Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Oct-2018

الآن هل يمكن أن نرتاح ! - م. فواز الحموري

 الراي - ما حدث اخيرا في مستشفى البشير، أعادني للوراء والى عام 1988 حين باشرت العمل في مدرسة محمد إقبال في جبل الاشرفية والتي تقع في الطابق السفلي من جامع ابو درويش والمقابل لمستشفى البشير، كانت الشكوى ما تزال»طازجة «لنقص الخدمات واكتظاظ المراجعين والترهل الإداري والعديد من التحديات الأخرى.

منذ ذلك الوقت تتكرر الشكوى على الرغم من الجهود المبذولة للتغيير والإصلاح والتطوير جنبا إلى جنب مع توفير الأجهزة والمعدات والكوادر الطبية والفنية المطلوبة، ولكن ما حدث اخيرا، كشف السبب المباشر والحقيقي لتدهور الوضع في مستشفى البشير إلى هذا الحد وأكثر.
مستشفى البشير جهاز حكومي منوع يتعامل مع المملكة كافة ومع أعداد من المراجعين وليس المرضى فقط ويعتبر صمام الأمان للحصول على موعد للمعالجة والمواظبة على العلاج لحين الشفاء أو الوفاة، وهذا الجهاز الحكومي مثارا للاحترام والتحليل والمتابعة؛ كونه من المؤسسات التي تقدم الخدمات الصحية للمواطن من مختلف أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية.
ما حدث اخيرا ووقوف دولة رئيس الوزراء والوزراء المعنيين يدل على أن الحدث مفجع وان الأثر كبير وخطير ويعكس الكثير في مجال الإصلاح والتطهير والتعقيم.
يمكن البداية من مستشفى البشير لعمل الكثير واستثمار ما ينفق ويخصص ويرصد بشكل مناسب وابسطها عن الطلب من المراجع شراء علاج او حتى إبرة ومضاد ولفافة من الصيدلة الخاصة بحجة عدم التوفر في المستشفى، وحكايات وقصص أخرى تفرض بنفسها عند وقوع مشاجرة أو حادث سير أو اعتداء على طبيب وممرض أو انتهاك حرمة المستشفى وبث قصص للسبق الصحفي ليس إلا.
مستشفى البشير حالة خاصة يمكن دراستها والخروج بنتائج عملية للحلول المناسبة؛ فهذا المستشفى الذي أسس عام 1954 ،ويعمل فيه 850 طبيبا، منهم 250 اختصاصيا، و50 طبيبا يعملون في أقسام الإسعاف والطوارئ. يتسع إلى 1100 سرير حاليا، قابلة للزيادة إلى 1500 سرير في المستقبل، يحتاج إلى أكثر من نطاسي بارع لوصف المشكلة بالتفصيل ومن جميع الجوانب وبكل دقة والفترة اللازمة للعلاج.
تكفي زيارة للمستشفى لتشخيص الحالة وكتابة الوصف المناسب لكل معضلة سواء في الخدمات المقدمة والتي تم حوسبتها اخيرا،أو المباني والأجهزة الحديثة، وتكفي الزيارة للسؤال عن السبب الجوهري للمعاناة المتكررة في ردهات مستشفى البشير والأقسام المختلفة والمرافق الأخرى فيها.
من يراجع المستشفيات الخاصة يلمس الفرق في نوعية الخدمة المقدمة والإجراءات المتبعة والسرعة في تلبية الطلب ويطرح السؤال القديم الحديث: لماذا هذا الفرق الشاسع بين المستشفى العام والخاص، على الرغم من ان الكوادر الطبية والفنية والإدارية مشتركة بالخبرة والزمالة والعمل المشترك؟
تذكرت مقولة احد الأطباء في القطاع العام ذات مرة عند معاينته لمريض وإصرار أسرته على نقله إلى مستشفى خاص، ردد بحزم: وما فائدة سرير من ذهب وخدمة»ديولكس»وحالة المريض واضحة ولا تحتاج إلى أكثر من رعاية منزلية ومن قبل أفراد الأسرة ؟
هل آن لنا الآن أن نرتاح بعد اكتشاف وملاحقة ما حدث في مستشفى البشير واعتبار ذلك حالة طارئة تستدعي استنفار الجهود والعمل على حل الأمور بشكل جذري ومقنع للمراجع من ان نقلة نوعية سوف تكون في مستشفى البشير ومقدمة للمستشفيات الحكومية والمراكز الصحية والتي لا ينقصها الكثير لتكون أفضل !
هل يمكن لمراجع مستشفى البشير (وليس المريض ) ان يرتاح من عناء زيارة المستشفى والظفر بخدمة مناسبة تليق بما ينفق على المستشفى ويقدر بالكثير؟
يكمن النظر لما حدث في مستشفى البشير على انه حالة فريدة؛ تدخل رئيس الوزراء وحديثه المباشر والصريح للحل الفوري، على انه اهتمام مباشر ووعد قاطع بحتمية التغلب على الفئات المستفيدة على حساب صحة وراحة المواطن دون ادنى خوف بل بطمع منقطع النظير.
آن لنا ان نرتاح بعد رحلة طويلة مع المرض الاجتماعي والنفاق والتغطية على فئة لا يحلو لها إلا سرقة اللقمة من الفم والقرش من الجيب واغتيال البسمة من القلب والمتاجرة بأرواح الناس..آن لنا ذلك !
fawazyan@hotmail.co.uk
قد يعجبك أيضا