Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2019

الخلاف بين أنقرة وواشنطن يتعمق إزاء «الوحدات الكردية» في سوريا… وصحيفة تركية: اردوغان رفض استقبال بولتون

 

 
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: انتهت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إلى تركيا بتعميق الخلافات التي أخذت منحىً تصاعدياً جديداً بعد مغادرة بولتون للعاصمة انقرة «غاضباً»، ورفض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان استقباله في المجمّع الرئاسي في العاصمة أنقرة حسب صحيفة «ديلي صباح» التركية التي قالت إن بولتون «عقد لقاء الثلاثاء مع متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، وكان من المفترض أن يستقبله اردوغان في المجمّع الرئاسي، إلّا أن الأخير رفض استقباله على خلفية تصريحاته» حيث شدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على عدم قبول الشرط بتأمين أنقرة حماية لحلفاء واشنطن الأكراد في سوريا، الا ان آفاق هذا الخلاف المتجدد بسبب حليف واشنطن المحلي، تبقى محدودة حسب مراقبين لـ»القدس العربي» استبعدوا وقوع أزمة سياسية قد تحل باتصال هاتفي بين أنقرة وواشنطن، وتدفع انسحاب القوات الأمريكية من سوريا إلى مراحل متقدمة.
 
خبير تركي لـ«القدس العربي»: ترجيح عملية عسكرية واسعة شرقي الفرات
 
واتهم اردوغان، المستشار الأمريكي جون بولتون بارتكاب «خطأ فادح» من خلال إضافته شرطاً جديداً للانسحاب الأمريكي من سوريا مضيفاً أن تركيا لا يمكن أن تتنازل في قضية محاربة وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً، وأعلن اردوغان امام أعضاء حزبه العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان التركي، اقتراب التحرك ضد «التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية» مؤكداً أن «ادعاءات استهداف الأكراد افتراء دنيء».
واعتبر الولايات المتحدة مخطئة في حال لم تميز بين الشعب الكردي والتنظيمات الإرهابية، قائلاً: «من الواضح أن الأمريكيين لا يستطيعون التمييز بين المواطنين الأكراد وإرهابيي «بي كا كا / ي ب ك / ب ي د»، لم ولن تكون التنظيمات الإرهابية «بي كا كا» و»ي ب ك / ب ي د» ممثلة لإخوتنا الأكراد، فإذا كانت واشنطن تعتبر الإرهابيين من الأكراد، فهي مخطئة جداً».
الخبير في العلاقات الدولية «اوكتاي يلماز» رأى ان التوتر الأمريكي – التركي شهد خلال جولة بولتون تراجعاً حادّاً في أعقاب اصطدام المصالح التركية مع المصالح الأمريكية وتأجيج التوترات من جديد، وقال الخبير التركي لـ»القدس العربي» ان تصريحات المستشار الأمريكي وكذلك تصريحات وزير الخارجية الأمريكي المتهمة لتركيا بقتل الأكراد، وراء تعميق الخلافات، مضيفاً «هذا ينافي المنطق والواقع، كيف يمكن لتركيا قتل الأكراد وهي من انقذتهم من المجازر في العراق وسوريا، وكذلك وصف محاربة تركيا للتنظيمات الإرهابية بأنه قتل الأكراد كذلك ينافي الحقيقة». وأكد الخبير السياسي اشتراط حكومة بلاده على الولايات المتحدة إيقاف دعمها «للتنظيمات الإرهابية الكردية» من اجل تحسين العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى انعدام ظروف التعاون المثمر ما لم يتحقق الشرط الضروري في قطع الدعم عن المجموعات الانفصالية في سوريا والعراق.
وقارب المتحدث التركي لـ «القدس العربي» بين التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة شرق سوريا قائلاً «اذا كان تنظيم داعش لا يمثل الإسلام فإن تنظيم البي كا كا لا يمثل الأكراد».
تصريحات الرئيس التركي باقتراب معركة شرقي الفرات، بالرغم من عدم التنسيق مع الولايات المتحدة وانتشار الجنود الأمريكيين في المنطقة، تبدو تصريحات تكتيكية، حيث قال الرئيس التركي «سنبدأ قريباً جداً التحرك ضد التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية، وإذا حاولت تنظيمات إرهابية أخرى عرقلة كفاحنا، فإنه واجب علينا القضاء على هذه التنظيمات أيضاً» لافتاً إلى ان «التحضيرات الجارية لإطلاق حملة على شرق الفرات أوشكت على الانتهاء» في حين يرى مراقبون أنه مهما بلغت استعدادات الجانب التركي وجاهزيته العسكرية على الحدود مع سوريا فإن بدء العملية في شرق الفرات ستبقى مرهونة بمدى توافق وتفاهم وتنسيق أنقرة مع واشنطن حول العملية بكل تفاصيلها وتداعياتها.
فيما أوضح الخبير في العلاقات الدولية اوكتاي يلماز ان تركيا سوف تتحرك لحماية امنها ومصالحها القومية، «وكما فعلت غربي الفرات، سوف تطبق هذا الامر شرقه، بغض النظر عن توجه الولايات المتحدة، ومهما كانت المواقف الأمريكية». وأشار إلى احتمال ان تكون المعركة واسعة تشمل جميع مناطق انتشار المليشيات الكردية قائلاً «حشد كل هذه القوات ليس من اجل اشتباك بسيط او محدود، بل سيتم تحرير كل هذه المنطقة من التنظيمات الإرهابية، والاستعدادت العسكرية تتم على هذا الأساس».
مراقبون سوريون استبعدوا أن تؤدي التصريحات الأخيرة من الجانبين إلى وقوع أزمة سياسية على الرغم من رفض الرئيس التركي اردوغان مقابلة مستشار الأمن القومي الأمريكي بولتون، ورفض أنقرة تصريحات «بولتون» حول ضرورة تنسيق أنقرة مع واشنطن قبل قيامها بأي عمل عسكري في شرق الفرات حفاظاً على مصالح أمريكا وحلفائها بالمنطقة.
فقد رجح الباحث الساسي عبد الرحمن عبارة لـ «القدس العربي» ان يثمر أي اتصال هاتفي قريب بين الرئيسين التركي والأمريكي، بإزالة أسباب التوتر الأخيرة، ويدفع المباحثات حول انسحاب القوات الأمريكية من سوريا إلى مراحل متقدمة.
وتبدو علامات الإرتباك على الإدارة الأمريكية واضحة منذ قرار الرئيس الأمريكي ترمب حول انسحاب قواته من سوريا، حسب الباحث السياسي «عبارة» الذي رأى ان إضافة توتر جديد بين واشنطن وأنقرة وعدم المسارعة إلى إزالة أسبابه قد يرخي بظلاله على المشهد السوري، ويزيد من تعقيداته، مشـيراً إلى ان تصريحات الرئيس التـركي اليوم حول قرب استعدادات أنقرة لبدء عملية شرق الفرات لا جديد فيها، وجاءت رداً على تصريحات المسـتـشار بولتـون.