Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jan-2017

شروط نتنياهو :كـلام مـجانيـن! - صالح القلاب
 
الراي - عندما يستقوي بنيامين نتنياهو بوصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، بكل «ما كان» يحمله من أفكار وتصورات وتوجهات وبخاصة بالنسبة للصراعات المصيرية في الشرق الأوسط وأخطرها الصراع العربي – الإسرائيلي، ويوجه هذه الشروط «الإملائية» التي وجهها إلى السلطة الوطنية الفلسطينية فإنه يؤكد أنه لم يقرأ إلا خرافات ما أعتبره تاريخ هذه المنطقة التي مرَّ عليها غزاة كُثر وبقوا فيها أضعاف عمر الدولة الإسرائيلية لكنهم في النهاية إضطروا للمغادرة الأبدية وهم يحملون معهم الأوهام التاريخية التي جاءوا بها إلى فلسطين كمبرر لحروبهم البربرية.
 
هل يعقل يا ترى أنْ تصل «العنجهية» برئيس وزراء إسرائيل، الذي أصبحت تهم الفساد تمسك بعنقه كما مسكت بأعناق مسؤولين إسرائيليين سابقين، بأن يعرض على أهل البلاد.. أهل فلسطين كلها من البحر إلى النهر شروطا لإعادة المفاوضات مع السلطة الوطنية الفلسطينية بصيغة «إملائية» أولها :»الإعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي» وثانيها :»إستمرار السيطرة الإسرائيلية الكاملة على جميع المناطق ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط.. هذان المبدآن الأساسيان اللذين لا يمكن التنازل عنهما للتفاوض حول إتفاق السلام»!!. 
 
إنه لا يمكن أن تصدر هذه «الإملاءات»، التي سارعت السلطة الوطنية الفلسطينية إلى وصفها بأنها «تافهة ولا تستحق الرد» إلاَ عن إنسان إما أنه أهوج ومصاب بلوثة عقلية وأنه يعاني من هلوسات جنونية بالفعل أو أنه لم يقرأ تاريخ هذه المنطقة قراءة جيدة وأنه لم يعرف من هذا التاريخ سوى أن قبيلة ليست بدوية وإنما بدائية عبرت البحر الأحمر هروبا وتاهت في صحراء سيناء وغيرها لفترة طويلة ثم مرت بطرف فلسطين مروراً عابراً وغادرتها كما أنها ستغادرها أيضاً هذه المرة وسواء أطال الزمان أم قصر!!.
 
لقد كان ضرورياً أن يكون الرد على بنيامين نتنياهو هو هذا الرد عندما تكون شروطه على أهل البلاد الفلسطينيين هي هذه الشروط التي يبدو أنه أطلقها وهو «ثمل» بخمرة وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وهو يحمل أفكاراً وتصورات سيضطر قريباً إلى التخلي عنها لأنها ليست في مصلحة دولة كالولايات المتحدة الأميركية.
 
كان على بنيامين نتنياهو، هذا الذي يبدو أنه لم يقرأ في حياته إلاً كتاب والده :»مكان تحت الشمس»، أن يعرف أنَّ «الفرنجة» – «الصلبيين» كانوا قد إحتلوا فلسطين ذات يوم بعيد كهذا الإحتلال الإسرائيلي لها الآن لكنهم في النهاية إضطروا إلى الرحيل عنها هرولة لا يلوون على شيء.. وهذا بالتأكيد ما سيحصل مع الإسرائيليين طالما أنهم يُقادون من قبل أناسٍ وصلت بهم «العنجهية» السياسية ووصل بهم الجنون إلى هذا المستوى المفزع.
 
ثم وكان على بنيامين نتنياهو، قبل أن يقول هذا الكلام الذي قاله، أن «يتذكر» أن المستعمرين الفرنسيين كانوا قد إعتبروا الجزائر جزءاً لا يتجزأ من فرنسا لكنهم ما لبثوا أن إضطروا إلى الرحيل عنها ودماؤهم تنزف وهم يجرون ذيول الخيبة تحت ضغط الشعب الجزائري العظيم الذي أطلق ثورة مظفرة هي ثورة المليون ونصف المليون شهيد الباسلة... إن هذه هي حقائق التاريخ التي يجب أن يتوقف عندها «العقلاء» الإسرائيليون إنْ هم أرادوا أن يعيش شعبهم في هذه المنطقة على المدى الطويل... إنّ هذا الكلام الذي قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي إما أنه كلام مجانين أو أنه كلام من لا يعرف تاريخ هذه البلاد التي مرَّ بها غزاة ومحتلون كثر لكنهم في النهاية ما لبثوا أن خرجوا منها مهزومين وتركوها لأهلها.. الذين هم «أجداد» هؤلاء الفلسطينيين .