Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2018

"حظر الأسلحة الكيميائية" تبدأ عملها بدوما

 

دمشق- بدأت بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية امس عملها في مدينة دوما، للتحقيق في تقارير عن هجوم كيميائي مفترض اتهمت دمشق بتنفيذه، وشنت دول غربية على إثره ضربات غير مسبوقة ضد أهداف عسكرية للنظام قرب العاصمة وفي وسط سورية.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن توجيه الغرب ضربات جديدة ضد سورية سيحدث "فوضى" في العلاقات الدولية، فيما أعلنت واشنطن أنها ستفرض عقوبات جديدة على موسكو على خلفية دعمها لدمشق.
وبعد ساعات من توجيه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فجر السبت ضربات دمرت ثلاثة مواقع يشتبه أنها مرتبطة ببرنامج السلاح الكيميائي السوري، تقدّمت الدول الثلاث بمشروع قرار الى مجلس الأمن يتضمن إنشاء آلية تحقيق جديدة حول استخدام الاسلحة الكيميائية.
وفيما أشادت واشنطن بالضربات معتبرة أنها حققت "أفضل" نتيجة ممكنة، قللت كل من السلطات السورية وفصائل المعارضة من تداعياتها، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان المواقع المستهدفة تم اخلاؤها قبل الضربات.
وبعد ساعات من هذه الضربات، أعلنت منظمة حظر الأسلحة على موقع تويتر وصول فريق تقصي حقائق الى دمشق ظهر السبت تمهيداً للتحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض في دوما الذي ادى الى مقتل أربعين شخصاً، وفق مسعفين وأطباء محليين. واتهمت الدول الغربية دمشق بارتكابه باستخدام غازي الكلور والسارين.
وليس معروفاً حتى الآن ما اذا كان الفريق توجه الى دوما ليبدأ عمله الميداني، كما كان اعلن مسؤول سوري.
وقال معاون وزير الخارجية السورية أيمن سوسان لفرانس برس "سندعها (البعثة) تقوم بعملها بشكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط".
وبعد نحو ثلاث ساعات من دخوله اليه، شاهدت مراسلة فرانس برس نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مغادراً الفندق الذي يقيم فيه وفد المنظمة من دون الإدلاء باي تصريح.
وعادة ما يبدأ المحققون عملهم بلقاء المسؤولين، لكن الاجتماعات تعقد خلف الأبواب المغلقة، كما يفرض الطرفان تعتيماً اعلامياً على مسار عمل وفد المحققين.
وطوال سنوات النزاع السوري، نفت دمشق استخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكدة أنها دمرت ترسانتها في 2013 بموجب قرار اميركي روسي، ما جنبها ضربة كانت تهدد بها واشنطن اثر اتهامها بهجوم كيميائي اودى بحياة المئات قرب دمشق.
وتعهدت المنظمة في بيان السبت بأن يواصل فريقها مهمته "لإثبات الحقائق".
وتواجه البعثة مهمة صعبة في سورية بعدما استبقت كل الأطراف الرئيسية نتائج التحقيق، بما فيها الدول الغربية. وتتعلق المخاطر أيضاً باحتمال العبث بالأدلة في موقع الهجوم المفترض في دوما التي دخلتها قوات شرطة روسية وسورية.
ويقول رالف تراب، عضو ومستشار بعثة سابقة للمنظمة الى سورية، إن إزالة الأدلة من الموقع هي "احتمال يجب أخذه دائماً في الاعتبار، وسيبحث المحققون عن أدلة تظهر ما اذا كان قد تم العبث بموقع الحادث".
وبعد ساعات من الضربات الغربية، أعلنت دمشق سيطرتها بالكامل على الغوطة الشرقية بعد اجلاء آخر مقاتلي جيش الاسلام من دوما بموجب هجوم عنيف بدأته في 18 شباط/فبراير وتسبب وفق المرصد السوري بمقتل 1700 مدني.
وأشادت افتتاحيات الصحف السورية امس بتصدي الدفاعات الجوية السورية لما وصفته بـ"العدوان الثلاثي" بعدما اعلن الجيش انها تصدت لنحو "مائة وعشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها... وأسقطت معظمها".
وكتبت صحيفة الوطن "خرجت دمشق من العدوان الثلاثي عليها أكثر قوة، وبات الرئيس الأسد اليوم أكثر من أي وقت مضى، زعيماً عربياً وأممياً".
أما الرئيس الأميركي فأشاد بالضربة معتبراً أنها تمت "بشكل مثالي"، وكتب على تويتر "المهمة انجزت"، في عبارة أثارت انتقادات كونها ذكّرت باعلان الرئيس الاميركي الاسبق جورج دبليو بوش السابق لأوانه الانتصار في الحرب في العراق في 2003.
أما ترامب فدافع عن خياراته بالقول "شعرت بأنها عبارة عسكرية رائعة ويجب احياؤها".
