وعندما يحين يوم الاحتفال بالعرس ويتم إختيار موقع الصالة التي سوف يقام فيها، ترسل الدعوات للأهل والاقارب والاصدقاء والمعارف حتى تكتمل الفرحة ويتحقق إتساع نطاق إشهار هذا الزواج المبارك. وفي يوم الحفل، وقبل حوالي ساعتين من موعده، وإستكمالاً للقيام بواجب التقدير للعروس وعائلتها، يتوجه العريس ووالده ووالدته مع مجموعة من الأهل والاصدقاء الى منزل العروس للاستئذان بخروجها من المنزل، بصحبة العريس وذويه، والتوجه الى موقع الحفل في موكب من المركبات تتقدمه مركبة العروسين مُزَيًّنة بباقات الورود والزهور والشرائط الزاهية. هذا، وفي الغالب، وفي سبيل المزيد من الإشهار، يتجول هذا الموكب في عدد من الشوارع الرئيسة، مع حرص كل من سائقي المركبات المشارِكة على إطلاق مُنَبّه سيارته بصوت مرتفع ومتقطّع وبنوتةٍ موسيقية خاصة، اصبحت علامة فارقة لمواكب الاعراس.

هذا، ومن المؤسف حقاً أنه قد استجد مؤخراً الا يقتصر موكب العروسين على اشغال مسرب واحد من الطريق تتتابع فيه مركبات الموكب، بل أصبح في أغلب الأحيان يمتد ليشغل مسربيْن أو مسار الطريق بكامله، مما يبطئ حركة المركبات التي تضطر الى السير خلف موكب العرس بسرعته الاحتفالية البطيئة. وللقارئ أن يتصور الأثر السلبي الذي يُحْدثه مثل هذا الموكب في واحد من الشوارع الرئيسة الحيوية التي يقصدها المواطنون بمركباتهم لأداء أعمالهم او قضاء حوائجهم المعيشية.

وخلاصة القول، فإنه لا يجوز أن تستمر مواكب الافراح على الحال الموصوف في أعلاه، هذا

الحال الذي نتج عنه مؤخراً حالات احتكاك وشجار غير صحيّة بين عدد من المشاركين في الموكب وشرطة السير و/ أو سائقي المركبات الأخرى. وغني عن القول، فإن مثل هذا الاحتكاك والشجار إنما يفسد الفرحة التي يتمناها القريب والبعيد للعروسين وأهليهما.

وبالتالي، فإنه إن كان لا بد من موكب للعروسين، يجدر أن يُصْدِر أهل العروسين توجيهات مؤكدة بأن يقتصر الموكب على مسرب واحد من الطريق دون أن يصحب ذلك أي تجاوز داخل هذا المسرب ودون إعاقة لمركبات المواطنين التي تتجاوز هذا الموكب. ولعل الأفضل من ذلك، أن تقتصر جاهة الاستئذان بخروج العروس من منزل أسرتها، أن تقتصر على مركبتيْن إثنتيْن فقط، تُقِلُّ أولاهما العروسين، وتقل ثانيتهما تفضيلاً والدي العريس وأخيه الأكبر وأخته الكبرى، أو أي أربعة يتم اختيارهم من أهل العريس. وفي إطار هذا الأسلوب، ينتظر جميع الأهل والأحبة عند مدخل صالة الحفل لإستقبال العروسيْن بكل ما يرغبون من الاهازيج والموسيقى والالعاب النارية وغيرها من وسائل إشهار الفرح والسرور.