Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Feb-2019

جريمة «الدخان»!!*صالح القلاب

 الراي

نحن بحاجة إلى إستراحة إلتقاط أنفاس لكي نفهم على بعضنا بعضاً ولكي يستوعب المواطن العادي الذي » يكدح من الفجر إلى النجر»..كل هذه التصريحات اليومية التي لو أنه إستعان بقارئة فنجان أو ضاربة ودعٍ فلما فهم منها شيئاً وكل هذا في حين أن المطلوب في هذه المرحلة العصيبة والصعبة حقاً التي يواجهها الأردنيون هو الأخذ بالمثل القائل :"ما قلَّ ودلَّ» و"إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب» وأنه لا ضرورة إطلاقاً لأن يقال وفي كل يوم ما بقي يقال وتطفح به أوراق الصحف وشاشات الفضائيات وكل وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية.
 
إنه لا يمكن أن يفهم المواطن الأردني كيف أن «جريمة الدخان» هذه قد بدأت قبل الكشف عنها بنحو خمسة عشر عاماً وتورطت فيها كل هذه الأسماء التي كُشف النقاب عنها والتي لم يكشف النقاب عنها بعد.. وربما أنه لن يُكشف أبداً..ثم وهل يا ترى أنه سيأتي يوم يستيقض فيه الأردنيون على جريمة جديدة يصل عدد المتورطين فيها إلى المئات.. وربما إلى الألوف...وهكذا دواليك،كما يقال، ومع أنه قد جاء في القرآن الكريم :"ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».
 
يجب ألاّ يُواجه كل هذا الذي يجري، وحيث طفح الكيل بالفعل، بالتصريحات التي لا يمكن «إعرابها» والتي لا يفهم منها شيئاً في حين أن الأردنيين بدل هذا الكلام المنمق الذي يشبه كلام معلمي أيام زمان في مراحل الـ «بيضة والرغيف»، يريدون أفعالاً ويريدون أن يعرفوا كيف جرى كل هذا الذي بقي يجري ولسنوات طويلة وكيف أن بعض المتورطين كانوا يحتلون مواقع عليا.. مما يعني أن الفساد عندنا قد تجاوز كل الحدود بالفعل وأنه بالتالي لا بد من مراجعة جدية ولكل شيء وإنه لا بد من نصب أعواد المشانق إذا لزم الأمر وفتح أبواب السجون التي جرى إغلاقها على أساس العفو العام الأخير.
 
هل يعقل يا ترى أن تكون هناك جريمة بهذا الحجم وعلى هذا المستوى ومتفشية في الأردن كله ومتورطة فيها كل هذه الأعداد التي كُشفت والتي لم تُكشف بعد وعلى مدى كل هذه السنوات الطويلة وكل هذا والمعروف أن أجهزتنا الأمنية بكل تشكيلاتها يشهد لها بالتفوق وبالأمانة والحرص.. فكيف جرى هذا كله وكيف بقي يجري وبكل هذه الأعداد خلال كل هذه السنوات الطويلة؟!.
 
نحن لا نريد أن يظلم بريء وعلى الإطلاق والأردنيون بطيبة قلوبهم يحزنهم أن يتورط كل هؤلاء المتورطين في هذه الجريمة التي يجب ألاّ تمر أو تُمرَّر كما جرت «لفلفة» جرائم سابقة لا تزال حديث الناس وهكذا ويقيناً، ومع ضرورة ألا يُظلم بريء وعلى الإطلاق، فإنه لا بد من أن تأخذ العقوبات مداها المفترض فالتورط وبكل هذه الأعداد بجريمة بهذا الحجم وعلى مدى سنوات طويلة يعني أن هناك خللاً كبيراً ويعني أن العقوبات يجب أن تكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يفعل مثل هذا الذي فعله بالفعل هؤلاء وهنا فإن ما يجب أن يكون واضحاً ومعروفاً أن الشعب الأردني قد طفح كيله وإنه لم يعد يحتمل الجرم الأصغر من هذا الجرم بألف مرة.. واللهم إشهد!!.