Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2019

دکور.. طبیب الألحان القادم من القریة الموسیقیة ”ترشیحا“

 فنان فلسطیني شارك ببرنامج "أراب أیدول" وقدم العدید من الأغاني الوطنیة

 
دیما محبوبة
عمان – الغد- ”كرسي كبیر، رائحة أدویة ومخدر، ضوء ساطع فوق الرأس، قفازات بلاستیكیة تتفحص، وطبیب یتحدث من وراء كمامة“، كل ھذه النمطیة قرر الفنان شادي دكور أن یتخطاھا، وبل ویحقق حلمھ الموسیقي.
الفنان الفلسطیني، طبیب الأسنان شادي دكور، من قریة ترشیحا شمال فلسطین، یقول، ”أنا لست
من عائلة فنیة، بل من قریة تشتھر بالكامل بالغناء والموسیقا“، شعر والده أنھ یملك صوتا جمیلا، بحبال صوتیة جیدة، كان یشجعھ، وعندما بلغ 12 عاما، دفعھ دائما للغناء أمام أفراد العائلة، وفي أعیاد المیلاد والمناسبات.
عمھ أیضا ساھم بدعمھ، فھو في إدارة فرقة ترشیحا الفلكلوریة، وطلب منھ في أحد الاجتماعات
الغناء أمام الفرقة، نال صوتھ إعجابھم جمیعا، عرضوا علیھ التمرن معھم، بعد الاجتماع
مباشرة.
ویضیف، ”بعد التدریب مع مدرب الفرقة تیسیر حداد، الذي أعجب بصوتي، جعلني عضوا في
الفرقة، وكنت أصغر فرد فیھا، ولأن الكثیرین یشبھون صوتي للفنان الراحل عبد الحلیم حافظ،
جعلوني أغني أغنیة خاصة لھ“.
كان ذلك بعمر الـ 15 عاما، فغنى في إحدى الحفلات 3 أغان منفردة مع فرقة ترشیحا، وذلك
من باب التشجیع، ”وكانت بالفعل أول تجربة لي على مسرح كبیر وأمام جمھور ترشیحا،
وغنیت ”قولوا الحقیقة“ و“أنا لك على طول“، و“بتلوموني لیھ“، للراحل عبد الحلیم. ویقول،
”فرقة ترشیحا لھا جمھور عریق واسم وتاریخ كبیر في فلسطین خاصة والوطن العربي عامة“.
عندما وصل شادي إلى مرحلة التوجیھي، كان یغني كھوایة وفي أوقات الفراغ، ویشعر أن
الغناء یجدد حیویتھ، ویستطیع إنجاز دروسھ من خلالھ.
بعدھا اشترك في برنامج محلي في فلسطین باسم ”نیو ستار“ لكنھ انسحب من البرنامج لعدم
معرفتھ الكاملة بخطتھ المستقبلیة، والخطوات الحقیقیة التي علیھ اتباعھا للوصول إلى التنافس
الناضج.
یقول ”سجلت أول أغنیة لي بعنوان العاشق، من كلمات دكتور فلسطیني باللغة العربیة یكتب
الكثیر من الأشعار، ولحنھا إیھاب خوري“، ثم أطلقت أغنیة ”شادي“، إذ لھا خصوصیة خاصة
لدیھ، فھي على اسمھ، وكلمات تعني أن فلسطین لا تضیع وعودتھا محتمة وإن طالت“.
بعد نجاحھ في التوجیھي، انتقل إلى الأردن لدراسة الطب في جامعة العلوم والتكنولوجیا، إذ لم
یرغب بدراسة الموسیقى، بل یطمح أن یكون طبیبا تماما كوالده وإخوتھ.
یقول ”حبي للغناء جعلني أدرس طب الأسنان، إذ لا یحتاج إلى وقت كبیر في دراستھ كما ھو
الطب العام، وتشجعت على الدراسة في الأردن، لأنھا بلدي الثاني القریب على بلدي الأم، فكنت
أقضي إجازاتي الأسبوعیة في ترشیحا، للتدرب على الغناء، وھنا أشعر أني أشحن ذاتي
ونفسیتي للتعلم أكثر في مجال الطب، فأعود وكلي نشاط للتعلم ولإنھاء مراحل الدراسة بشكل
جید“.
ویؤكد أنھ لم یعش كباقي طلاب الجامعة، الذین یستغلون أوقات فراغھم باللعب والخروج مع
