Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Apr-2018

سعد الدين إبراهيم أو... المُتصهّيِنون العرب «بلا كوابِح» - محمد خروب

الراي -  عاد استاذ علم الاجتماع ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية د. سعد الدين ابراهيم الى دائرة «الضوء», باعثا الجدل الذي يُثيره حول نفسِه... ولنفسه، بين حين وآخر، في تحدٍ مكشوف وسافر لمشاعر المصريين والعرب كافة، عندما التقى مُجدّداً السفير الصهيوني في القاهرة ديفيد جوفرين, كاشفا النقاب ان الاخير «طلَبَ منه» تشكيل وفد من المصريين «الراغِبين» في زيارة إسرائيل(...).

وإذا كانت تصريحات ابراهيم الإستفزازية الاخيرة لصحيفة اليوم السابع المصرية اول من امس, قد لاقت شجبا ورفضا وإدانة من جموع المثقفين والنشطاء السياسيين والإعلاميين المصريين, الذين صبّوا جام غضبهم على هذا الثمانيني, الذي لا يتوقف عن اتخاذ مواقف مُشينة, اقل ما يمكن ان توصَف بانها تندرج في إطار الخيانة, اكثر مما تُشكِّل وجهة نظر او رأيا مخالِفا, في إطار حرية التعبير المكفولة - أو هكذا يُفترَض في بلاد العرب – لكل مواطن, اذا ما افترضنا ايضا ان ثمة اعتراف بثقافة ومفاهيم وقِيَم المواطَنة في بلاد العرب، فان إصرار سعد الدين ابراهيم على مواصلة الطريق الذي اختاره في التطبيع مع العدو الصهيوني, اكاديميا وسياسيا والتغرير بطلَبتِه وبعض المخدوعين او المستفيدين من انحرافه المُعلَن، يدفع للإعتقاد ان الرجل لا ينطلِق من قناعاته الشخصية فحسب, بل هو مُنخرِط في إطار مشروع متكامِل, يروم «إسقاط» المزيد من المُطبِّعين والمتصهِّينين العرب, في دائرة التعاطي العلَني والمباشِر مع العدو وتبنّي مقولات واساطير الصهيونية حول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي, وإحداث المزيد من الاختراقات في الجبهات الداخلية العربية, المُنهَكَة والمُحبَطة والمُفقَّرَة والمقموعَة في معظم بلاد العرب، على نحو يسمح لهؤلاء باستغلال الأزمات العميقة التي تفتك بالنسيج المجتمعي في غالبية البلاد العربية.
وقياسا على ما كتب لينين في العام 1916بــ «ان الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية» فانه يصح القول هنا: ان «التصهّيُن هو أعلى مراحل التطبيع». إذ كيف للمرء ان يتسامَح مع مقولة سعد الدين ابراهيم المتهافِتة بأن «زيارته لإسرائيل لا تعني التطبيع – كما يروِّج البعض – بل إن لقاءاته بالإسرائيليين لها أهداف (عِلميّة) في ضوء تخصّصي وخِبراتي – مشدِّدا – على ان هذه الزيارات مؤشِّر على الديمقراطية (..) وكل شخص حُرٌ في أي لقاء يعقده مع اسرائيليين»؟(كذا).
اذا كانت كل هذه الإرتكابات الوقِحة والمُسّتفزَّة مؤشِّر على الديمقراطية, فلماذا إذاً لا يسأل أستاذ علم الاجتماع نفسه: لماذا تُسارِع «حكومات» العدو لاتهام أي اسرائيلي او يهودي بـ»الخيانة» اذا ما قابَل مسؤولا في حركة حماس او الجبهة الشعبية او حزب االله؟ بل وحتى مسؤولاً في دولة عربية ما يزال حكّام تل أبيب يضعونهم في مرتبة «العدو»؟، الا يَذكُر ابراهيم رد فعل حكومة «الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط» كما تَصِفُ نفسها, ويسميها المتصهيِنون العرب والمستعمِرون الغربيون, الذين يقولون عنها انها «الفِيلاّ في غابة الشرق الاوسط المتوحشة».ألا يذكُر.. التُهَم التي وُجِّهَت للناشط السياسي اليهودي وعضو الكنيست السابق يوري أفنيري عندما التقى ياسر عرفات وشخصيات من منظمة التحرير الفسلطينية في تونس ... ثمانينيات القرن الماضي؟.
ثُم... إذا كان يعتقد ان «معاهدة السلام» التي عقَدتها مصر مع اسرائيل, تسمح له بالمضي قُدماً في استفزاز وإهانة مشاعر ملايين المصريين والعرب, فانه انما بذلك يتماهى تماما مع وجهات النظر الصهيونية التي تُنكِر الحقوق العربية وبخاصة الفلسطينية, ويُجاهِر بعدائه لعدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبها. الامر الذي يزيد من الشُبهات حول الدور الذي لعِبَه سابقا ويلعبه الآن, إن على صعيد تمزيق عُرى وحدة «عُنصُرَيّ» الشعب المصري مسلمين واقباط, مُستذكِرين المؤتمرالذي نظّمَه في قبرص بتمويل اميركي واوروبي, تحت عنوان «الأقلِّيات في العالم العربي» وهو موجِّها سهام نقده اللاذع لبلده.. مصر, بل هو «رأى» في اهالي «النوبة» المصرية.. أقلِّية بلا حقوق.
على خطى المُطبِّع والمُتصهيِّن... «المسرحي» علي سالم, يمضي سعد الدين ابراهيم. ولكن هذه المرة بقناع «أكاديمي» مُروِّجاً للتصهين والتطبيع, ومُمارساً الخداع على بعض المصريين, الذين يُوقِعهم في شِباكه, بل مُجبراً إيّاهُم التوقيع على نماذج وإقرارات تقول: أنهم «يزورون» اسرائيل برضاهم وكامل وَعيِهم, وانهم لم يتعرّضوا لأي ضغوط للذهاب الى الكيان الصهيوني.
مُقاوِل تطبيع مُعلَن, يعترِف بانه تلقّى تمويلاً من جامعة حيفا, وذهب الى جامعة تل أبيب ليُشارِك في مؤتمر عن «دروس من قرن الاضطرابات في مصر».. متحدثاً «عن ثورة 1919 ..«في وقت يقول في وقاحة غير مسبوقة بعد استقبالِه في مكتبه بمركز ابن خلدون.. السفير الاسرائيلي: أن الاخير «طلَبَ منه» تشكيل وفد من المصريين الراغبين بزيارة اسرائيل, وانه بدأ «بالفِعل» إجراء مساع لتشكيل هذا الوفد. حيث طرَحَ «الفكرة» في الرواق الأسبوعي لمركز ابن خلدون».
هل ثمة شك بأن هذا «الباحِث» وأمثاله من الإعلاميين والسينمائيين والأكاديميين والأدباء والروائيين والنقابيين الذين زاروا كيان العدو، لا يكتفي بالتطبيع مع العدو الأول للأمة العربية، بل يُسهِم في ترويج الرواية الصهيونية والدفاع عنها والتبشير بعصر... «الأَسْرَلَة»؟.