فكم من فتيلِ شَرٍّ انتزعته، استجابة لنداء حق معصوم، فإغاثة ملهوف على الأرض خير من رحلة إلى القمر، والمسجد الأقصى المبارك يتعالى منه نداء إلى العالم مستغيثًا، فهل من مجيب لنداء المقدسات، في قدس الأقداس، فأين العالم ليمنع غطرسةً تحفر أرضَ القدس، أنفاقا لا بغية لها إلا اذكاء نار، وإلهاب الشرّر المستطير. ولماذا تُمنع جباهُ الساجدين من الصلاة في قدسنا وأقصانا؟. فمدينتنا المقدسة أمست بلا طمأنينة لا لمسلم فيها ولا مسيحيّ ولا حتى ليهوديّ، وهي التي حظيت باحترام التاريخ وما زالت.

فالقدس مدينة لا تعرف الصخب، ولا الضجر، ولا العدوان، فلماذا القيد ولماذا التهافت على نزع الإيمان والأمان منها، فمن ذا الذي يُفهم أولئك المعتدون: أن الحق أبلج، وأن قداسة القدس يُجمع عليها نصف الأرض الكروية فلماذا يمنعون من الاجتماع فيها.

واليوم جاء النداء إلى العالم عن طريق الكلمة التي تفتح الطريق إلى القدس، عبر مؤتمر دولي يحمل (النداء) اسما ووسما.

حيث أعلن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبدالناصر ابو البصل عن: (نية وزارة الأوقاف تنظيم مؤتمر دوليّ كبير تحت الرعاية الملكية السامية بعنوان:

«نداء المسجد الأقصى المبارك... الطريق الى القدس» وأن تنظيم هذا المؤتمر الدولي الكبير بمشاركة محلية وعربية ودولية واسعة، في سبيل نصرة المسجد الأقصى المبارك والوقوف خلف القيادة الهاشمية في دعم القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.( هذا المؤتمر يأتي ليؤكد للعالم أمورا منها:

أولا: التفاعلية والتشاركية مع نداء الأقصى واجب دوليّ، فأمنُ قدس الأقداس، من أقدس ما ينبغي الحرص عليه في العالم.

ثايا: التأكيد على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات هي من يقينيات الحلول الناجعة.

ثالثًا: (الطريق إلى القدس) هي استجابة حتمية للنداء المستغيث المنطلق من تراب القدس.

رابعًا: المشاركون في المؤتمر حتما سيكونون دليلًا على وعي العالم لما في القدس من أحداث.

الخاتمة:

نهيب بهذا المؤتمر وهو برعاية ملكية سامية، مؤكدين حق الكلمة في تلبية نداء الأقصى من جهة، وأهمية الكلمة من جهة أخرى. آملين التوفيق والسداد وأن ينفع االله بهذه الجهود المباركة، تلبية لنداء الأقصى، الذي ننام ونصحو على أمل الفرج القريب له، والعون من االله لأهلنا في مدينة القدس. وكان االله عونا للمليك على أمانة الوصاية الهاشمية على القدس.

agaweed2007@yahoo.com