«نخشى التصحر، و نخاف تلوث البيئة و توسع تملح الحوض.. ونطمح أن ينجح -إصرار- في إعادة اللون الأخضر لمدينتنا»، نداءات أطلقها رئيس بلدية الأزرق مروان إسعيد، ولفتت إنتباه الحضور، قبل عدة أيام، في حفل إطلاق مشروع إيجاد حلول لمياه الصرف الصحي في المجتمعات غير المخدومة «إصرار» والذي سينفذ في منطقة الأزرق.

 

ويقول: «كانت مدينتنا خضراء، فيها الكثير من الواحات، تستهوي الطيور والأسماك للإقامة فيها.. لكن الآن هذا الأمر بات معدوما نتيجة للضخ الجائر للمياه الجوفية في الأزرق»، مضيفا أن الضخ الجائر للمياه لا يتوقف على نضوب المياه فقط بل يعمل على اتساع ملوحة الحوض وبالتالي تصحره.

 

و"إصرار» مشروع تدعمه الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون يقوم على إيجاد حلول مبتكرة للصرف الصحي للمجتمعات غير المخدومة، في مساهمة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للمياه في تقليل اعتماد المملكة على مصادر المياه غير المتجددة وتحسين أساليب استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، بقيمة إجمالية تصل الى (12) مليون دينار ممولة من الحكومة السويسرية.

 

ويرى إسعيد «أن مشروع إصرار، فرصة مواتية لإعادة اللون الأخضر لمنطقة الأزرق وتعود المدينة منطقة جذب للسياحة و الاستثمارات السياحية، مما يحسن الخدمات و يستثمر القدرة التنافسية للمنطقة».

 

لماذا الأزرق؟

 

وفقا للخطة الاستراتيجية الوطنية تم تصنيف الأزرق على أنها نقطة ساخنة ولا بد من منحها أولوية عالية في خطط التنمية.

 

وحذرت دراسات هيدروجيولوجية أجريت لسطح المياه الجوفية في المملكة من تدني إنتاجية الآبار وتراجع مناسيب المياه الجوفية في مناطق شرق المفرق والضليل والحلابات بشكل كبير ووصلت إلى 95 مترا.

 

وبسبب الضخ المتزايد في المنطقة الشمالية و الشمالية الشرقية فقد تغيرت مسارات حركة المياه الجوفية في مناطق شمال غرب المفرق لتصبح المياه الجوفية تتدفق من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي وفي منطقة جبل الدروز وشرق المفرق تغيرت الحركة من الشمال إلى الجنوب الغربي لتصبح إلى الجنوب الشرقي.

 

أما في منطقة الأزرق تغيرت حركة مسارات المياه بأكثر من 180 درجة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي كنتيجة لعمليات الضخ الجائر في تلك المناطق.

 

ويقول أمين عام سلطة المياه إياد الدحيات:"في تنفيذ مشاريع الصرف الصحي في مناطق المملكة، نواجه تحدي عدم توفير التمويل المالي،نظرا لارتفاع كلفتها»، مضيفا نعمل مع الشركاء لدعم وإسناد الإستراتيجية الوطنية للصرف الصحي والهادفة لرفع نسبة المخدومين بالصرف الصحي من 63% إلى 80 % بحلول عام 2025.

 

مشروع إصرار

 

يقوم المشروع على تحسين خدمات الصرف الصحي لسكان الأزرق غير المخدومين بشبكات الصرف الصحي، وإعادة استخدام هذه المياه في إعادة اللون الأخضر للمنطقة باستخدامها في الري، و ذلك من شأنه أن يخفف من تملح الحوض المائي الناتج عن الحفر المخالف للآبار لاستخراج المياه و استخدامها في الزراعة، و يعيد الغطاء النباتي ويوقف التصحر.

 

وتمتد المرحلة الأولى من المشروع من العام الحالي و حتى عام 2021، وتم الآخذ بعين الاعتبار الجوانب البيئية و الاجتماعية و الاقتصادية، و إجراء دراسات استقصائية رئيسية مع المجتمع و المهنيين و المزارعين لتحديد أفضل حلول للصرف الصحي.

 

واحة اصطناعية لمعالجة المياه

 

يعتبر نقص المعالجة المستدامة لمياه الصرف الصحي و إدارة الحمأة البرازية، عقبة رئيسية تحول دون تقديم الخدمات إلى المجتمعات غير المخدومة بالأزرق.

 

و يطور مشروع إصرار نظام صرف صحي يتضمن بنية تحتية و نموذجا تشغيليا سليما و مشغلا قادر لاستمرار تقديم الخدمات.

 

وذلك سيكون من خلال تقنية المعالجة بالقصب أو"الواحة الاصطناعية لمعالجة المياه"وهي نظام عالمي متكامل لمعالجة و إعادة تدوير المياه و مياه الصرف و الحمأة بطريقة مستدامة.