Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Feb-2018

ما بعد «المهارشة» الإيرانية-الإسرائيلية - صالح القلاب

الراي -  غير متوقع لا بل مستبعد أن تتحول هذه «المناوشات» العسكرية بين الإيرانيين والإسرائيليين إلى حرب شاملة فهناك الدور الروسي الذي هو الأساسي على الساحة السورية والمعروف أن العلاقات بين روسيا وإسرائيل متينة إلى حد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد زار موسكو وسوتشي سبع مرات خلال سنوات قليلة وأن الروس هم الذين سمحوا للطائرات الإسرائيلة بـ «المطاردة» في المجال الجوي السوري كما تشاء.

 
وعليه فإن روسيا ستتدخل بالتأكيد إن هي لم تتدخل بعد اللهم إلاّ إذا كان المقصود من كل هذا التطور هو إخراج الإيرانيين من سوريا «خدمة» للإسرائيليين وربما بناءً على طلبهم ولعل ما يجب أخذه بعين الإعتبار هو أن «حماقة» النظام السوري هي التي جعلته يتعامل مع حادثة درعا المعروفة بالتصعيد وبالعنف الهمجي وهي التي جعلته يفتح أبواب «بلده» لكل هذا الصراع الإقليمي والدولي الذي ليس يبدو وإنما المؤكد أنه صراع على مصادر الطاقة في البحر الأبيض المتوسط ولهذا دخلت روسيا ساحة الصراع في هذا البلد العربي من أبوابها العريضة وإقامة قاعدتي «حميميم» و«طرطوس» ليس من أجل عيون بشار الأسد وإنما من أجل مخزون الغاز بالقرب من الشواطىء الأوسطية.
 
لا تستطيع إيران أن تكسب المواجهة العسكرية التي يرى البعض أنها بدأت بالإحتكاكات الأخيرة، وأنا أرى غير ذلك، إلا إذا كان هناك دعم لها خفي أو معلن من قبل روسيا وحقيقة أن هذا مستبعد جداًّ لأنَّ الروس مهما بلغت بهم الحماقة لا يمكن أن يستبدلوا إسرائيل بإيران وهم يخططون لبقاء طويل الأمد في هذه المنطقة التي يبدو أن مشاحناتها ستستمر لفترة طويلة ولأن عيونهم مركزة بالأساس على قبرص وما حول قبرص وعلى مخزون الطاقة الهائل في شرقي المتوسط وفي شماله.
 
قد تستمر هذه «المناوشات»، التي غير مستبعد أن روسيا أرادتها لإلزام الإيرانيين بما لا يريدونه إنْ في سوريا وإنْ في هذه المنطقة كلها، ولكن ليس لفترة طويلة وذلك إن لمْ يتم إيقافها قبل صدور «الرأي» بهذا المقال وبغيره فالقرار في دمشق هو قرار روسي وبشار الأسد يعرف أن بقاءه ورحيله بيد فلاديمير بوتين وأنه ما كان من الممكن أن يبقى في قصر المهاجرين حتى الآن لولا الدعم الروسي الذي لا نقاش في أن وراءه مصالح روسية من بينها لا بل على رأسها موضوع الطاقة في المياه المتوسطية .
 
وبالطبع فإن نتنياهو الذي واجه أوضاعاً صعبة على «جبهته» الداخلية لا يمكن أنْ يكتفي بمجرد «مهارشة» عابرة وسريعة مع الإيرانيين الذين لهم وجود عسكري هائل في سوريا وأنه سيقوم بما يظهره منتصراً عسكرياًّ في هذه المواجهة لكن أغلب الظن أن الروس سيستوعبون هذا التطور بعد تحقيق هدفهم السياسي ولو بالحد الأدنى وأن الأميركيين لن يدفعوا الأوضاع نحو مزيد من التصعيد إلاّ إذا كانوا قد قرروا تنفيذ خططهم ضد إيران والواضح أنهم لم يقرروا هذا حتى الآن .