Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Mar-2018

سمكنا.. في بحرنا - م. باهر يعيش

 الراي - يا بحر.واسع عريض جباّر كريم صارم حنون جميل قويّ...عظيم.قطعة ثُمن الدُّنْيَا فلّت من خيمة عرضها أزليّ, من سماء زرقاء في نهار بهيج ،سوداء في ليل ككحل العين.نجومها/نجومه أسماك تعوم تلفّ تدور تشّع وتسعى في قبّتها في ثنايا ماءه تمامًا كما النجوم هناك...هنااااك في الأعالي على مدّ البصر وما لا يلمسه يلثمه مدّ البصر هناك في بحر من السماء أمّه وما بعدها.مرجان ولؤلؤ وكنز مكنون وكنوز من رحم شمس هي نجمة السّماء وزينتها وحاميتها. في البحور تمخر السّفن والبواخرو الرّياح عبابها, تؤنس وحدتها وتشارك أسماكها محارها مرجانها وكلّ ما يهوم يسبح يحرك في سعيها نحو رزقها.

 
نحن هنا في بلدنا في أرضننا وطننا قرّة العين جوهرة التاج,ألحضن العريض الواسع في قدره في قيمته,الكريم الحليم الصارم القوي العظيم لدينا من البحور...بحرين.بحر يكاد أن يفوتنا لم نحافظ عليه.حبسنا قطعنا عنه شرايين دماء الماء فجفّت عروقه جفّ حلقه.في بحرنا هذا مدّ غريب يده نزع شريان البحر الرئيس من مجراه موضعه الذي خلقه الرَّب بجوار القلب وحوّل خيره إلى ضيعته،ضيعة ضيّعناها... ضاعت فأسماها ضيعته،فضاع البحر جفّ البحر...مات البحر.أصبح بحرًا ميّتًا.تمادى تمدّد الغرباء على شاطئه شاطئنا فبات حبيسًا لديهم,ونحن نراقب لم ننس لا ننسى ولماذا...ننسى.وهل تنسى البحار؟!
 
بحرنا الثاني هو الرّاس من بحر أحمر صغير كنقطة من بحر في بحر،لكنّه كشريان الجسد ولا شريان يضخّ الوصل والتواصل والحياة لجسدنا لوطننا سواه.بحرنا هو بوّابة النَّفس منّا بل مجراه ومسراه ومرساه.في بحرنا من بحرنا تنفُّسنا تثاؤبنا وسبب حياتنا.أحمر هو بلون المرجان من قاعه حيث السكينة والهدوء أسفل العواصف والأعاصير.
 
مرصّع هو بنجوم من حوريّات سابحات غانيات غاليات,تعوم راقصات,تعوم تشعّ تتقافز تتشاقى من أرضه السفلى لسطحه لوجه تبهرنا تبهجنا تطعمنا.بحرنا هذا بين شطّين نحتهما أبونا التاريخ يوم فُتحت الأرض رُسمت شُقّت بولادة قيصريّة ليخرج ليولد بحرنا.بحر يعجّ يموج بالأحداث يصنعها تاريخ تدرس صفائحه الأجيال. بحرنا هذا مكتوب لنا وعلينا.نحن نعشقه على صغر جبهته العريضة الواسعة سعة قلوب المحبّين وقلوب العاشقين.نحب ونسعى لزيارته للتواصل معه هناك..في العقبة،وسط جبال تطاول التاريخ تعانق السّماء.هو مينائنا الوحيد... وحيدنا.زيارته واجبة تطويره والحرص عليه واجب قومي. المحافظة على ماءه هواءه تربته حدائقه ميناءه مقاصد السائحين فيه ضرورة قصوى.حتى لو كان صغيرا فتيّا لكنّه في مقام المسؤول عنّا عن حياتنا مستقبلنا أقتصادنا وتواصلنا مع الدّنيا.هو المفترج الفرج الوحيد عند انغلاق الأرض والأجواء من حولنا.
 
لبحرينا هذين الأخوين من رحم واحد ,يجاورهما بعيدا قريبا أخ اكبر ثالث غائب حاضر فرّق الأغراب بينها.أجسادها باتت لا تتواصل باللمس بالعناق لكن... بالحبّ بالعشق بالحنين بالصّبر باللهفة على أعادة الحبل السرّي الواحد شريان من دماء ماء واحد... هي الحتميّة هو المصير,هكذا علّمنا تاريخنا وجغرافيتنا والأجداد منّا.
mbyaish@gmail.com