Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Sep-2018

وهل بقي هناك... سُكّر - م. باهر يعيش

 الراي - الجميع مدووشون معبّؤون رافضون لموضوع...الضّريبة. أمّنا الغولة، يتمنّون لو أنّها تختفي من الوجود. بعضنا(الكثير) أصبح مُنَظِّرا، عالم اقتصاد وهو لم يمارس الجمع والطرح منذ ولدته أُمَّه. ينتقد الضريبة تستفزّه يكرهها ولو لم يدفعها في حياته: لخلوه من عمل، أوتهرّبا للبعض من السّيّارة من يمرّون مرور الكرام على اديم الوطن يأكلون..(لا) يدفعون فهلوة وشطارة ونقص في الوطنيّة. البعض الحزين من المجفّفين سهلي الأصطياد، عناوينهم أسماء أمّهاتهم، جداول رواتبهم مدرجة على كلّ ناصية طريق، حنّونتهم حمراء أفترسها الغلاء والضريبة ريشًا عظمًا ولحمًا، لم تترك حتّى لدود الأرض نصيبا...طعَّة وقايمة!.

الآن، وحتى نزيد الطّين بلّه، إليكم هذه القصّة: (واحد)يملك ثلاثة دكاكين(خزوق) لا يتجاوز عرض كلّ منها المترين ونصف في حيّ طبقة كانت.. وسطى. منذ سنوات قليلة وعلى سنّة قانون المالكين و(المنكوبين) الحالي وبشروطه، أجّر المحلّ الاوّل إلى ثلاثة شباب صايعين ضايعين رمتهم الجامعات في سوق البطّالة لبيع أشرطة الأفلام الواحد.. بليرة. علّقوا شهاداتهم على دعايات أفلام: البؤساء وأنا بنت مين والفضيحة!
والمحل الثاني لشقيقين شابّين لبيع أكسسوارات هواتف خلوية. الدّكان الثالثة مكتبة متواضعة، يديرها خِتيار على باب المولى يسعل يكحُ غليونًا أكلّ الدّهرعليه
وشرب، وولد له بسيط الحال والكلام والنّظرات. تدخل إلى الدّكّان(الخزق) بالورب(على سيفك) من خلال ممرّ ضيّق لم تترك محتويات المكتبة الفوق بعضها، متنفّسا فيه.
بدأ النّحر والنّحس في أرزاق هؤلاء «المعتّرين» يوم كتابة عقد الايجار وحسب القانون:
شريعة (المالكين) كان المالك يرفع الايجار كما يحلوا له. بدا بثلاثة آلاف دينار ووصل إلى أربعة عشر ألفا حتّى ما قبل ثلاثة أعوام حيث طُرِد أصحاب الأشرطة السينمائية لعجزهم عن مجاراته. كتب بالأحمر القاني على واجهة الدّكان الزّجاجيّة: (محل تحفة، للأيجار). طلب ستتة عشر ألف دينارا أيجارا وخمسة و ثلاثين ألفا خلو رجل- فمقاس رجله كبير- لم يُؤَجَّر المحل للآن. مواطنونا يتطيّرون ممن يبتعدون عن المحال التي يتغيّر مستأجروها كثيرا، تصبح نحسا عتبتها سوداء. منذ أيام عُلّق اعلانا مماثلا على واجهة محلّ بيع قطع الخليوي. في حين كان ختيار المكتبة ينحني يعبّئ الأحرف وكلمات الكتب في...أجولة الأخلاء والرّحيل، و رسوم هزليّة لميكي ورفاقه الأطفال قد شُرِدوا من مجلّاتهم الهزليّة الى الطرقات وإشارات المرور. نظر إليّ من خلال تجاعيد عينين حمراوتين تكالبت عليها تثمينة بؤس لا ترحم قال»تغلّب علينا، وسنرحل» مثلنا كثير، المآىسي تولّد.. الأحتقان.
نعم، كان المالك مظلوما حسب القانون القديم، قاسى الورثة الذين تكاثروا كالفطر من إيجار بضع مئات من دنانير لم تزد منذ خمسين عاما أو أكثر. قانون كان يحمي المستأجرين يظلم المالكين. من استنّ القانون الجديد كان متحمّسا، وضع السّيف بيد المالك. البعض الكثير منهم مارس ظّلما ذاقوه بدل الرّحمة والعدل في ظلّ رفع وعسف في الايجار وتغوّل فيه وفي الخلوّات وفي الطّرد وقد طارت الأسعار لطفرات طارئات (ليتها لم تكن) لم يطل منها المواطن العادي سوى الحسرة.
نتساءل...((لماذا)) لا يعدّل القانون على أساس نسبة مئويّة لرفع الأيجار(أوتخفيضه) على يد خبراء عدل لمدد معروفة وحسب الوضع الأقتصادي ومناطق التنظيم في البلاد لمصلحة(طرفيه) حماية لهما من...نفسيهما!. قد يكون هذا التعديل عاملا مساعدا للتهدئة والتفاهم! هو عزيز نحتاجه في هذا الأوان؟!.
المواطنون يا سادة عماد الوطن. الشّباب يفدونه لا يهجرونه ألّا لغصّة في القلب يبنوا أوطان غير مرغوبين هناااك(حيث لا يقولون عن الصّقر...أشوووه). سيقول البعض أنّه(تفلسف) جاء عزيز خطابكم في أصعب في أطقع الأوقات، أو أنّنا(نرش على الموت...سكّر) لا بأس. لكنه خير من ملح وشّطّة يرشّها غرباء حاقدون، أن بقي هناك..سكّر؟!