Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Jul-2018

انصتوا إلى أيزينكوت - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- حوار غريب يجري بين الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية. فالدفع من جانب بعض السياسيين نحو حرب شاملة في غزة، لصد اطلاق الطائرات الورقية والبالونات النارية نحو أراضي إسرائيل، اصطدمت حتى الآن بسور الجيش، ولكن مشكوك أن تصمد تحت ضغط مثيري المعارك.
حتى وقت أخير مضى، أوضح الجيش، وعلى رأسه رئيس الاركان غادي أيزينكوت بانه لا يوجد حل عسكري للصراع الجاري بين مليوني فلسطيني ضد الاغلاق والضائقة العسيرة في قطاع غزة. فقد حث الجيش الحكومة على اتخاذ سياسة مسهلة، والسماح بدخول البضائع وعبور العمال من قطاع غزة إلى الضفة الغربية وإلى إسرائيل، كي يتعطل على الاقل المبرر الاقتصادي الذي يشعل الانتفاضة. هذه المشورة الحكيمة ألقي بها إلى سلة المهملات، كجزء من صراع المكانة السياسية التي يخوضه زعماء اليمين فيما بينهم.
يبدو أن الجيش يعترف بقيود قوته في اقناع الحكومة للانصات لصوت المنطق، وبالتالي فإنه يجرب قوته في الاقناع السياسي. وهكذا، بشكل متضارب، اضطر الجيش، بخلاف موقفه، لان يطلب من الحكومة أن تشدد بالذات الضغط الاقتصادي على قطاع غزة كي ينقل رسالة اخرى إلى حماس – كخطوة أخيرة قبل الحرب. مشكوك أن تكون تبقت في جعبة الحكومة عقوبات اقتصادية، بعد أن اغلقت معبر كرم سالم وحصرت عبور البضائع بالبضائع الاساس والادوية.
الجيش لا يقرر السياسة، ولكنه ينقل المرة تلو الاخرى رسالة واضحة: الاغلاق لن يجدر نفعا في منع المواجهات، والطائرات الورقية والبالونات الحارقة ليست مبررا للحرب. خير أن يكون الجمهور قد اطلع على هذا الموقف، في ضوء حماسة السياسيين المتعطشين للدماء مثل رئيس البيت اليهودي، نفتالي بينيت، الذي اقترح على رئيس الاركان في جلسة الكابينيت القاء قذيفة على خلايا مطلقي الطائرات الورقية والبالونات. فرد أيزينكوت: "هذا يتعارض وموقفي العملياتي والقيمي".
يجدر بنا أن نذكر المحبين المتحمسين لحملة عسكرية، توقف "مرة واحدة وإلى الابد" الهجمات من قطاع غزة، بالحملات الفاخرة السابقة، مثل عمود السحاب والجرف الصامد. فهذه الحملات وفرت فترات قليلة من الهدوء، ولكنها لم تقتلع جذور المواجهة من اساسها.
ان لحل المواجهة في قطاع غزة يوجد شركاء مستعدون لمساعدة دولة إسرائيل والفلسطينيين في الوصول إلى تفاهمات، وعلى الطاولة خطط قابلة للوجود، تنفيذها كفيل بان ينتج هدوء بعيد المدى. في نهاية كل حملة عسكرية أو حرب تخوضها إسرائيل في قطاع غزة ستكون على جدول الأعمال الخطط ذاتها. وحكومة إسرائيل مطالبة بان تعمل على هذه الخطط قبل وبدلا من الاندفاع نحو الحرب. الجمهور في إسرائيل لا يحتاج لاستعراض تظاهري، بدايته استعراض للقوة يلقي بالرعب في القلوب ونهايته دمار وضياع لحياة البشر.