Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Jul-2015

رباعية الليبرالية في فلسفة جون ستيورات مل .. كتاب يعاين حرية الفكر
الرأي -
ينطلق كتاب «رباعية الليبرالية في فلسفة جون ستيورات مل»، للباحث أحمد الشرقاوي - تقديم المفكر مراد وهبة، من مبدأ أن الفرد المحور الأساسي لتطور المجتمع، وتأسيساً على هذا المبدأ فإن أفراد المجتمع لا بد أن يشاركوا في كل شؤونه الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية، مع التأكيد على دورهم في تشكيل الحكومة وتحديد أهدافها وأعضائها نهاية بتقييمها، وأن يكونوا مقتنعين بها حتى لا يمثلوا عقبة في سبيل تحقيق أهدافها. وتتمثل وظائف الحكومة ـ على اختلاف أشكالها ـ في تحقيق التقدم والرقي للمجتمع، ولكن كيف يجري ذلك؟
يلقي المؤلف الضوء على الخصائص الفردية والاجتماعية الملائمة لتحقيق التقدم الاجتماعي، من خلال عرض تصور جون ستيورات مل « 1806 ـ 1873 » لليبرالية، وهي تعد قمة التقدم السياسي والاجتماعي للمجتمعات الإنسانية، وتعد أيضاً المناخ الملائم للوصول إلى الفرد المبدع الذي يستطيع أن يحقق التقدم. ومن هنا أيضاً يبين أنه يحاول تحديد الأسس المعرفية والأخلاقية والسياسية التي تقوم عليها الليبرالية.
والليبرالية وفقاً لرؤية المؤلف، تهدف بحسب «البيان» الإماراتية إلى تحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة: السياسية والاقتصادية والثقافية. ففي السياسة تقوم على استقلال الفرد وحماية حقوقه والتأكيد على الحريات السياسية.
ويلفت الشرقاوي إلى أن فلسفة جون ستيورات مل استهدفت تربية أفراد المجتمع وتثقيفهم، حتى يسلكوا بشكل عادل وليس خوفاً من القانون وإنما وفقاً للضمير، وذلك لا يكون إلا من خلال تربية سليمة ومنظمات اجتماعية جيدة، وحرية للأفراد، وأن يدرك الفرد إمكانياته وقدراته العليا، حتى يسعى إلى إشباعها، وبالتالي يحقق العدالة مع مراعاة الآخرين، ويكون لديه شعور قوى بإمكانية تنازله عن سعادته الفردية مقابل تحقيق السعادة العامة للمجتمع ككل وبالتالي تتحقق العدالة.
ويضيف المؤلف: الفرد الليبرالي يسعى إلى سعادته، ومع ذلك لديه القدرة الواعية على الاستغناء عنها إذا تعارضت مع السعادة العامة. هذه هي السمة الأخلاقية التي لا بد أن يتسم بها الفرد الليبرالي.
وينتهي الشرقاوي إلى أن ضرورة التمسك بحرية الفكر والمناقشة تقوم على أربعة أسس، ومنها: إذا أجبر رأي على الصمت فمن الممكن أن يكون صواباً وإنكار ذلك هو ادعاء للعصمة وحرمان للبشرية من الاستفادة.