Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

فرنسا: لا يمكن حل أزمة سورية إلا عسكريا
 
عواصم - في تصريح غير متوقع يخالف المواقف العلنية لمعظم الأطراف المعنية بتسوية الأزمة السورية، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، أن هذه القضية لا يمكن حلها إلا بطريقة عسكرية.
وقال لودريان، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني، زيغمار غابرييل، أمس، عقب محادثاتهما في برلين: "إن الأزمة في سورية لا يمكن حلها إلا بطريقة عسكرية".
وأشار لودريان في الوقت ذاته إلى أن "من الضروري أيضا إعداد حل سياسي"، مضيفا: "فرنسا تعتبر أن الحل السياسي المؤقت يحتاج إلى الالتزام بنظام وقف إطلاق النار ونأمل في توسيعه".
ولفت وزير الخارجية الفرنسي في الوقت ذاته إلى أن الحل السياسي بعيد الأمد في سورية يجب العمل على تحقيقه في إطار مفاوضات جنيف.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات تجري في وقت تصر فيه كل من روسيا والولايات المتحدة والأطراف الخارجية الأخرى المتورطة في الأزمة السورية على أن لا حل لها إلا سياسيا، رافضة على الإطلاق الدعوات لإنهائها بسبل عسكرية، وذلك في موقف أكد الالتزام به مرارا سلف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي السابق، جان مارك إيرولت. 
يذكر أن لودريان، وهو وزير الدفاع الفرنسي السابق في فترة حكم الرئيس فرانسوا هولاند، تولى منصب وزير الخارجية في 17 الشهر الحالي، بتعيين من الرئيس الفرنسي الجديد، إيمانويل ماكرون.
وفي باريس، ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن إعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق التي اغلقت في 2012 "ليست على جدول الأعمال".
وأضاف المصدر أن "إعادة فتح سفارتنا ليست على جدول الأعمال" في وقت أشارت صحيفة "الحياة" إلى أن الرئيس ايمانويل ماكرون ينوي العودة عن هذا القرار.
وكانت حكومة الرئيس اليميني نيكولا ساركوزي امرت باغلاق السفارة الفرنسية في آذار(مارس) 2012 تنديدا بـ"فضيحة" قمع نظام دمشق الدامي للاحتجاجات التي بدأت في 2011.
وبعد الاعتداءات التي شهدتها فرنسا في 2015 باتت مكافحة تنظيم داعش الذي توسع في العراق وسورية اعتبارا من 2014 من الاولويات.
لكن الموقف الرسمي بقي انه "لم يعد ممكنا لبشار الاسد ان يكون جزءا من مستقبل سورية". والشهر الماضي نشرت باريس تقريرا استخباراتيا اتهم النظام السوري بانه مسؤول عن آخر هجوم بالاسلحة الكيميائية اوقع 88 قتيلا في خان شيخون في الرابع من نيسان(ابريل).
وخلال حملته قال الرئيس ايمانويل ماكرون إن مكافحة تنظيم داعش أولوية لكنه لم يعلن موقفا من مصير الرئيس السوري.
غير انه رحب بالضربات الأميركية ردا على هجوم خان شيخون.
واعتبرت موسكو مؤخرا على لسان سفيرها في باريس الكسندر اورلوف انه يبدو ان ماكرون "أكثر تصميما" للعمل مع موسكو في الملف السوري.
وسيستقبل ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يعتبر الحليف الرئيسي لدمشق، الاثنين المقبل في فرساي قرب باريس.
وكان قرار اغلاق السفارة الفرنسية تعرض لانتقادات من انصار انتهاج سياسة "براغماتية" مع النظام السوري باعتبار انه يحرم باريس مصادر استخباراتية مهمة. وفي الأمم المتحدة، عبر المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا أمس عن ثقته التامة بإمكانية انعقاد جولة سابعة من محادثات السلام السورية في حزيران (يونيو) في جنيف.
وقال في تقريره إلى مجلس الأمن الدولي عن الجولة السادسة التي انتهت الجمعة ان "جميع الاطراف أبدت تقبلا لفكرة أن تدعو الأمم المتحدة الى جولة سابعة نامل بانعقادها في حزيران (يونيو)".
وعقدت جولة سادسة من محادثات السلام السورية برعاية الأمم المتحدة وانتهت الجمعة بدون تقدم حقيقي.
وتخلل الجولة أربعة أيام من المحادثات غير المباشرة في جنيف بين وفد دمشق برئاسة السفير لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، والهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة.
والتقدم الوحيد الملموس فقط تمثل في محادثات اجراها مسؤولون في الأمم المتحدة مع خبراء حكوميين من جهة، والمعارضة من جهة أخرى، لمعالجة "القضايا القانونية والدستورية".
واضاف دي ميستورا "للمرة الأولى، حصلنا على موافقة جميع الأطراف ليناقشوا معنا على مستوى الخبراء"، مشيرا إلى "مرحلة جديدة في الاعداد لمفاوضات حقيقية".
وكرر في هذا الصدد أن اجتماعات الخبراء "لم يكن هدفها ان تحل محل المفاوضات الرسمية"، وأن الأمم المتحدة "لا تسعى إلى صياغة دستور سوري جديد في جنيف".
وقال "لم نفعل سوى التمهيد للحظة التي سيقوم فيها السوريون بذلك".
وفي الاجمال، تم عقد ست جولات من المحادثات غير المباشرة منذ 2016 على ضفاف بحيرة جنيف بدعوة من دي ميستورا، من دون أن تتوصل الى وسيلة لإنهاء النزاع.
وخلال اكثر من ست سنوات، قتل في هذه الحرب أكثر من 320 ألف شخص، كما نزح أكثر من نصف السوريين من منازلهم إضافة إلى تدمير الاقتصاد والبنى التحتية للبلاد.-(وكالات)