Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Apr-2019

نتنياهو ويوم «الامتحان»!*صالح القلاب

 الراي-كل ما قام به بنيامين نتنياهو من تصعيد، بالغ فيه كثيراً ونَث�'ر الجمر المتقد في شتى الاتجاهات، هو من أجل هذا اليوم و«عند الامتحان يكرم المرء أو يهان» والواضح أن فوزه غير مضمون وإن احتفاظه بـ «كرسيّ» رئيس الوزراء غير مؤكد فهناك منافسون أقوياء ثم وأن المعروف أنه غارق في مستنقع فساد حتى شوشة رأسه كان حديث الإسرائيليين والإعلام الخارجي خلال السنوات الأخيرة.

 
لقد بذل الرئيس ترمب كل ما لديه من إمكانيات لـ «تلميع» نتنياهو وتحسين صورته عند صناديق الاقتراع في هذا اليوم الحاسم وهدفه، هو بدوره، أن تنحاز إليه لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية «أيباك» التي تعتبر أهم وأقوى مجموعات الضغط في الولايات المتحدة فموعد انتخابات الرئاسة الجديدة قد اقترب وهو يعرف أنه إن هو لم يحظ بتأييد مجموعات الضغط الصهيونية فإنه قد لا يعود إلى البيت الأبيض مرة أخرى وعلى الإطلاق.
 
كأن ترمب، مع اقتراب نهاية ولايته الأولى، قد بدأ يتصرف بطريقة «هيستيرية» لإرضاء «أيباك» ومجموعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة وإرضاء أوساط اليمين السياسي في إسرائيل وكانت البداية نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة موحدة لإسرائيل ثم ولأن موعد الإنتخابات الإسرائيلية والأميركية قد إقترب فقد قام بـ «إهداء» هضبة الجولان السورية المحتلة لإسرائيل لـ «بنيامين نتنياهو» تحديداً وهذا مع أن هناك مثلاً يقول: «أعطى من لا يملك إلى من لا يستحق» وهو قد أطلق أيضاً تلك القنبلة السياسية التي عنوانها «صفقة القرن» والتي يشير ما تسرب منها من معلومات إلى أن أقصى ما يمكن تحقيقه بالنسبة للضفة الغربية هو حكم ذاتي «ناقص» وأن الدولة الفلسطينية المفترضة ستقتصر على قطاع غزة.
 
وهكذا فإن كل هذا وغيره قد ذهب به بنيامين نتنياهو إلى صناديق الإقتراع وهو يطلق التصريحات «العنترية» التي أغلب الظن أنها لن تؤثر إلاّ على فئة اليمين الإسرائيلي المتطرف فالمرشحون الآخرون لديهم هم أيضاً وعودهم البراقة ولديهم ما كانوا قالوه خلال المعركة الإنتخابية للرأي العام الإسرائيلي ولديهم أيضاً إتهامات الفساد التي ألصقوها برئيس الوزراء الذي سيكون يومه هذا اليوم حاسماً فإما أن يحتفظ بموقعه وإما أن يذهب هرولة إلى مزبلة التاريخ وإلى المحاكم التي سيقف أمام قضاتها ليصدروا أحكامهم عليه بتهم الفساد والسرقات والسلب والنهب التي أُلصقت به.
 
في كل الأحوال إن المؤكد أن هذا اليوم سيكون حاسماً وقد لا تنفع معه صناديق الاقتراع، التي ظهرت مع هذا الصباح الباكر فاغرة أفواههها، كل ألاعيب ترمب و«بهلوانياته» المخزية ولكن وفي كل الحالات فإنه على العرب وبخاصة الأشقاء الفلسطينيين أن يعدوا أنفسهم لأيام مقبلة قاسية إذ�' أن حتى وإن فشل نتنياهو وخذله الناخبون الإسرائيليون فإن البديل ربما لن يكون أفضل منه.. لا بل ربما يكون أسوأ كثيراً وحتى أسوأ من مناحم بيغن وشارون!!.