Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Mar-2017

طالبوا الشهرة - ابراهيم العجلوني
 
الراي - يذكرني بعض طالبي الشهرة بقول الشريف الرضي:
 
ولا تطلبوها سمعة في معرة
 
تحدث عنكم كل غاد ورائح
 
خمول الفتى خير من الذكر في الخنا
 
وجر ذيول المنديات الفواضح
 
ولعمر أبي كل ذي فطنة إن فيهم لمن يطلبها بالتوقح, أو بالكذب الابلق, وإن فيهم لمن يجعل عرضه دونها, وإن فيهم لمن يريق لأدنى بوارقها ماء وجهه. فبئست الشهرة وقد بذلت للقيان والراقصات والفارغين والفارغات.
 
***
 
ويقولون: ما الفرق بين هذه الشهرة المبذولة لطالبيها من المهازيل وبين «بعد الصيت» الذي يكثر الحديث عنه في ادبيات العرب؟
 
فنقول إن بعد الصيت عند العرب كان نتيجة طبيعية (وان شئت قل منطقية) لمكرمات ومروءات ومواقف, فهو تضوّع اخلاق يسير مساره في الافاق, ومن لا يتبين الفارق الجوهري بين حقيقة بعد الصيت وحقيقة «هذه الشهرة» التي تزدحم طرقات سالكيها وتكاد ترفع عقائرها في كل ناء, فهو ممن يصح ان يقال فيهم إن لهم أعيناً لا يبصرون بها وقلوباً لا يفقهون بها, وهو أشبه شيء بناقة الاعشى: ليلها كنهارها.
 
***
 
ويقول بعضهم إن فلاناً أتى بما لم تستطعه الاوائل, وهو يقول عجباً من العجب ويزعم انه بذلك من المجدّدين, وأنه أهل لأن يشتهر بين العالمين وان يكون له من المجد ما يكافئ ابداعه وتجديده!!
 
فنقول: إن فهم بعضهم للتجديد لا يخرج عن معنى الادهاش الرخيص أو المجاني, وانه لينهج فيه نهج من يلبس فراء مقلوباً, ويصب عليه «جردلاً» من لبن ثم يخرج في الشارع وهو يتراقص ويتماجن.. فهل يجوز في أي منطق معقول اعتبار ذلك ابداعاً يستحق مجترحه (بل قل مقترفه) أن تقرع له الطبول, وأن نسلكه في المشاهير؟!
 
***
 
لقد كثرت الزيوف في غيبة النقد. وكثر الادعياء في غيبة الاصلاء, وصار لزاماً التنادى الى خطة لوقف الفساد في حياتنا الادبية ولدفع الغثاء عنها, وأولى ذلك طالبو الشهرة على غير اساس وبغير ما كفاية, ومن يصدق فيهم قول الشريف الرضي الذي بدأنا به حديثنا:
 
ولا تطلبوها «شهرة» في معرة
 
تحدّث عنكم كل غاد ورائح