Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Mar-2017

قراءة في ملامح الحكم! - طارق مصاروة
 
الراي - نعود ونقرأ في عبقريات عباس محمود العقاد، فتأخذنا مقولة عمرو بن العاص: إن لله جنوداً.. من عسل!!. حين تبدأ العبقريات بمعاوية بن أبي سفيان: فما هذه الجنود الإلهية من العسل؟!.
 
قد يقربنا التاريخ بين عسل ابن العاص وأسلحة الدمار الشامل هذه الأيام.
 
تقول سيرة معاوية أنه أرسل إلى ابنة الاشعث: اني مزوجك يزيد ابني على أن تسميّ الحسن بن علي وبعث لها بمائة ألف درهم فقبلت، وسمّت الحسن بشربة عسل مسموم. فسوّغها المال ولم يزوجها من يزيد. وهذا كلام الاصفهاني صاحب الأغاني المشهور.
 
اما الاشتر فانه لما سار الى مصر عن طريق الحجاز التقى مولى لعثمان يقال له نافع اظهرله الود فأدناه ولما وصلا الى عين شمس المعروفة الآن تلقاه أهل مصر فسقاه نافع بالعسل المسموم فمات. واعترف معاوية بخطبة في المسجد:
 
أما بعد، فقد كان لعلي يمينان قطعت احداهما بصفين - يعني عمار بن ياسر - وقطعت الاخرى اليوم - ويعني الاشتر.
 
وذكر ابن الاثير موت عبدالرحمن بن خالد بن الوليد بان شأنه عظم في الشام فخافه معاوية وأمر ابن آثال النصراني ان يحتال في قتله وضمن له خراج حمص فدس له هذا شربة العسل المسموم فوفى له معاوية بما ضمن.
 
وثأر خالد بن عبدالرحمن بن خالد بن الوليد وقتل النصراني فحبسه ثم اطلقه بعد ان دفع دية النصراني.
 
كثيرون قتلوا بالعسل المسموم، لكن ذلك لم يقلل من حكم التاريخ. فالعسل المسموم قد يكون من أسلحة الدمار الشامل، التي تشغل الناس لكنها لا تقلل من دهاء وعبقرية معاوية. في جلسة سأل معاوية عمرو بن العاص: ما بلغ من عقلك؟ قال عمرو ما دخلت شيئا قط الا خرجت منه، فقال معاوية ما دخلت في شيء قط واردت الخروج منه.
 
كان عمرو يقول: عليكم بكل مزلقة مهلكة.
 
أليس هذا ما كانت تقوله كونداليزا رايس: الفوضى الخلاّقة!!.
 
ومع كل العبقرية والشعرة التي لا تقتطع فبين معاوية الاول ومعاوية الثاني عشرون عاماً لا خلافة لبني امية فيها، وعرفنا خلافة عبدالله بن الزبير في مكة والمدينة، حتى عاد مروان بن الحكم، وولده عبدالملك من الشق الآخر من بني أميّة.
 
لقد انتهت الخلافة الراشدية بعمر بن الخطاب. وكان عثمان مختلفاً عليه، وقتل غيلة، فخلفه علي بن أبي طالب فقتل هو الآخر بخنجر فارسي مسموم. وبقي الحكم العربي غير مستقر!!.