Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Oct-2018

المنعطف الخطير : والوقفة الضرورية!!* صالح القلاب
الرأي - 
حتى لا نكون كرهبان بيزنطة وعلمائها الذين بينما كان السلطان العثماني محمد الفاتح يدك أسوار مدينتهم بـ»المنجيق»، في حين أن جنوده كانوا يحاولون إرتقاء أسوار مدينتهم القسطنطينة (إسطنبول) الحالية، كانوا ينهمكون في ما إذا كانت الملائكة ذكوراً أم إناثاً وما إذا كانت الدجاجة قد وجدت قبل البيضة أم أن البيضة وجدت قبلها وحقيقة أن الكثير مما نسمعه ونقرأه في بعض صحفنا الخفيفة الوزن وفي وسائل الإتصال الإجتماعي المعيبة وفي بعض الفضائيات والإذاعات المخجلة إذا لم نضع حداًّ له وبسرعة وبكل جرأة فإننا ذاهبون إلى مصير مخيف ومرعب وأن بلدنا الجميل، حماه الله، سيكون مصيره كمصير هذه الدول التي نراها حولنا والتي تحولت مدنها وعواصمها إلى أكوام من الأتربة والحجارة وأصبح أهلها إما في المقابر الجماعية وإما مشردين تُغلَقُ في وجوههم أبواب الكثير من دول الكرة الأرضية...لقد طفح الكيل بالفعل ولم يعد هناك مجال للسكوت على هذا الذي يجري كله وبات من الضروري وبسرعة إستحضار بيت الشعر القائل وقائله الشاعر العربي الكبير (أبو تمام):
 
السيف أصدق إنباءً من الكتب
 
في حده الحدّ بين الجد واللعب
 
عندما تحاصر بلدنا كل هذه الأزمات وكل هذه الحروب من كل جانب وعندما تقرَعُ أبواب المملكة الأردنية الهاشمية كل هذه المآسي والتحديات أليس المفترض أن نُنَحيِّ صغائرنا و»ولْدناتنا»جانباً وأن نقدم الأساسي على الثانوي وأن نكون على قلب رجل واحد، الذي هو، من نعمة الله علينا، عبدالله الثاني ابن الحسين الذي بقيَ، ومنذ أن تسلم الأمانة، يعض على الجرح وبقي يتحمل ما لم تتحمله رواسي الجبال وبقي ينتظر أن يعود التائهون إلى الطريق الصحيح ويعود المصابون بلوثات في رؤوسهم إلى عقولهم ولكن ثبت أن البعض، وهم أكثر من الهموم على قلوب أبناء شعبنا الطيب، قد أوغلوا في دروب الخطيئة بعيداً وأن الأمور بالنسبة لهم أصبحت:»فالج لا تعالج» وأنه لا بد من وضع الكلام الناعم جانباً واللجوء إلى القوة الزاجرة.. وأنه إذا إقتضى الأمر لا بد من نصب أعواد المشانق وفتح أبواب السجون..فقد جاء في كتاب الله العظيم: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».
 
إنه لم يعد هناك مجال لتحمل كل هذا الإنفلات وكل هذه الفوضى الأخلاقية وكل هذا التسيب وكل هذا التطاول حتى على القامات المرتفعة وأيضاً كل هذا التعدي على كرامات خيرة الأردنيين فالأمور تجاوزت كل الحدود وبلدنا هذا، الذي بناه الجدود والآباء كما يحفرون الصخر بأظافرهم، أصبحنا نخشى عليه من الإنهيار لا سمح الله وأصبحنا نضع أيدينا على قلوبنا من أن تصيبه هذه العدوى المرعبة التي أصابت بعض الدول الشقيقة القريبة والبعيدة.
 
لقد قلنا مبكراً لا بل وقد طالبنا بضرورة أن تكون هناك وقفة جدية عند هذا المنعطف الخطير فهناك، وهؤلاء كثرٌ، قد تجاوزوا كل الحدود وأمعنوا بعيداً في تطاولهم وفهموا التسامح على أنه ضعف وأعتبروا الديموقراطية على أنها فوضى وهذا كله قد رافقه إنهيار أخلاقي فأصبح السكوت مصائب فعلية تهدد الأردنيين بإستقرارهم وبأمنهم وأمانهم وتهدد بلدنا، المملكة الأردنية الهاشمية، وبصراحة بوجوده وبقائه... لا سمح الله ...لا سمح الله وعليه فالآن ومرة أخرى لا بد من وقفة جادة عند هذا المنعطف الخطير ووضع حدٍّ ولو بالقوة الزاجرة لكل هذه الفوضى ولكل هذا الإنحراف وكل هذا التطاول على قيمنا وعلى رموزنا وإن للصبر حدوداً ويقيناً أن صبر الأردنيين قد بدأ ينفد والآن بات يجب وضع حد لكل هذا الإنحراف وبسرعة..