Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Mar-2018

لماذا يتدهور "العمل" في الاستطلاعات؟ - يعقوب أحيمئير

 

اسرائيل هيوم
 
الغد- في حمية التقارير عن تحقيقات نتنياهو، تفلت أسرة الصحفيين الدراما التي تجري في الجانب الاخر من الطيف السياسي. فإذا كانت استطلاعات الرأي تنطق فإنها تتوقع هبوط حزب المعسكر الصهيوني إلى درك أسفل جديد من 24 مقعدا في الكنيست الحالية حتى 10 مقاعد فقط، إذا ما اجريت الانتخابات الآن. وحتى لو كان هذا التوقع مغلوطا، فإننا نبقى مع ميل من الهبوط الكبير الذي لا يتوقف عند 10 نوابا في الكنيست القادمة. ينبغي أن نتذكر بان كتلة هذا الحزب كانت تعد ثمانية اعضاء فقط بعد أن انسحب باراك وشقها. 
هذا الواقع، شريطة الا يكون مغلوطا، مذهلا تماما: مأساة سياسية. هذا حزب زعيمه بن غوريون هو الذي أعلن عن اقامة الدولة. إذا كان هناك حزب في إسرائيل يتماثل مع السيطرة المتينة في مؤسسات الحكم وليس مع الجلوس على مقاعد المعارضة، فهو حزب "المعسكر الصهيوني". وهذا الاسم هو فقط الاسم الاخير ضمن اسمائه. 
لماذا يجري هذا التدهور، إذ انه حتى بعد قصور نشوب حرب يوم الغفران وضحاياها الكثيرين، عاد الجمهور ومنحه الحكم؟ يمكن الاشارة إلى أن هناك ربما سبب واحد للضعف، هذا الحزب لا يثق برئيسه الذي انتخب قانونيا. فليس اقل من 10 رؤساء كان للحزب منذ التحول في 1977. الرئيس الحالي، آفي غباي على علم بالتقارير التي تقول انهم يفكرون منذ الان بالإطاحة به في اعقاب معطيات الاستطلاع. اما الماسكين بالخيوط فلا يمنحونه الثقة. 
لغباي، وكذا لمعظم أسلافه في كرسي رئيس الحزب، لا تمنح فترة نضوج للزعامة. وبالأخص له، وهو ذو التجربة السياسية الهزيلة. فالزعامة لا تكتسب في ايام ولا حتى في سنين. بيغين لم ييأس حتى بعد سنوات طويلة من الهزائم في الانتخابات والسير في صحراء المعارضة. اما نشطاء المعسكر الصهيوني بالمقابل فإنهم يطالبون من حيث المضمون بانتصار فوري في الانتخابات. والا؟ فإنهم يبعثون بالزعيم إلى البيت. 
في مجال القيم، الذي كان فخر حزب العمل، تشكل شعاره من ثلاث كلمات: الهجرة، الاستيطان، الأمن. فالحزب الذي بادر إلى اقامة المستوطنات الأولى، يتنكر اليوم لهذا الفعل. وهو يحتقر المستوطنين، اولئك الذين وصفهم يعقوب حزان الراحل، وهو من زعماء اليسار الاشتراكي بأنهم "طلائع عصرنا". اما اليوم فباستثناء نائب واحد، (ايتان بروشي) فإن نواب الحزب يبتعدون عن قيمة الاستيطان.
يخيل أحيانا أن المعسكر الصهيوني يتنافس مع ميرتس على اصوات الجمهور. وبالفعل، فالكتلة تضم نوابا مكانهم الحقيقي في ميرتس؛ فهم يشدون الحزب يسارا، وبأكبر قدر ممكن. وليس صدفة أن الأصوات تنتقل من المعسكر الصهيوني إلى حزب "يوجد مستقبل" برئاسة لبيد. 
وبالنسبة للاعتذار من سكان "بلدات التطوير"، فقد أطلقه ايهود باراك ولكنه كان مصطنعا: إذ لم يكن له تواصل عملي. وينبغي أن يضاف إلى ذلك التصريحات التي تستخف بسكان البلدات البعيدة عن المركز. مثلا، ان اصواتهم تعطى لليكود رغم أن حكوماته أثقلت عليهم العبء. هكذا تم التلميح لجمهور واسع بانه "مجرور" وعديم كل تفكير ذاتي ومستقل. وإلى اين اختفى الاشتراك الديمقراطي؟ هذا المجال القيمي على أي حال يمثله بتميز النائب ايتسيك شمولي، وربما أيضا بعض من زملائه. 
وحتى لو كان بخلاف الاستطلاعات، سينتعش المعسكر الصهيوني في الانتخابات القادمة، وهو محب للحياة، يجدر به ان يتعمق في حساب عسير للنفس، والا يواظب على عمليات الاطاحة المتوالية لزعمائه.