Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Sep-2017

السعودية: قفزة حضارية - صالح القلاب
 
الراي - مع أن هذه الخطوة قد طال إنتظارها إلا أنها في النهاية قد جاءت و»أنْ تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً» والحقيقة أن المملكة العربية السعودية قد دخلت القرن الحادي والعشرين والألفية الثالثة وهي مؤهلة وأصبحت بمستوى حتى الدول الكبرى التي حققت إنجازات هائلة وفي كل المجالات وهنا فإن ما لا يعرفه البعض أن خريجي الجامعات الغربية، جامعات الولايات المتحدة الأميركية تحديداً، أصبحوا بمئات الألوف إناثاً وذكوراً وأن المرأة، في هذا البلد العربي الذي إتخذ مكانة دولية وفي المجالات كلها يجب أن يفاخر ويفتخر بها كل عربي، قد قفزت إلى الواجهة في الثلاثة عقود الأخيرة وقبل ذلك بقليل وأنها قد أثبتت وجودها وفي كل المجالات وهذا يجب الإعتراف بأنه إنجاز كبير إذا قارنا الوضع الحالي بأوضاع سنوات منتصف القرن الماضي وقبل ذلك .
 
لم تعد المملكة العربية السعودية في الوضع الذي لا يزال في أذهان الكثيرين ويقيناً أن رحلة الأمير سلطان بن سلمان الفضائية قد كانت الإشارة المبكرة على أن الشعب السعودي قد قطع من بدايات التقدم والتطور مسافة طويلة وأن تلك الخطوة ستتبعها خطوات كثيرة وعلى الأصعدة كلها وهذا هو ما حصل فعلاً فعمليات الإبتعاث إلى الخارج تواصلت بأرقام فلكية والجامعات نبتت في كل مكان كالزهور البرية الجميلة والإنسان السعودي، إمرأة ورجلاً، لم يعد أسير ماضي بعيد كانت قد مرت به كل دولنا العربية وكل هذا بينما المنشآت المتقدمة قد ظهرت في كل مكان وشوارع المدن وأبنيتها غدت تظاهي أجمل وأفضل الأبنية والمدن الأوروبية .
 
الآن وبعد بدايات ليست بعيدة أخذت المرأة السعودية مكانها إلى جانب زوجها وإبنها وشقيقها في المؤسسات التشريعية وفي مراكز البحوث وأيضا في البعثات الدبلوماسية وفي مقاعد التدريس في أفضل الجامعات وفي الصحافة والمؤسسات الإعلامية والبنكية وفي المجالات الطبية كلها.. إن المرأة السعودية لم تعد أسيرة بيتها ولم تعد ذلك الكائن الذي يسير في الشوارع بدون وجه ولا عيون ولا ملامح ولم تعد تشكل عبئاً وفي كل شيء على زوجها.. لقد إقتحمت ميادين العمل مؤهلة وبقوة وأثبتت وجوداً كوجود أختها في دول عربية أخرى لا بل كوجود زميلتها في أرقى الدول الغربية .
 
وهنا فإن ما يجب أن يقال هو أن هذا الذي نتحدث عنه لا يقتصر على مجرد منح النساء السعوديات رُخصٍ لقيادة السيارات فهذه مجرد إشارة على أن المجتمع السعودي وقد إقتربت الألفية الثالثة من أن تنهي العقدين الأولين من عمرها قد قفز، وخلال سنوات قليلة بحسابات عمر الزمن، قفزة نوعية هائلة وفي المجالات كافة ولذلك فإن هذا النهر الذي كان يراه البعض ساكناً ومتوقفاً في مكانه أصبح كل منصف يراه متحركاً ومتغيراً وبسرعة المجتمعات المتقدمة في العالم بأسره .
 
ثم وإنَّ الإنصاف يجعلنا نشير إلى الحقيقة الرئيسية في هذا المجال وهي:»أن الرائد لا يخذل أهله» وهي أن هذا الرائد والقائد سلمان بن عبدالعزيز، أمد الله في عمره، قد رافق مسيرة التطور هذه منذ البدايات وعلى مدى سنوات طويلة وأن لمساته حتى عندما كان أميراً لمنطقة الرياض وشريكاً رئيسياً في القرار والرأي خلال سنوات ولاية أشقائه وإخوته الذين سبقوه إلى مواقع المسؤولية رحمهم الله جميعهم لا تزال واضحة في هذه المسيرة الحضارية المباركة وأنه عندما وصل إليه «الأمر» قد قاد هذا البلد العربي العظيم بوضوح رؤيا وبسرعة ضوئية .