ومنذ ورود أول التقارير حول الهجوم الكيميائي، يشهد المجتمع الدولي توتراً بين موسكو والدول الغربية.
ودان الرئيس السوري بشار الأسد  امس "حملة من التضليل والأكاذيب في مجلس الأمن" الدولي.
وحذر بوتين امس خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني حسن روحاني انه "اذا تكررت افعال مماثلة في انتهاك لميثاق الامم المتحدة فان هذا سيحدث دون شك فوضى في العلاقات الدولية".
واعتبر الرئيسان ان "هذا العمل غير القانوني يلحق ضررا بالغا بامكانات التوصل الى تسوية سياسية في سورية".
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية بدورها أن لا ضربات جديدة مرتقبة ضد سورية، فيما قالت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن بلادها "مستعدة للتحرك مجدداً" في حال تكرر استخدام المواد الكيميائية.
وردا على سؤال لشبكة سي بي اس، قالت هايلي "سترون ان العقوبات على روسيا وشيكة"، مشيرة الى "ستستهدف مباشرة كل انواع الشركات التي تهتم بمعدات مرتبطة بالاسد واستخدام اسلحة كيميائية".
واثر العملية العسكرية، شدد المسؤولون الغربيون على أن الضربات يجب أن يعقبها دفع جديد للجهود الدبلوماسية من أجل تسوية النزاع الذي دخل عامه الثامن.
دوما: مهاجمة قافلة بعد إجلائها
قتل طفل يبلغ من العمر 14 عاماً السبت باطلاق مسلحين موالين للنظام الرصاص على قافلة تقل مقاتلين ومدنيين بعد إجلائهم من مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشهدت مدينة دوما خلال الأسبوع الماضي عملية إجلاء مقاتلي فصيل جيش الاسلام ومدنيين منها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "بعد الغارات الغربية، استهدف مقاتلون موالون للنظام السوري السبت القافلة التي تقل مقاتلين ومدنيين من مدينة دوما وهي في طريقها" إلى منطقة الباب التي تسيطر عليها فصائل موالية لأنقرة في شمال البلاد.
وأوضح أن اطلاق النار حصل عند الطريق السريع بين حمص والسلمية في ريف حماة (وسط)، مشيراً إلى أنه أسفر عن إصابات في صفوف الركاب، وتوفي الطفل لاحقاً متأثراً بجروحه.
واعتبر عبد الرحمن أن اطلاق النار جاء "كرد فعل انتقامي على الضربات الغربية".
وقال ركاب في القافلة لوكالة فرانس برس أن ثلاثة أشخاص من عائلة الطفل اصيبوا أيضاً في اطلاق النار.
وهذه ليست الحادثة الأولى من هذا النوع، اذ تعرضت قوافل عدة خرجت في اطار عمليات الاجلاء من الغوطة الشرقية خلال أكثر من ثلاثة أسابيع لاطلاق نار او رشق بالحجارة.
وتعرضت قافلة كانت قد غادرت الغوطة الشرقية في الأول من نيسان/ابريل لاطلاق نار أسفر عن اصابة ستة أشخاص بجروح، وفق المرصد.
طرد "داعش" من جنوب دمشق
بعد استعادة الغوطة الشرقية، تتوجه أنظار قوات النظام السوري إلى أحياء في جنوب دمشق لا يزال يتواجد فيها تنظيم "داعش"، أبرزها مخيم اليرموك، ما يمهد الطريق أمامها للسيطرة على كامل العاصمة.
شهدت دمشق في 2011 اولى التظاهرات ضد النظام السوري وسرعان ما جرى قمعها.
ومع تحول الاحتجاجات الى نزاع مسلح في 2012، وصلت المعارك الى العاصمة، وتمكنت الفصائل المعارضة من السيطرة على أحياء في جنوبها وشرقها.
وخلال العامين 2017 و2018 واثر اتفاقات إجلاء أتت بعد حملات عسكرية، انسحب المقاتلون المعارضون من الأحياء الشرقية.
ولم يبق سوى مئات العناصر من تنظيم "داعش" يسيطرون على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وأجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن، وحي القدم.
واستغل التنظيم المتطرف الشهر الماضي انشغال قوات النظام بالغوطة الشرقية ليسيطر على حي القدم بعد انسحاب مقاتلي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) منه ومن مخيم اليرموك المجاور.
تسعى قوات النظام حالياً وبعد انتصارات عدة حققتها بدعم روسي إلى ضمان أمن دمشق، بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.
وأرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية الى محيط الأحياء الجنوبية تمهيداً لعمل عسكري ضد تنظيم "داعش". وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن "المقاتلين الفلسطينيين سيكونون في مقدمة أي هجوم عسكري ضد مخيم اليرموك".-(ا ف ب)