "وحدة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، أبناء الزواري". الانتقال إلى أبناء وإلى وحدة يشير إلى مأسسة الظاهرة وتبنيها من قبل حماس. التبني الرسمي لهذه الطريقة يثبت بالأساس تصميم حماس على السيطرة على ما يجري. ولكن هذا لم يتم استقباله بدون انتقاد. ممثلو تنظيمات سياسية أخرى، الذين كانوا شركاء في تنظيم مسيرات العودة احتجوا انه بهذا، وسيلة نضال رمزية وشعبية، أي بطرق سلمية غير عنيفة، تخرب الهدف الأصلي وفي اللحظة التي يكون فيها منظم من اعلى يتحول ليصبح وسيلة عنيفة. يجب الافتراض أيضا أن غيرة الكتاب كانت موجودة هنا: مرة أخرى حماس تأخذ السبق.
 
وكما تطور في السابق مطلقو صواريخ القسام واصبحوا مهنيين، ففي الأشهر الثلاثة الأخيرة اصبح هكذا مطلقو الطائرات الورقية: تعلموا ما هي العلاقة الصحيحة بين المسافة التي تفصلهم عن الحقول الواقعة خلف الجدار، وسرعة الرياح وطول الذيل. "وحدة الطائرات الورقية" أعلنت في مؤتمر صحفي عن تطوير نوع جديد من الطائرات الورقية يمكنه أن يطير لمسافة 48 كم، بعد أن وجدت اثار لطائرات ورقية في بيت شيمش في الأول من شهر تموز. ومثل الاخوة الكبار في عز الدين القسام أيضا هنا يحبون رفع التوقعات. للشباب المعزولين عن العالم فإن تطوير وسيلة نضال وزيادة المهنية هي نجاح وانتصار بحد ذاتها، انجاز شخصي. لقد تم نسيان حقيقة أنه ليس فقط لم يرفع الحصار بل تعزز.
 
اثناء كتابة هذه السطور، أمس بعد الظهر، جاءت تقارير عن خلية طائرات ورقية أصيبت بالنار الإسرائيلية، وعن قتيل فلسطيني وثلاثة مصابين وعن قذيفتين تم اطلاقهما ردا على ذلك من القطاع. العادة الفلسطينية هو ان انتقاد وسائل النضال الذي ترسخ كهدف مقدس، يسمع أولا في لقاءات مغلقة أو في محادثات بين الأصدقاء. وبعد ذلك يهمسون لآخرين بأن فلان من الجهاد الإسلامي يعبر عن القلق من أن الطائرات الورقية ستجر القطاع إلى حرب شديدة. ومجهول من حماس يصرح نفس الشيء. بعد ذلك تبدأ بالظهور منشورات كهذه في الفيس بوك ومقالات علنية مثل المقال الذي كتبه سفيان أبو زايدة، عضو قديم في فتح. 
 
"الكرة الآن في الملعب الفلسطيني، أو بشكل أدق، في ملعب قيادة حماس"، كتب في مقال نشر هذا الأسبوع وأشار إلى أنه يستطيع أن يشهد بأن يحيى السنوار رئيس حماس في القطاع لا يأخذ في الاعتبار سلامته الشخصية وسلامة عائلته عند اتخاذه القرارات. أي أنه لا يهتم بسلامته على حساب الآخرين. "ولكن السؤال هو هل من الحكمة الدخول إلى حرب غير محدودة من اجل مواصلة اطلاق الطائرات الورقية الحارقة؟"، سأل أبو زايدة عن "السلاح الإبداعي الذي اخترعته غزة... والذي لم يتسبب بموت أي إسرائيلي لكن استمرار استخدامه سيؤدي إلى استشهاد المئات أو حتى آلاف الفلسطينيين". من الواضح أن إيقاف الطائرات الورقية لن يرفع الحصار ويوقف الهجمات الإسرائيلية"، كتب وأضاف أنه في المقابل أيضا المعركة الفلسطينية من اجل الحرية لن تتوقف مع وقف اطلاق الطائرات الورقية: هي مستمرة منذ عشرات السنين ولم تبدأ بالطائرات الورقية ولن تنتهي بوقفها.
 
قيادة حماس تصغي للنصائح، قال أبو زايدة الذي يعرف ماذا يقول. هو يسأل حماس هل نحن حقا معنيين بجر إسرائيل إلى عمل عدواني، هل لنا مصلحة في ذلك، هل هذا الأمر يخدمنا ويخدم قضيتنا ويؤدي إلى العودة ورفع الحصار وتحسين وضع الناس؟ اذا كان الأمر كذلك فهيا نواصل اطلاق الطائرات الورقية وباضعاف. السؤال الثاني هو: هل لموقف الشعب الذي سيتحمل العبء الأكبر، توجد أهمية عند اتخاذ القرارات؟ إذا كان الأمر كذلك وإذا كان الشعب في غزة سيسأل عن رأيه، هل يجب مواصلة اطلاق الطائرات الورقية حتى بثمن اندلاع حرب، هو يجيب بالنفي، كتب أبو زايدة. ومن اجل إزالة الشك قال: لا أحد في غزة يريد الحرب.