محمود غرايبة

 

عمان-الغد-  رغم مسارعة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، لإلغاء تعميم لوزير الأوقاف عبد الناصر أبو البصل، بمنع خطبة الجمعة وإقامة الصلوات على المكبرات الخارجية للمساجد، والالتزام بها على مكبرات الصوت الداخلية فقط، إلا أن الجدل حول التعميم ما يزال يتصدر منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض.

 

ساعات قليلة فصلت بين التعميم وقرار إلغائه أمس، كانت كفيلة بإثارة حفيظة المعلقين، على كليهما معا، التعميم والقرار، في جدل ولغط ما يزال مستمرا.

 

التعميم نفسه أثار لغطا واسعا، وكان معظم المعلقين منتقدين ومهاجمين بينما ظهرت اصوات على قلتها تؤيد المنع وتعتبره تنظيميا يدخل في اختصاص الوزارة وله سوابق كثيرة، ودلائل شرعية تحدث بها سابقا الشيخان محمد متولي الشعراوي ومحمد ناصرالدين الألباني.

 

ومن بين المعارضين، قال متابعو صفحة "الغد" على موقع فيسبوك، إن "سماع أصوات إقامة الصلاة والدروس وخطب الجمعة أفضل بكثير من إزعاج السيارات والباعة المتجولين ومن أصوات الحفلات العامة".

 

وأضافوا أن هذه الأصوات "لا تؤثر على سير الحياة ولا تتعارض مع قوانين الدولة"، مشيرين إلى ذلك الأمر "متاح في كثير من الدول التي ليس الإسلام فيها دين رسمي للدولة".

 

وفي الوقت نفسه، عارض بعض المعلقين من الأئمة والمؤذنين القرار، مصرين على عدم تطبيقه قبل إلغاءه من قبل رئيس الوزراء بعد ساعات من تعميمه.

 

ومن جهة أخرى، كانت هناك تعليقات تؤيد التعميم، وتبرره بـ"رداءة السماعات وتضارب الأصوات بحال كانت المساجد قريبة من بعضها"، فضلا عن أن "هناك مجاورون للمساجد، قد يكون بينهم مرضى وأطفال وسواهم، يحتاجون إلى الهدوء".

 

وكان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عمم على جميع موظفي المساجد في الأردن بضرورة الالتزام بعدم استعمال مكبرات الصوت على مئذنة المسجد إلا لغايات رفع الأذان فقط،  مشددأ على إقامة الصلاة وبث إذاعة درس وخطبة الجمعة خلال مكبرات الصوت الداخلية للمسجد فقط".

 

وبعد ساعات من تعميم الوزير أبو البصل قرر رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزّاز مساء الأحد، إلغاء التعميم الصادر عن وزيره.

 

وكما أثار التعميم الجدل، أثاره أيضا قرار الرئيس الرزاز، الذي قوبل برفض واستحسان واستهجان في الوقت عينه.

 

وطلب الرزاز إلغاء التعميم على الفور، نظراً لعدم اطلاع مجلس الوزراء على مضمونه.

 

لكن طلب الرزاز، اعتبره البعض استعراضيا، وكان الأجدى إما أن يوعز الرئيس لوزيره أن يقوم بنفسه بسحب التعميم، أو يترك الأمر لوزارة الأوقاف صاحبة الاختصاص والصلاحيات في هذا المجال.

 

وأيد قراء الغد قرار الرزاز فيما شكره آخرون على إلغاء تعميم المنع.

 

ومن جانب آخر عارض بعض القراء قرار الرزاز معليين سبب ذلك، برداءة أصوات بعض المكبرات القريبة من بيوتهم.