الأصدقاء أو السینما، فكان علیھ أن یدرس ویتمرن أكثر على صوتھ، وشارك خلال تلك الفترة
بعروض أردنیة مع الدكتور أیمن تیسیر.
أما أغنیتھ الثالثة فكانت بعنوان ”حالك حالي“، وھي إنتاج فلسطیني، وتحمل الكثیر من مشاعر
الحب، لكن بشكل آخر، فھو حب یبعدنا عن التمییز بالعرق والفقر أو الدین، ”وبھذه الأغنیة
شعرت أني أشرح عن ذاتي“، ومنھا مقطع“ دینك جنسك ولا لونك ما بتفرق عندي غیر كونك
إنسان ومن الله عونك انت الآخر وحالك حالي“.
وقدم أغنیة ”صرخة وطن“، إذ أحدثت وقت انتشارھا ضجة كبیرة في العالم العربي، لتزامنھا
مع أحداث سوریة والقتل والدمار، ”وصلتني العدید من الرسائل على السوشال میدیا من شتى
الدول العربیة، وكان تأثیر ھذا الأمر كبیرا علي، وعرفت أن مسؤولیتي كبرت بوجود قاعدة
جماھریة أكبر بعد ھذه الأغنیة“.
ومن كلمات الأغنیة، ”عم یصرخ الوطن وین الحلم اندفن یا عالم شوفوا ولادي غرقوا بالفتن،
جابوا الآسى من مین وبیحكوا باسم الدین، أطفال عمرھا سنین بیتموت بلا ثمن یا وطن“.
یقول ”العام 2015 تخرجت من الجامعة بمعدل متفوق، فالغناء لم یأخذني من دراستي ولا حتى من مھنتي، فلدي عیادة أسنان في فلسطین، ورغبت بالمشاركة في البرنامج العربي ”محبوب العرب، أرب أیدول“، سعیا لإسماع صوتي لأكبر عدد ممكن، وأخرج من كوني فنان محلي“.
ویبین أن قصة مشاركتھ لم تخل من الغرابة، إذ تحدثت معھ صدیقة وصوتھا أیضا جمیل ترید المشاركة في البرنامج، وكانت تجارب المشاركة في رام الله وستغلق أبوابھا بعد عدة ساعات، ومن الصعب الوصول إلیھا، فمن بلدتھ إلى رام الله یحتاج لوقت طویل، لكن شقیقتھ سمعت بما دار بینھ وبین الصدیقة وعزمت على إیصالھ إلى رام الله“، وبالفعل قدم أغنیة وشارك بالبرنامج.
في ذلك العام بقي أربعة مشتركین من اثني عشر تأھلوا، في وقت تقدم للاشتراك24 شخصا
فلسطینیا، ”كانت تجربة جمیلة، فأنا مقتنع أن الشخص علیھ التعلم من أي تجربة أو موقف یقع
فیھ، وعند عودتي إلى ترشیحا، باتت نظرة الجمیع وحتى المقربین.. بأني أكثر إحترافیة وأن
الغناء والموھبة دعمت بشيء حقیقي أكثر“.
بعد ذلك غنى شادي ”الأسى بتنسى“، لتكون أول تجاربھ في التلحین بالتعاون مع أخیھ، لفیلم
فلسطیني، وكان طابع التلحین ثوریا، ومستوحى من قصة الفیلم، الذي حمل عنوان ”قانون
طوارئ“.
یعمل شادي الیوم على تلحین وكتابة كلمات وغناء أغنیة ”تالا“، لمسلسل یحمل اسم حكایة تالا
ذاتھ وھو من إنتاج نتفلكس، وھو مسلسل مستوحى من روایة الكاتب الفلسطیني شاكر خزعل
”حكایة تالا“، التي تتحدث عن لاجئة فلسطینیة أثناء رحلة لجوئھا وھروبھا من الظلم الواقع علیھا، سرقت عصابة أوراقھا، وجعلتھا بائعة ھوى.
وینسق شادي العدید من المھرجانات والحفلات، إحداھا مع الفنان ولید توفیق في طابا، وأیضا كان لھ العدید من التجارب مع فنانین عرب معروفین، كالتریو جبران في ذكرى وفاة الشاعر الفلسطیني محمود درویش، حینھا أقیم العرض في حیفا وغنى ”ریتا“.