Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

الأخوة الصادقة والجوار الحسن - صالح القلاب
 
الراي - عندما تلا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الصلاة الإبراهيمية، بعدما أنهى «سيدنا» عبدالله الثاني ابن الحسين كلمته أمام القمة العربية – الإسلامية – الأميركية التي انعقدت في الرياض أمس الأول، الأحد، فإن هذا جاء من باب الإعجاب ومن باب الدعاء إلى الله جلَّ أنْ يحفظ العاهل الأردني ويقيه من كل سوء وأيضاً من باب التقدير لجلالته والحب الصادق للمملكة الأردنية الهاشمية وللشعب الأردني.
 
وحقيقة أن حب وتقدير الملك سلمان، أمدَّ الله في عمره، لجلالة «سيدنا» ليس جديداً ولا ابن اللحظة الراهنة وأذْكر إنني عندما إلتقيته، في مكتب رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط أستاذنا الكبير عبدالرحمن الراشد في سنوات بدايات العقد الماضي، وكان يومها أميراً للرياض سألني بلهفة الحريص والمحب عن الأوضاع عندنا وعن صحة جلالته وكان جوابي أنَّ أوضاعنا الإقتصادية إن هي لم تكن سيئة فإنها ليست على ما يرام أمّا اداء صاحب الجلالة فإنه يبعث على الفخر والإعتزاز وأنه بعمله الدؤوب يواصل الليل بالنهار.
 
هزَّ الملك سلمان رأسه ووضع يده على رأس ابنه الأمير عبدالعزيز، الذي أصبح وزيراً للطاقة قبل أيام وكان يجلس إلى يساره، وقال والتأثر الشديد قد ظهر على ملامح وجهه: «لقد فقدت اثنين من أبنائي في عام واحد .. وأقسم بالله العظيم أن حبي لجلالة الملك عبدالله بن الحسين هو كحبي لابني هذا الذي يجلس إلى يساري إن لم يكن أكثر» .
 
قلت وقد بدا التأثر الشديد على أعز أصدقائي عبدالله الرحمن الراشد: إننا نعرف هذا يا صاحب السمو ونعرف وبالتجارب المتلاحقة وفي أوقات الشدائد أن «الأخوَّة» السعودية صادقة وأن الجوار السعودي هو الجوار الحسن والأحسن وهذا منذ عهد الملك عبدالعزيز نسأل الله له شآبيب رحمته وفي عهود كل الذين تبوأوا مواقع المسؤولية من بعده.
 
لقد بقي الملك سلمان، نسأل الله له طول العمر، يسألني كلما تشرفت بلقائه عن أوضاع بلدنا، المملكة الأردنية الهاشمية، وعن أوضاع شعبنا الأردني.. وبالطبع عن صحة جلالة «سيدنا» وكان يحرص ودائماً وأبداً على القول بعد كل سؤال:»الله يعينه».. نحن نعرف ثقل المسؤوليات التي يواجهها ونعرف حجم التحديات التي تواجهه وتواجه الأردن الشقيق الذي بقي يشكل بالنسبة لنا جدار الصد الواقي على الحدود الشمالية.
 
ربما أن كثيراً من الأردنيين، وبخاصة من الأجيال الصاعدة، لا يعرفون وكان يجب أن يعرفوا أننا عندما شعرنا بـ «اليتم» بعد جريمة اغتيال الجد المؤسس عبدالله بن الحسين، رحمه الله، وهو يلج باب المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة في العشرين من تموز (يوليو) 1951 كانت رسالة الملك عبدالعزيز إلينا: «إننا معكم وإننا نقف إلى جانبكم وأن مصابكم مصابنا وإننا أهلكم وأنتم أهلنا» .. وهنا فإنني لا أريد ذكر اسم من وجهت إليه هذه التأكيدات الأخوية الصادقة والذي كان في زيارة عاجلة للمملكة العربية السعودية بعد وقوع هذه الجريمة التي مزقت أفئدة الأردنيين بأيام قليلة.
 
ثم وأغلب الظن أن بعض الأردنيين لا يعرفون أنه عندما أوقف البريطانيون مساعداتهم لنا على قلتها بعد طرد الجنرال غلوب باشا لم يتلق الأردن العون الفعلي والسريع إلا من المملكة العربية السعودية وكل هذا والمفترض أن الكل يتذكر أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما جاءنا معزياًّ برحيل الحسين العظيم ويومها كان لا يزال ولياًّ للعهد قد شاركنا البكاء على راحلنا الكبير وأنه قال لنا: «أنتم في بؤبؤ العين» وهو يضع إصبعه على عينه!!.
 
إن هذه هي الأخوة الصادقة وإن هذا هو الجوار الحسن ولعل ما يجب أن يبقى يقال هو إن حدودنا مع المملكة العربية الشقيقة بقيت لا تشهد إلا الخير وإلا فصائل الجيش السعودي التي كانت تسارع للإنضمام إلى جيشنا العربي في كل حروبنا مع إسرائيل.. من حرب 1948 إلى حرب 1967.. إلى معركة الكرامة التي ستبقى بالنسبة لنا نبراساً حتى نهاية التاريخ.. والتاريخ لا ينتهي.