Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Jun-2017

أخطر ما يواجه الأردن ! - صالح القلاب
 
الراي - كنا في الأردن قد راهنا، مثلنا مثل غيرنا، على أن إدارة باراك أوباما ستأتي بما لم تستطعه الأوائل وأنها على الأقل ستضع القضية الفلسطينية العالقة منذ خمسين عاماً، لا بل منذ سبعين عاماً، على بداية طريق حلٍّ معقول ومقبول لكن رهاننا هذا قد انتهى إلى الفشل بالطبع وحيث أن هذه الإدارة بالإضافة إلى ذلك قد أعطت السوريين، كما قال السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، «أملاً زائفاً»، وأنَّ وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قد خدع نظيره الأميركي جون كيري بالنسبة لأزمة الكيماوي السورية المعروفة في عام (2013) وأنه «كان يعامله كطفل»!!.
 
إنَّ الأخطر بالنسبة إلينا، في المملكة الأردنية الهاشمية، هذا البلد الذي يقع في عين العاصفة والذي تحدق به كل هذه الأزمات المتصاعدة من كل جانب، هو أن ينجح الروس في إشغال إدارة دونالد ترمب بتنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية كما أشغلوا الإدارة السابقة بهذا التنظيم الإرهابي الذي ستثبت الأيام المقبلة أنه قد أخترع إختراعاً من أجل معادلة :»إما داعش.. وإما نظام بشار الأسد».. وحقيقة أن هناك مؤشرات كثيرة على أن هذه الخديعة قد تنطلي على الإدارة الأميركية الجديدة كما انطلت على الإدارة السابقة !!.
 
إنه لا شك في أننا مع القضاء على تنظيم «داعش» الذي أصبح آفة كونية تهدد العالم بأسره ونحن جزء منه لكن ما يجب أن نأخذه بعين الإعتبار بجدية، لا بل بكل جدية، هو أن يشكل الانشغال بهذا التنظيم الإرهابي غطاءً لتحقيق الإيرانيين لأهدافهم في هذه المنطقة، بدعم روسي بات واضحاً وضوح الشمس إلا لمن يفضل أن يضع كفيه فوق عينيه حتى لا يرى حقائق الأمور، ونجد أن حدودنا الشمالية باتت تواجهها حدود إيرانية وبكل معنى الكلمة.
 
كان بعضنا في الفترة السابقة، فترة إدارة باراك أوباما، «مغرماً» بوزير الخارجية جون كيري وكان هؤلاء لا يطيقون أنْ نتحدث عن ميوعته وجهله وتلاعب سيرغي لافروف به وتمرير كل ما أراده وبخاصة بالنسبة للأزمة السورية عليه والمشكلة هنا أن هؤلاء كانوا يراهنون على أن هذا الذي كان يعامله وزير الخارجية الروسي كـ»معاملة الطفل»، سيحقق لنا على الأقل بعض ما نريده إن غرباً وإن شمالاً وإن شرقاً وإن في كل الاتجاهات!!.
 
والآن فإنه علينا ألا نقع في هذا الخطأ نفسه بالنسبة للإدارة الأميركية الجديدة التي يجب أن نضع يدنا في يدها.. ولكن بدون الرهان عليها أكثر من اللزوم وبدون أن نغفل ولو للحظة واحدة هو أن ما يجب أن نبقى نحسب حسابه وبكل جدية ودائماً وأبداً هو أن تصبح إيران بكل تطلعاتها الإستحواذية والتمددية على حدودنا الشمالية.. إنه علينا أن نضع في حساباتنا أن هناك شيئاً إسمه ألاعيب الدول التي لا تنفع معها ما من الممكن أن نعتبره صداقات.. والمفترض أن كل أردني يعرف ذلك المثل الأبدي.. السرمدي الذي يقول :»إذا هب هواك ذرِّ على ذقن صاحبك» .. إنه علينا بالنسبة لألاعيب الدول أن نخشى من أصدقائنا قبل خشيتنا من أعدائنا!!.
 
لقد جاء ترمب شاهراً سيفه ضد إيران التي كانت محبوبة باراك أوباما لكن ها نحن بتنا نرى أن هذا السيف بات يهبط قليلاً.. قليلاً وأن لافروف أصبح يتعامل مع تيلرسون كتعامله مع ذلك «الصنديد» جون كيري وأن فلاديمير بوتين لم يتراجع عن مسيرته السابقة ولو بمقدار قيد أنملة وأن تحالفه مع الإيرانيين يزداد كل يوم وأنه يتقدم بسرعة وأنه «إستراتيجي» وسيستمر لفترة طويلة.. وهكذا، وكما جاء في «ميدل إيست بريفنغ»، فإن أحد أبعاد الوجود الروسي في سوريا هو الإستجابة للطلبات الإيرانية .