محمد العشيبات

 

الأغوار الجنوبية -الغد-  تحولت مسطحات وبرك زراعية، بمنطقة غور الصافي في لواء الأغوار الجنوبية، إلى ملاذ للصائمين، من ذوي الدخل المحدود، للتبريد من حرارة أجسادهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة وملامستها حاجز الـ40 درجة مئوية"، حسبما يؤكد مواطنون.

ويقول هؤلاء المواطنون "إن الصائمين يلجأون إلى تلك الخطوة، كون دخولهم محدودة ومتدنية، وليس لديهم إمكانات مادية لشراء مكيفات تبريد أو "مراوح"، فمعظم سكان منطقة غور الصافي، التي تُعد من أفقر مناطق المملكة، يعتمدون على ما يتقاضونه من معونات من صندوق المعونة الوطنية".

وتكمن خطورة تلك البرك بعدم وجود سياج حولها، وصعوبة الخروج منها في حال سقوط شخص بداخلها، وخاصة البرك البلاستيكية التي يتجاوز عمقها 5 أمتار، في الوقت الذي يؤكد فيه أصحاب البرك "عدم وجود تشريع يجبرهم على وضع سياج حول البرك التي تم انشأوها منذ أعوام".

المواطن إبراهيم المحافظة يؤكد "أن أغلب سكان غور الصافي يلجأون للبرك المائية، وخصوصا وقت الظهيرة، للتخفيف من شدة ارتفاع درجات الحرارة على أجسادهم، فمعظمهم ليس لديه مقدرة مادية على شراء مكيفات تبريد أو "مراوح" لمنازلهم".

من جهته، يقول المواطن محمد النوايشة انه "رغم خطورة النزول أو السباحة إلى البرك المائية المكشوفة في منطقته، كونها غير مؤهلة وتفتقر لأدوات السلامة العامة، إلا أنه يرتادها بقصد التخفيف من شدة ارتفاع الحرارة"، مضيفا "أنه لطالما شهدت تلك البرك حالات غرق راح ضحتها العشرات، جراء تجمع الطين الرسوبي فيها".

بدوره، يوضح المواطن أحمد خليل، أحد قاطني منطقة غور الصافي ولا يزيد دخله الشهري عن الـ200 دينار، "إنه يلجأ وأطفاله إلى التجمعات المائية هربا من حرارة الجو"، مشيرا إلى "عدم استطاعة أطفاله إكمال الصيام لعدم "مروحة" تخفف عنهم من حرارة الجو".

وأشار المزارع محمد السماوات بأن المزارع يواجه تحدي في ضبط ومراقبة البرك الزراعية من سلوك الأطفال في ظل عدم وجود أماكن ترفيهية لهم وأضاف أن قانون سلطة وادي الاردن لا يوجد به اي مادة تؤكد على تسبيح البرك الزراعية

من جهته أشار رئيس بلدية الأغوار الجنوبية عبدالله العشوش ان مسؤولية مراقبة المسطحات المائية والبرك الواقعة خارج التنظيم ليس من صلاحيات البلدية، مشيرا إلى عدم وجود أي تشريع يلزم أصحاب تلك البرك بتسييجها. وأكد عدم وجود أي بركة للسباحة داخل تنظيم بلدية الأغوار الجنوبية".

إلى ذلك، طالب مصدر طبي بمنطقة غور الصافي، طلب عدم نشر اسمه، بضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن أشعة الشمس وعدم التعرض لها لفترات طويلة وخصوصا أولئك العاملين في المزارع، قائلا إنه يجب عمل إسعافات أولية للأشخاص المصابين بضربة شمس، من خلال نقلهم إلى مكان مظلل وبارد، ووضع كمادات مثلجة على الجسم، حتى يتم نقله إلى أقرب مركز طبي.

وأكد ضرورة الإكثار من شرب الماء والسوائل بكميات كافية وارتداء ملابس واسعة فاتحة اللون، للتخيف من أضرار ارتفاع درجات الحرارة.