Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-May-2017

تقرير إخباري: ترامب في مواجهة الرحلات الرئاسية الصعبة

 

واشنطن - عادة يختار غالبية الرؤساء الأميركيون للقيام بأول زيارة لهم إلى الخارج بلدا قريبا مثل كندا أو المكسيك. لكن دونالد ترامب قرر القيام بجولة صعبة مع جدول أعمال مكثف تستمر 8 أيام وتشمل 5 دول.
وتتضمن الرحلة المكثفة للرئيس البالغ 70 عاما 6 محطات ستكون بمثابة اختبار لإدارته، وقد تزيد من إنهاك طاقمه.
وتبدو هذه الرحلات بالنسبة الى المارة الذين يلتقطون صورا للموكب الرئاسي وهو يعبر شوارع خالية في عواصم أجنبية أمرا ممتعا، لكن خلف الكواليس، هي عبارة عن سباق مليء بالتوتر والدموع والحرمان من النوم بسبب اختلاف التوقيت.
وإذا كان ترامب يبحث عن متنفس بعيدا عن الفضائح المتلاحقة التي تعصف بالبيت الأبيض، فإن الرحلات الخارجية سوف تقدم له تغييرا في المشهد، لكن لوقت قصير.
فالايقاع لا يهدأ، والمخاطر السياسية لا يمكن ان تكون أعلى مما هي عليه الآن.
ويقول نيد برايس، المتحدث السابق باسم مجلس الأمن القومي في عهد باراك أوباما، "ما يجعل الأمر صعبا بشكل خاص هو أنه، افتراضيا، كل ثانية من وقت الرئيس وكل خطوة يأخذها يجب التخطيط لها بدقة".
حتى قبل أن تطأ قدما ترامب مدرج المطار في السعودية بعد رحلة طويلة على متن الطائرة الرئاسية، يكون العرض قد بدأ.
وكما اكتشف أوباما ذلك بعد اختبارات صعبة، فإن كل شيء بدءا من اختيار سلم الطائرة يمكن أن يتحول إلى مشكلة على مستوى الرئاسة.
ففي أيلول (سبتمبر) الماضي، عندما لم يتمكن رجال الجهاز السري المرافقون للرئيس في هانغجو في الصين من إيجاد مشغّل يتحدث الإنكليزية للسلم الخاص بالسجادة الحمراء، تم الطلب من أوباما الخروج من السلم الخاص بالطائرة.
ويومها جاء الاحتجاج سريعا من المرشح ترامب الذي رأى في الأمر إهانة، وقال "إنهم لا يعطونه حتى سلما مناسبا لينزل من الطائرة. هل ترون ذلك؟".
وتابع "علي أن أخبركم بأنني لو كنت مكانه فسوف أقول، أتعرفون يا رفاق، أنا أحترمكم كثيرا لكن أقفلوا الأبواب ودعونا نرحل من هنا".
لكن بعد انتهاء رحلته إلى السعودية وإسرائيل والأراضي الفلسطينية والفاتيكان وبروكسل وصقلية، قد يصبح ترامب أكثر تفهما.
وبطريقة أو أخرى، يمكن اعتبار أن رحلة ترامب قد بدأت، إذ أن هناك كتيبة من المسؤولين من موظفي البيت الأبيض والجهاز السري المكلف حماية الرئيس والعسكريين ومجلس الأمن القومي يتابعون منذ شهر كل تفاصيل الزيارات.
ويناقش المسؤولون عن البروتوكول أدق الأمور مثل أي علم يتقدم على الآخر، كما ويجوب أطباء الرئيس المستشفيات لطلب تأمين مرافق في حال حدث ما لا ليس بالحسبان.
والهدف هو التأكد من القدرة على حل أي مشكلة لوجستية قد تطرأ قبل هبوط الطائرة الرئاسية التي تعج بالمساعدين ورجال الجهاز السري والصحفيين وحتما الرئيس. وهناك طائرتان ترافقان الطائرة الرئاسية واحدة مدنية تنقل الموظفين وأخرى عسكرية تحمل كل شيء من المنبر إلى سيارة الليموزين الرئاسية.
ويتضمن يوم نموذجي للرئيس خلال زيارة إلى الخارج حفل استقبال ولقاءات ثنائية واجتماعات قمة تتناول كل شيء من التجارة إلى الأمن، والتقاط صور تذكارية حفلا وعشاء عمل.
وعلى الرئيس أن ينجح في إيصال رسالته في كل خطوة، وان يحدد "المطالب" ويؤمن "تحقيقها" إضافة إلى تمرير الصفقات.
ويكشف رجال الجهاز السري على الغرف التي يتواجد فيها الرئيس بدقة. أما السياسيون غير المرحب بهم فيتم إبقاؤهم على مسافة محددة.
وعلى الطاقم أن يعمل "وفق توقيت الرئيس وتوقيت واشنطن"، مع ما يعني ذلك من مصاعب ناشئة عن اختلاف الوقت وصعوبة التواصل، بحسب ما تقول لورين ديجونغ شولمان التي عملت أيضا في إدارة أوباما.
وسوف يواجه ترامب نفسه تحديا آخر يتمثل ببعده عن طاقمه ومصادره المعتادة للمعلومات.
وكتبت شولمان في تغريدة "بالنسبة إلى رجل معتاد على مشاهدة قنوات التلفزيون الإخبارية طوال النهار، فإن الرحلة الرئاسية الخارجية سوف تحرمه من ذلك".
بالرغم من الجهود المبذولة لتأمين كل شيء، فهناك أمور طارئة قد تحدث.
ويقول برايس "كل شيء من ميكروفون إلى هفوة بروتوكولية سوف تكون لها نتائج مضخمة عندما يكون الرئيس على أرض أجنبية".
وكأن المشاكل اللوجستية لا تكفي، فإن المزالق السياسية حاضرة لدى إلقاء خطاب عن الإسلام في السعودية، أو التحدث عن خطة السلام في الشرق الأوسط.
وتصيب الرحلة المكثفة بعض طاقم الرئيس بالذعر.
واعترف العديد منهم في مجالس خاصة أنهم سعداء بأنهم غير مشتركين في تصحيح عثرات إدارة ترامب على بعد آلاف الأميال شرقا وفي ظروف أكثر ضغطا.-(ا ف ب)