Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2018

توثيق الدور الوطني بالدفاع عن القدس و فلسطين - د.ابراهيم الهنداوي

الراي -  في ظل الظروف الحالكة التي يمر بها عالمنا العربي وإلإسلامي من خريف عربي ادمى القلوب هما وحزنا واتى على مقدرات العديد من بلداننا العربية بحروب عبثية كان بيدقها وهمها تقسيم المقسم وتفتيت المجزأ وبث الفتنة والطائقية بنسيح الوطن العربي الواحد الذي آمنا به وطنا عربيا واحدا دعت اليه ثورة العرب الكبرى وعملت ضده دول استعمارية كبرى في اجهاضه، ورسم حدوده ككنتونات عرقية واثنية واهنة وبلقنة يسهل السيطرة عليها بدءا بوعد بلفور و ليس انتهاء بالربيع العربي الذي سعى للفوضى الخلاقة التي أريد بها تفتيت الأوطان العربية من الداخل على ايدي ابنائها الذين غرر بهم و بقناعاتهم لطمس حقوق الشعوب باوطانها طمعا بنا وبمقدساتنا كيف لا وهذه قبلة العرب والمسلمين الاولى ومسرى خير الأنام عليه الصلاة والسلام تنوء بابصارها ودعوات مسلميها ومسيحييها ان لا تسلب من قبل محتلها او من رعاة منشئيها وداعميها و من خلال هجمة استيطانية تسعى لتهويد القدس وتهجير اهلها في هجمة لم تعرف البشرية سابقة كمثلها..

ومما دعاني لكتابة هذه السطور الوضع الحالي لمدينة القدس وايضا الدعوة التي اتتني من لدن وزارة الثقافة الأردنية ونفر من الهامات الوطنية للإسهام بمشروع وطني يسعى للإضاءة على دور العشائر الأردنية بالدفاع عن فلسطين و عن اسمى وحدة وطنية صهرتها العروبة والوجدان والمصير المشترك والتي مازالت نابضة بعروق كل عربي ومسلم ليوم الدين، فكانت عزيمتي بقدر ألمي وخوفي على قدس الأقداس من عوصمة واستيطان وتهجير اهلها و التي قامت الجامعة العربية بالتحذير منه بكلمات سوريالية لم تضع النهج الحقيقي لمنعه من خلال تضحيات جسام تترجم نهجا، تمنع به العوصمة والإحتلال ومن خلال مبدأ التضحية و المقاطعة وقطع العلاقات من قبل عالم اسلامي لمن يعمل او يتجرأ على قدسنا وتسعى ان تحذر غير النادمين بل والمعتزين ببلفور ووعده بهكذا مقاطعة (وهي ابسط الإيمان)، و بما يرجع الصوابية لهذا الغي المقيت والظلم المحيق لمليار مسلم قبلتهم الأولى وعاصمتهم الأخيرة هي القدس، مسرى نبينا وقبلتنا الأولى، فذهبت ابحث بين ادراج مكتبتي ومن خلال ارشيفها وبما تحتويه من عظيم إرثي لوثائق تاريخية تضيء لي درب و صوابية الدفاع عن القدس وفلسطين من قبل الأوائل والذين ما انفك ابناؤهم والى يوم الدين بمناصرة القدس وحريتها كعاصمة للامة الإسلامية جمعاء ترسيخا وتوثيقا لهكذا مشروع، قد يسهم يوما ما بسند تاريخي يعظم مبدأ تضحيات الآباء والأجداد بالدفاع عن كينونتها و عروبتها، عسى ان تكون لنا نبراسا ومحفزا وللاجبال القادمة بان هذا الحق المسلوب خلسة هو حقنا ووطن كل مسلم وعربي لا يحق لاي كان ان يفاوض عليه او يقدم التنازلات بشأنه، وكيف لا وها هو قاسم الهنداوي الذي كان صوت الشعب الأردني وضميره في المجلس التشريعي الثاني عام 1931 ،وزملاؤه من الهامات الوطنية التي فازت بالإنتخابات الديمقراطية الحقيقية عن (لواء عجلون ) المرحوم الشيخ ناجي العزام ومحمد سعد البطاينة وسلطي الإبراهيم (حيث كان الإعلام والصحافة العربية والأردنية آنذاك تنشر مداولات هذا المجلس العتيد والذي كان معبرا عن طموحات وآلام شعبه خير تعبير والذي اشاد به المهاتما غاندي بحسن ديمقراطيته) حيث ألقى خطابا شاملا كانت قد نشرته جريدة القدس الفلسطينية في 11 اب 1932 ويحمل الرقم (237 (بعنوان الصهيونية والدفاع عن البلاد في خطاب قاسم بك الهنداوي والمؤلف من ثلاث صفحات كلمة لا مجال لسردها كاملة الان ركز فيه على اطماع الحركة الصهيونية بالبلاد العربية حاثا اخوانه الأفاضل على الفداء والتضحية، ووجه الكلام الى الهامات الوطنية انذاك من رفاقه ارفيفان باشا المجالي والشيخ ماجد العدوان والشيخ حسين الطراونة وغيرهم والذين يشاركونه المبدأ ذاته في الدفاع و التضحية حاثا ذاته واياهم على النهوض والجهاد عن عروبة فلسطين ومحذرا من الأطماع الصهيونية في ارض فلسطين والقدس، وبذل الغالي والنفيس اسوة بسلطان باشا الأطرش وحمد بك البربور في معركة تل المزرعة وخلقي باشا وغيرهم من القادة العظام الذين ضحوا في سبيل امتهم العربية والذي كان الحسين بن علي رحمه االله نبراسا لهم في التضحية والفداء.
 
فهذه العشائر التي قرأت كتاب فلسطين وكتاب العروبة بمنهج بلاد العرب اوطاني من النيل لبغداد انبتت المجاهد الشيخ نجيب البطاينة الذي شارك عمر المختار ثورته على المستعمر المحتل لليبيا واستشهد ودفن فيها وهذه العشائر والتي كانت مضافاتها تؤوي وتستقبل الأحرار العرب وعلى رأسهم زعيم الثورة السورية سلطان باشا الأطرش من جلاده و مستعمره الفرنسي ابان الثورة السورية وتقدم لهم الملجأ والمأوى (وقد ولد لسلطان باشا ابنة في مضافة الهنداوي التي انشئت عام 1885 (هي نفسها العشائر التي ضحى ابناؤها على اسوار القدس لأنها علمت بنهج ابائها وقرأت ونهلت علمها من كتاب القضية الفلسطينية وعروبتها، وهؤلاء ابناء العشائر الأردنية التي تعلمت من كتاب القضية الفلسطينية ونهج الحسين بن علي والمرحوم الملك فيصل تفدي بارواحها اسوار القدس وتمنع سقوطها في حرب عام 1948 .هذا غيض من فيض احببت ان انير على قليله وادعو لهذا المشروع التوثيقي المهم ان يكون عمله مؤسسيا وتوثيقيا يعتمد الحقائق الموثقة من خلال لجنة ينصهر بها مؤرخونا ومن خلال وزارة الثقافة والتربية والثقافة العسكرية واحفاد ابناء تلك العشائر بما يمتلكون من ارث اجدادهم من الوثائق التي توثق لهكذا عمل وطني يكون لعالمنا العربي والإسلامي مرعجعا ومعجما ترتوي الأجيال القادمة بعظيم محتوياته، واالله الموفق.