Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Aug-2014

الإضراب يكسر هيبة المعلم ويجير إرادته*محمد علي الزيود

الراي-اعتقد ان الوضع الراهن واقصد الاقليمي، وما يحيط بالاردن من فوضى مسيسة، يدفعنا الى ضرورة تحمل الضغوطات، والوقوف في صف الوطن، وان لا نكون مع هذه الظروف ضد وطننا، خصوصاً اذا كان من يتخذ قرار الاضراب فئة استأثرت بمجلس النقابة، ومن خلال نسبة اقتراع متدنية، لا تمثل الحد الادنى من صوت المعلم، اضف الى ان هذه الفئة استطاعت التربع على هرم هذه النقابة من خلال خبرة حزبية في كيفية ادارة الحملات الانتخابية ذات الشعارات البراقة، وآلة اعلامية متمرسة في التجييش والتحشيد، وقانون انتخاب بقائمة مغلقة ظالم. ان قرار نقابة المعلمين بالاضراب ما هو الا خط انتاج خلفي لحزب جبهة العمل الاسلامي، وذلك من اجل تأزيم الموقف، والتلويج للدولة والاشارة الى قدرة الحزب على خلط الاوراق.
لقد جاء المجلس الحالي وكما المجلس السابق لنقابة المعلمين الاردنيين، بأغلبية اخوانية استأثرت واستغلت ظروف القانون الانتخابي المشوه، والمتمثل بالقائمة المغلقة، اضف الى ما وضعه حزب جبهة العمل الاسلامي من ثقل خلف مرشحي النقابة آنذاك.. ونحن نعلم حجم الخبرة التي يملكها هذا الحزب في ادارة الحملات الانتخابية.. فجاء مجلس النقابة وبشكل شبه مطلق في ظروف غير عادلة ولا تحقق التمثيل النسبي الحقيقي لجميع التوجهات السياسية، ولم يراع البعد الجغرافي لتوزيع المعلمين، ولم يكن تمثيلاً حقيقياً لجميع شرائح المعلمين، ولم يعبر عن جميع الافكار والاولويات التي تهم المكون الاجتماعي الاردني، بل وساهم في تغييب الطاقات القادرة الراشدة على حمل مثل هذه النقابة العملاقة.
لا اتهم مجلس نقابة المعلمين بالارتهان في قراراته لحزب جبهة العمل الاسلامي، بل ان القائمين على المجلس هم في الاغلبية اخوان، ومن حملة الفكر الاخواني المأزوم والرافض للآخر، والذي يجد من خلال نقابة المعلمين - وهي احدى مظلاته - ممارسة التنفيس عن التأزيم الداخلي وعدم الافصاح عن العقد بالشكل المباشر.
نعم نحن مع تحسين ظروف المعلمين، بل والعمل على اعادة الوضع الذي يليق بهم، بل والعمل على خلق مكانة اجتماعية ومادية تليق بهذه الرسالة السامية، ولكن لا يجوز بأي حال من الاحوال ان تشيع النقابة الفوضى في الاردن، ومن خلال مليون ونصف طالب، اكثر من نصفهم من الاطفال، سيرمى بهم الى الشارع منذ يوم الاحد، حيث بداية الدوام والفصل الدراسي الاول.
اعتقد ان حزب جبهة العمل في هذا الاضراب يبحث عن بيضة النعامة ليضعها في سلته، واعتقد ان هنالك من يدفع باتجاه الاضراب، وبالمقابل يتواصل مع الحكومة عارضاً عليها وساطته وذلك من اجل كسب مواقع متقدمة على الصعيد الشخصي.
اما من الناحية التربوية والسلوكية، اعتقد ان هذا الاضراب المعلن ومع بداية اليوم الاول من الدوام سيؤدي الى مجموعة هائلة من المشاكل، ذات الاثر البعيد المدى، ناهيك عن الاثار المباشرة ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، ان هذا الفعل سيؤدي الى كسر الحواجز ومنذ اليوم الاول ما بين الطالب والمعلم، لأن الاضراب يخلق مجالا خصبا ينفذ من خلال الطلبة، وذلك لتكسير الحواجز مع المعلمين، وسيخلق الاضراب حالة من الاستقواء من قبل الطلبة على المعلمين، وهذا سيؤدي بالنتيجة الى عدم قدرة المعلم على الضبط والربط في مقبل الايام، لان اليوم الاول هو من يحدد الحدود بين الطالب والمعلم، ويرسم ملامح الاستمرار، وعنوان البيئة المدرسية الآمنة.
ومن الناحية الاجتماعية على صعيد المعلمين والمجتمع المحلي، سيؤدي هذا الاضراب الى خلق شرخ كبير بين المعلمين، وسترتفع بورصة التخوين والاتهام، فمن هو ضد الاضراب ولديه وجهة نظر سيتهمه الطرف الاخر بالخيانة والجبن، ومن هو مع الاضراب سيتهمه الطرف الاخر بالخيانة والمزايدة وخذلان الرسالة والوطن.. وهذا سيؤدي الى حالة من التجاذبات ستعصف بجيل كامل، لان ترسبات مثل هذا الفعل لا يمكن السيطرة عليها، وكما قال المثل: (مجنون يرمي حجر الف عاقل ما يطلعه) اضف الى ان هذا الاضراب سيدفع من هم من ضعاف النفوس في المجتمعات المحلية الى الاستقواء على المعلم.