Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Nov-2018

هل تتأثر سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط بصعود الأغلبية الديمقراطية بالانتخابات؟

 

زايد الدخيل
 
عمان-الغد-  يطرحُ فوزُ الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد مجلس النواب الأميركي، في الانتخابات النصفية 2018، مع محافظة الجمهوريين على أغلبية مجلس الشيوخ، العديد من الأسئلة حول مدى تأثر السياسة الخارجية للإدارة الأميركية، خاصة تجاه الشرق الأوسط، بوصول الأغلبية الديمقراطية لـ"النواب".
ويرى خبراء أن فوز الديمقراطيين بأغلبية "النواب"، ستؤثر بكل تأكيد على السياسات الأميركية تجاه الشرق الأوسط، متوقعين حدوث تجاذبات بين ترامب والأغلبية الديمقراطية حيال السياسة الخارجية، بما فيها تجاه الشرق الأوسط وصفقة القرن وقضايا المنطقة، إضافة الى العلاقات الأميركية مع أوروبا والملف النووي والصين.
وبينوا في تصريحات لـ"الغد" أن الرئيس ترامب سيكون أمام بيئة سياسية جديدة بشكل جذري، حيث سيكون الديمقراطيون أكثر تمكنا وقدرة لعرقلة أجندته التشريعية، وتهديد فرص فوزه بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 2020.
ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية د. محمد مصالحة، أن نتائج الانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ والنواب الأميركيين، "ستؤثر بكل تأكيد على السياسات الأميركية تجاه الشرق الأوسط، وبالتالي سوف سيكون هناك أحد أمرين؛ إما أن تعدل الإدارة الأميركية مواقفها لا سيما من صفقة القرن وقضايا المنطقة، أو أن الإدارة الأميركية بقيادة ترامب ستدخل في مواجهة مع مجلس النواب الذي يمكن أن يقوم بالضغط على تلك الإدارة فيما يتعلق بسياساتها تجاه المنطقة أو على صعيد العلاقات الأميركية مع أوروبا والملف النووي وآسيا والصين".
واضاف مصالحة انه في حال حصول تصعيد من قبل الإدارة بموقفها جراء الاختلافات في المواقف السياسية مع الديمقراطيين "فقد يلجأ مجلس النواب إلى فتح ملفات شخصية تتعلق بالرئيس ترامب".
وسميت الانتخابات النصفية، لأنها تجرى في منتصف الولاية الرئاسية، رغم كون الانتخابات في الحقيقة تخص الكونجرس وحكام بعض الولايات، ويواجه كل أعضاء الكونجرس الـ435 الناخبين مرة كل سنتين، لكن لا يتم التصويت إلا على 100 من مقاعد مجلس الشيوخ كل مرة، وهذه السنة، تم التنافس على 37 مقعدا في مجلس الشيوخ، كما جرت انتخابات لاختيار حكام لـ37 ولاية أميركية.
ويقول السفير السابق سمير مصاروة، إن نتائج الانتخابات النصفية التي انتهت بفوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد مجلس النواب "تضع الرئيس ترامب أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التفاوض أو اتخاذ طريقه المعتاد بالصدام، وهو أمر قد يسفر عن حرب حزبية داخل الكونجرس قد تعرقل الكثير من خطط وسياسات البيت الأبيض، التي يعترض عليها الديمقراطيون منذ وصول ترامب إلى سدة الرئاسة".
وبين مصاروة أن ترامب سيكون أمام بيئة سياسية جديدة بشكل جذري، حيث سيكون الديمقراطيون "أكثر تمكنا وقدرة على عرقلة أجندته التشريعية وتهديد فرص فوزه بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 2020".
ويرى مصاروة أن فوز الديمقراطيين بأغلبية مجلس النواب سيخولهم بفرض رقابة مؤسسية على رئاسة ترامب، وهو دور لم يتمكن الجمهوريون من القيام به نظرا لسيطرته الكاملة على اليمين، وهو ما من شأنه التأثير على أجندة البيت الأبيض في تمرير عدد من الملفات الأساسية بنظر ترامب، خاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.
من جهته، يلفت الكاتب والمحلل السياسي حماده فراعنة إلى أن الشعب الاميركي "لا يهتم بالسياسة الخارجية لبلاده فهي آخر اهتمامته"، ويقول "على هذه الخلفية جرت الانتخابات الأميركية لمجلس الشيوخ والنواب وحكام الولايات"، مبينا أن نتائجها انعكاس للوضع الداخلي في الولايات المتحدة، فالرئيس الأميريكي ترامب وما يمثل حقق للأميركيين إنجازات اقتصادية ومالية انعكست على الحفاظ على نتائج انتخابات مجلس الشيوخ، لأنهم يمثلون الشريحية العليا الثرية في المجتمع الأميركي المستفيدة من سياسات ترامب".
واضاف فراعنة "بينما سياسات ترامب الداخلية فيما يتعلق بعدائه للملونين وللمرأة وللمسلمين، انعكست بشكل رافض لهذه السياسة التي يقودها ترامب فأدت إلى هزيمته وهزيمة حزبه بحصول الديمقراطيين على الاغلبية في مجلس النواب، وحصول سيدتين لأول مرة على منصب النيابة وهن مسلمات واحدة فلسطينية والأخرى صومالية، وكذلك فوز 100 امرأة لأول في المجلس، يمثلن نحو ربع عدد أعضاء المجلس".
وأشار فراعنة إلى أنه "بلا شك فإن هذه النتائج حظيت برضا وقبول قادة العدو الإسرائيلي، باعتبار أن سياسة ترامب داعمة ومساندة بقوة لإجراءات وسياسات المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي خاصة فيما يتعلق بقضايا اللاجئين والقدس والمستوطنات والحدود، ومن هنا فإن هذه السياسة الخارجية الأميركية ستتواصل خلال فترة ترامب المتبقية".