نحن في الاردن لا نعاني على الاطلاق من نقص الاطباء بل ان هناك فائضا تجاوز الف طبيب عاطل عن العمل حالياً وقد اعتصم هؤلاء عدة مرات امام مجمع النقابات كما ان الاحصائيات تفيد ان هناك ثلاثة وعشرين الف طالب يدرسون الطب في الخارج معظمهم في جامعات تجارية سيغرقوا المجتمع الطبي لدى تخرجهم بنوعيات ضعيفة ستؤدي الى حالة تنافس وتردي تطيح بسمعة الاردن الطبية.

أود ان اذكر ان بعض الدول الاسيوية كالهند مثلاً تنبهت الى خطورة زيادة عدد الخريجين وقامت هذه الدول بإغلاق العديد من كليات الطب وخفضت اعداد الطلاب الجدد المقبولون في الجامعات المحترمة لتناسب الحاجة وهذا في الواقع ما يجب ان نفعله لان بطالة الاطباء هي اسوأ انواع البطالة ولا نريد ان نرى طبيباً يعمل مع قريبه في دكان لبيع الادوات المنزلية كما حصل مع طبيب اعرفه شخصياً وافتتاح كليات خاصة ستحول الطب الى سلعة تجارية بحته يستفيد منها حيتان الدراهم فقط الذين كبرت سطوتهم وشهوتهم للمادة وسيطروا على كثير من المراكز والمستشفيات الخاصة ولم يعد يهمهم الانسانية او السمعة الطبية والخدمة اللائقة بقدر ما يهمهم ملء جيوبهم ولا نريد للطب الاردني ان يتحول الى مستنقع بيبسي او مزارع تبغ ومصانع دخان سرية وآمل ان يتراجع المجلس عن هذا القرار وان تتدخل الحكومة لوقفه وليس لدي ادنى شك بان دولة الرئيس لن يرضى بمثل هذه التصاريح وارغب ان اضيف على ما جاء في مقالة الدكتور الربضي ان ينظر المجلس في امر تحديد الكليات المعتمدة في دراسة الطب في الخارج مع عدم السماح لأي طالب يقل معدله عن درجة الـ90 ان يلتحق بهذه الجامعات واتمنى ايضا ان نقوم بدعم ميزانيات كليات الطب وخاصة في الجامعة الاردنية كي تتمكن هذه الجامعات من الحفاظ على كوادرها والوقوف امام عمليات سرقة الاساتذة التي ستتم قطعاً اذا سمحنا بافتتاح كليات خاصة كما ارجو بان تقوم الجامعات باختيار عدد من الخريجين المتفوقين سنوياً وارسالهم عن طريق امتحانات تنافسية لإكمال اختصاصاتهم في امريكا بحيث تغطى جميع الاختصاصات التي تحتاجها الكليات الطبية ليكون هؤلاء اساتذة المستقبل من عمداء ورؤساء الكليات كي لا تتاح الفرصة لأصحاب المؤهلات الضعيفة من احتلال المواقع المهمة.