Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Mar-2017

معركة الكرامة إنتصار العرب الأول على إسرائيل - بسام الكساسبة
 
الراي - تمر علينا الذكرى السنوية لمعركة الكرامة، وقد إعتدنا في الأردن على الإكتفاء بإحياء المناسبات الوطنية بنفس يوم ذكرى حدوثها ،ومنها معركة الكرامة الخالدة، والمأخذ على هذا النمط من تعاملنا مع أحداث تاريخية كمعركة الكرامة، هو اننا نختزل هذه الحادثة التاريخية في ذكراها السنوية فقط، وما أن يمضي ذلك اليوم ويرحل عنا حتى نحذف هذه المناسبة من ذاكرتنا اليومية، بانتظار ذكرى سنوية جديدة، وهكذا نمر على مناسباتنا الوطنية مرور الكرام.
 
نعم، نحن في الأردن لا نتقن حرفة البربوغاندا السياسية والإعلامية والعسكرية، كما يتقنها الآخرون، ولا نستخدم فنون الفذلكة الكلامية ونسج الحكايات الوهمية حولها، وأنا هنا لا أحث على تعلم هذه الحرفة البائسة، التي يؤديها الآخرون بمهارة عالية، فيظهروا الهزيمة كنصر مؤزر، وإبادتهم لشعوب دول شقيقة على أنها الممانعة والمقاومة، ويختطفون برشاقة الإنجازات التاريخية من بين أيادي صانعيها لينسبوها لأنفسهم.
 
أنا لست بصدد مهاجمة حزب حسن نصرالله، بل لإبراز حقيقة حينما يدعي ومعه أبواق كثيرة بأن ما حققه في حرب حزيران عام 2006 يمثل الإنتصار الأول على جيش العدو الصهيوني، هذه الإسطوانة التي سئمنا سماعها، ليس من كثر ترديدها، بل لأنها تجافي حقائق التاريخ، تلك الحرب التي عاد بها حسن نصرالله على لبنان بالخراب والدمار، فخسر لبنان خلالها أكثر من الفي شخص وثلاثة أضعافهم من المشوهين والجرحى، ودُمرت مئات المنازل والأبنية، وعشرات المرافق العامة من جسور ومدارس ومراكز صحية وشبكات إتصالات، وبالرغم من هذه الخسائر الجسيمة المؤلمة الموجعة التي منيت بها الدولة اللبنانية، فلم يتردد حزب حسن نصرالله وآلته الدعائية بعكس حقائف المعركة رأساً على عقب ليظهرها على أنها الانتصار العظيم الذي حققه للبنان، ولم يكتف بذلك، بل أظهر هذا الإنتصار المزعوم على أنه الإنتصار العربي الأول على جيش الكيان الصهيوني، وهو ما يمثل سطواً على حقائق التاريخ وتشويهاً لأحداثه، فحتى لو إعتبرنا جزافاً أن ما قام به حزب نصر الله يمثل إنتصاراً على العدو الصهيوني، فمن المؤكد أنه ليس الإنتصار الأول على جيش العدو الصهيوني، فقد سبقه الجيش العربي الأردني الذي حقق أول إنتصار عربي على الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة1968.
 
قد يعوز البعض رصيد كاف من المعلومات عن أحداث تاريخية مرت بها أمتنا العربية كمعركة الكرامة، لكن من المستغرب أن حزباً كحزب حسن نصرالله كيف يسوغ لنفسه تشويه أحداث تاريخية فينسى أو يتناسى إنتصاراً عسكرياً عظيماً ومشهوراً حققه الجيش العربي الأردني على جيش العدو الصهيوني في معركة الكرامة عام 1968.
 
لقد زج العدو الصهيوني في معركة الكرامة افضل وحداته العسكرية البرية والجوية، وامتدت جبهة عدوانه من غور الصافي في الجنوب إلى غور الكرامة في الوسط ، وقد خطط لإحتلال هذه المنطقة حتى المرتفعات الواقعة غرب العاصمة عمان، وخلال يوم واحد من معركة الكرامة خسر جيش العدو الصهيوني من الأفراد والدبابات والآليات والطائرات والأسلحة الأخرى أضعاف ما خسره في حربي حزيران 2006 وحزيران 1967، وفشلت مخططاته في إحتلال أجزاء من الأردن، فقد إنسحب الجيش الإسرائيلي رغم أنفه من الأردن يجر أذيال الخيبة والهزيمة، بينما انسحب من لبنان بعد أسابيع من تواجده على الأراضي اللبنانية تحت ضغوط دبلوماسية دولية مكثفة، لذلك من حقنا في الأردن الإعتزاز بإنتصار الجيش العربي الأردني على الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة، لأنه يمثل الإنتصار العربي الأول على جيش العدو الصهيوني، ومن حقنا أيضا تضمين هذا الإنتصار التاريخي في ثقافتنا الوطنية اليومية، وألا نكتفي بمجرد الإحتفاء به في الحادي والعشرين من آذار من كل عام.