Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jul-2017

لنبقي وطننا وجيشنا فوق اختلافنا - ظاهر الضامن
 
الراي - الكتابة عن الجيش العربي، ليست توجيها معنوياً بالضرورة أو شحذ للمعنويات فحسب، بل هي احقاق للحق اولا، واعتراف بفضل الجنود علينا، وجزء من دعم قواتنا المسلحة وجنودها البواسل، الذين يجودون بكل شيء من اجل ان نمارس حياتنا بشكلها الطبيعي الآمن، وننام قريري الاعين، ويذهب اطفالنا الى مدارسهم ونحن واثقون انهم سيعودون آمنين.
 
فالجيش العربي، المؤسسة الوطنية المخلصة لواجبها المقدس، ظل على الدوام مقتدرا وقادرا على القيام بهذا الواجب دون انغماس بأي دور غير منوط به. فقد حافظ جيشنا العربي، طوال تاريخه، على نظافة سلاحه وقدسية دوره كدرع حصين في حماية الوطن كل الوطن دون منّة او نكوص.
 
فهذا الجيش هو اليوم، جدارنا الذي يذود عنا كل الشرور التي تجتاح المنطقة وتعيث فيها دمارا وخرابا. وبقيت بلادنا، بفضل الله، وعطاء قواتنا المسلحة، ويقظة اجهزتنا الامنية، ومن خلفهما حكمة قيادتنا الهاشمية، ووفاء شعبنا الابي، عصية على كل المارقين والطامعين والاشرار.
 
جيشنا الذي يقدم كل يوم تضحيات جسام وعطاء لا محدود، يحتاج منّا في هذه الاوقات اكثر من غيرها، الثقة والدعم والوقوف خلفه بكل عزيمة وقوة وايمان. فالامم في الظروف الصعبة والاخطار المحدقة والشدائد، تتوحد خلف مؤسساتها الوطنية، وليس اوضح من عنوان لهذه المؤسسات من الجيش.
 
لهذه الاسباب وغيرها، علينا جميعا ان لا نسمح «أن يكون هناك تشكيك بمؤسساتنا العسكرية والأمنية، أو أن يكون صوت أي فرد أعلى من صوت مؤسساتنا، فقواتنا المسلحة يجب أن تبقى على الدوام خط أحمر». كما قال جلالة القائد الاعلى بالامس.
 
الملك، وهو يضع ممثلي وسائل الاعلام الاردنية بصورة التطورات في القدس الشريف وعلى الساحة المحلية، وهو دأب جلالته في المكاشفة والشفافية، نبهنا جميعاً لدورنا الوطني الحقيقي في حماية صورة قواتنا المسلحة وصونها من أن يقدم جاهل او حاقد على طعنها من الخلف، وجميعنا يدرك خطورة «الطابور الخامس» والمس بمعنويات جنودنا في هذا الظرف الدقيق بالغ الحساسية.
 
كما نبه الملك بصراحته المعهودة، إلى مسألة غاية في الاهمية، حين اعرب جلالته عن استغرابه من «غياب المسؤولين السابقين الذين لم يكن لهم صوت في وقت الأزمات».
 
في كل المجتمعات المتحضرة والدول المستقرة، يعمل المسؤولون السابقون كخط دفاع رديف لحكومتهم العاملة، حين يتعرض وطنهم لأزمة مع طرف خارجي، ويشمل هذا ايضا حتى المعارضة السياسية الناضجة، التي ترجئ كل خلاف او نقد وتقف خلف الوطن منافحة عن حقه وسياسته العامة وقيمه ومثله العليا واستراتيجياته.
 
في الأزمة التي نتجت عن جريمة السفارة الاسرائيلية، صمت الجميع، ولم نسمع غير صوت الغيورين الغاضبين مما حدث لكنهم لا يملكون من المعطيات الحقيقية ما يسعفهم للدفاع عن وطنهم، الى جانب صوت المشككين والبكائين والعدميين المستسلمين للسواد والتشاؤم، ولم يتحرك احد من مسؤولينا، فيعلي الصوت ويجلي الصورة ويحمي هيبة وطن منحه الكثير وجعل منه علماً.
 
نعم، رغم الاخطاء والارتباك، كان على الكثيرين المبادرة ومخاطبة الناس كي لا تبقى رواية المجرم هي السائدة على اقل تقدير. ولم يكن من الحكمة بشيء ان تبقى الامور كما سارت عليه حتى يحضر الملك فيضع النقاط على الحروف ويعبر عن غضب كل اردني، ويكشف عورات المجرم واستفزازات قيادته السياسية المريضة بالشعبوية الرخيصة.
 
لسنا بالتأكيد بلا اخفاقات، ونرتكب الاخطاء كغيرنا من البشر والحكومات، لكن يبقى الوطن اكبر من اي شيء، ويستحق الدفاع عنه وحمايته مهما اختلفت المواقف السياسية ووجهات النظر.