Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Mar-2017

السلطة الخامسة «سلطة المواطن» - د. مفـلح الزيدانين
 
الراي - نتيجة للتطور الإلكتروني الذي اصبح متاح لكل مواطن؛ و فتح آفاق المعرفة للأجيال الجديدة، كما فتح الباب أمام تواصل غير مسبوق في العالم.و في ظل تطور تكنولوجيا الاتصال، التي جعلت العالم ساحة واحدة مفتوحة لكل ألوان الرسائل من كل المصادر. فالتوجه نحو الاهتمام بصحافة المواطن، يجب أن ينظر إليه و اخذه بالحسبان من حيث التاثير على الفكر سواء سلبي او ايجابي. ونظرا لتدخل النشر الإلكتروني في الآونة الأخيرة بالتحكم بحياة الشعوب، ومن خلال الاستخدام الواسع لهذة الشبكات من قبل المواطن وبدون ضوابط؛ اقترح تسميتة بالسلطة الخامسة وهي سلطة المواطن. إذ ان بعض ما يكتب او يقال او يرسل لا يوجد رقيب عليه وخاصة في المنتديات والمواقع المجانية. إلا أنه وبرغم ذلك نستطيع القول ان هنالك تشجيعا للتفكير الناقد من قبل الأفراد بحيث ينتقي الشخص ما يفيده ويبتعد عما لا يناسبه. و تاكيدا لذلك طلب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه في الورقة النقاشية السادسة ؛ ضرورة اشراك المواطن في صنع القرار وذلك لمعرفة جلالته بوعي المواطن الاردني والقيم والمعرفة التى يتمتع بها ومدى انتمائه وولائه.
 
لقد تحول المواطن العادي، في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، إلى المواطن الصحفي، وكم هي المحطات الفضائية التي تطالب الإنسان العادي أن يرسل لها الفيديوهات التي تقوم بنشرها؟، وكم تنازلت بعض هذه المحطات عما كان يعرف بالنوعية لما يمكن نشره؟
 
صنفت مصادر القوى التي تحكم شعوب العالم؛ السلطات إلى السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية. وأُضيف إليها في ما بعد، سلطة رابعة، هي سلطة وسائل الإعلام، لما لها من تأثير مزدوج في السلطات الثلاث من ناحية، والتأثير في الشعوب وصناعة الرأي العام. والآن مع استخدام المواطن الى عدة وسائل وادوات استطاع من خلالها الاتصال باي جهة يريد، و مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، بات الحديث عن صحافة المواطن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تتجاوز حدود الرسميات والمؤسسات وكذلك حدود الدول. و أصبح الفرد يلعب دور الصحافي بدون خبرة وبدون تحمل مسؤوليات. وهي قوة ذات تأثير ثلاثي الفعالية على المواطن وعلى الحكومات والمؤسسات الإعلامية معا. لذلك اصبح الان ومن الضروري وضع قوانين وضوابط تحكم هذه الوسائل التى قد يساء استخدامها.
 
على المستوى الأمني، أصبحت وسائط التواصل الاجتماعي، مرتعاً خصباً لقوى الشر والإرهاب والتشدد، ما ساهم في نشر الإرهاب في مختلف أرجاء العالم، كما ازداد التطرف الأيدلوجي، بعد أن أصبح تداول الأفكار المتشددة ونشرها أمراً ميسوراً عبر الوسائط الاجتماعية.ا ذا كان لقب السلطة الرابعة منح للصحافة لأنها تراقب أداء السلطات فان المواطن بما يملك من ادوات ووسائل يسمى السلطة الخامسة؛ التي ستراقب السلطات الأربعة مجتمعة، وتكرس الشفافية الحقيقية وتحاسب المخطيء من دون مجاملة او أجندات خفية.
 
وفي النهاية يبقى التساؤل قائماً، هل من سبيل إلى تجاوز تحديات قوة السلطة الخامسة؟ ولتجاوز هذه التحديات وتحويلها الى فرص يجب استغلالها لمصلحة الوطن ومحاربة الارهاب في مهده، وكذلك استغلالها في محاربة الواسطة والمحسوبية وترسيخ العدالة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون. كما اشار له جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظة الله ورعاة؛ في الورقة النقاشية السادسة، حيث اننا بحاجة إلى الإستفادة من السلطة الخامسة «سلطة المواطن» للمساهمة في عناصر قوة الدولة. حيث يسعى جلالة الملك الى اشراك المواطن في صنع القرار؛ سواء السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي او الامني؛ ويؤكد جلالتة دائماعلى اهمية الاستثمار بالموارد البشرية وتوظيفها بشكل إيجابي.
 
* لواء ركن متقاعد
 
دكتوراه في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية