Saturday 30th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2022

في ظله وفي صورته

 الغد-يديعوت أحرنوت

سيما كدمون
12/8/2022
 
من يدعي بأن النتائج التمهيدية في الليكود ليست دراماتيكية، فهو إما يتساذج أو يكذب. هذا ليس حدثا دراماتيكيا – بل حدث دراماتيكي أعظم، لتغيير دي.ان.ايه الليكود ليس عن طريق الانشقاق بل تغيير كل قيادة الليكود في أقل من ثلاث سنوات، من تمهيدية الى تمهيدية.
يخيل أنه لم يسبق ان كان أمر كهذا، وبالتأكيد ليس في الليكود، الذي اعتدنا فيه أن نرى الأشخاص اياهم في القيادة. يكفي أن ننظر إلى مقدمة القائمة كي نفهم كل القصة. في التمهيدية الأخيرة التي جرت في الليكود وقف على رأس القائمة ادلشتاين، اردان، ساعر، كاتس وريغف. أي من هؤلاء لم يعد يظهر في الخماسية الأولية الحالية. ادلشتاين، مأساة بحد ذاته هبط من المكان الأول مباشرة إلى المكان الـ 17 (أو الـ 18 إذا احصينا نتنياهو). في تاريخ التمهيدية لا يذكر أمر كهذا ان نائبا شعبيا افتتح قائمة الحزب يغلق العشرية الثانية في التنافس الذي يتلوها.
أو إسرائيل كاتس، من كبار الليكود، وزير مالية سابق ومن يرى نفسه (ما يزال) يتنافس على قيادة الليكود ورئاسة الوزراء، يجد نفسه في لعبة الكراسي البائسة هذه في العشرية الثانية، قبل مكان واحد من شلومو كرعي. كاتس، أحد الأشخاص الاقوى في الليكود، الذي مع ساعر واردان قادوا قيادة الليكود من العام 2006، لم يحلم ان يجد نفسه في هذا المكان. إذاً يحتمل ألا تكون يد نتنياهو لعبة بالقوائم – لكن الأجواء هي التي لعبت بها، وهذه هي كل قصة الليكود “الجديد”. لقد صمم نتنياهو قائمة بجسده وبظله. والآن توجد له مصلحة في أن يبث احساسا بالأعمال كالمعتاد، “قائمة ممتازة” أفضل ما يكون”، يقول برضى. إذ إن أحاديث زائدة عن تغيير دراماتيكي للقائمة لا تساعده قبل الانتخابات التي هو معني فيها بمقاعد ليست بيبية.
لكن لا يجب أن نتشوش: من أراد الليكود اياه، الكلاسيكي، التقليدي – فهذا ليس هو. اما نتنياهو – فانه بات عالقا في الدوامة التي خلقها. فقد اخرج حتى الان كل الشياطين التي في القمقم. لقد تغير الليكود بشكل اصيل.
ساعر هو الذي كان شخص قبل بضع سنوات ما يوشك على أن يحصل في الليكود، وقال منذئذ بان
بان امام كل واحد توجد ثلاث خيارات: إما الاندفاع مع هذا، التغلب على هذا، او أن يكون من الأمم المتحدة. الا يشارك في الحماسة لكن الا ينتقد. واساسا ان يسكت. وهذه أغلب الظن هي المجموعة التي شطبت، انكمشت، هزمت. إسرائيل كاتس، غيلا جمليئيل، تساحي هنغبي، يوفال شتاينتس. اذا كان كل اولئك الذين تحدثوا في الغرف المغلقة بانه يجب عمل شيء ما عندما رفعت لائحة اتهام ضد نتنياهو، او عندما فقد الحكم المرة تلو الاخرى، كانوا فعلوا شيئا ما ايضا – فلعل كل شيء كان سيبدو اليوم مختلفا. لكنهم خافوا. وسكتوا. يتبين ان في الليكود اليوم لا يكفي الا تخرج ضد نتنياهو. فحتى لو كنت تسكت فقط فان هذا لا يكفي. عليك أن تصرخ وباشد ما لديك.
وهذا ما فعلته المحامي غالي غوتليف، المكان الـ 25، التي اذا اعتقدنا من قبل ان ميري ريغف هي الفم الكبير، وبعد ذلك فهمنا ان غليت ديستل اتربيان تتجاوزها في المفترق، تفضلوا الآن لتتعرفوا على المحامية ذات التصريحات الأكثر اثارة للخلاف، حتى في ما يتعلق بالمغتصبين ومتهمي جرائم الجنس وكذا ضد المحكمة. ولا، هي لا تكتفي بالاصلاحات في جهاز القضاء. الاصلاحيات هي الاضعاف. هي تتحدث عن السحق التام. الدمار الشامل، الخراب، التنظيف الجذري. بالضبط مثل هؤلاء الاشخاص يبحث عنهم نتنياهو. ليس اناسا يتدفقون مع التيار، ليس اناسا يسكتون بل اناس يصرخون.
كان يمكن ان نتوقع لهذا ان يحصل، فقد كان هذا مكتوبا على الحائط في كل مكان: في الكنيست بكامل هيئتها، في استديوهات التلفزيونات، في المقابلات الاذاعية، الفظاظة، التطرف، اللغة. على لفين راهن الكثيرون بانه في المكان الاول بسبب تميزه في أمرين: قربه وولاؤه لعائلة نتنياهو ومواقفه المتطرفة ضد جهاز القضاء. لفين، الذي يرى نفسه خليفة نتنياهو لن يعارض على اي حال ان يتولى قبل ذلك وزير منصب العدل كي يفعل ما يهدد بفعله بالمحكمة العليا. لكن لفين، من خلفك: من سيمنع الان إمسلم، في المكان الرابع، من أن يطالب بالمنصب؟ هو ايضا لديه خطط بعيدة المدى للمحكمة، ورأيه بقضاة العليا سبق غير مرة أن اعرب عنها.
لشدة المفارقة هذا ما سيحاول نتنياهو اخفاءه في حملته الانتخابية. ان يخبيء هذه المواقف المتطرفة كي لا تهرب اصوات يمينيين معتدلين ممن لا يقبلون بهذه الموقف، واخطر من ذلك – يمنعوا انتقال مقاعد جديدة. او بكلمات اخرى: هل هذه القائمة ستساعد الليكود على الوصول الى 61 مقعدا، حين ضعفت اصوات الأكثر اعتدالا والاقل حماسة. فنتنياهو يفهم اكثر من اي شخص آخر ان نتائج الانتخابات التمهيدية والوجه الجديد للقائمة جيد بالنسبة له لليوم التالي للانتخابات. ليس مؤكدا أن هذا جيد لليوم ما قبلها. وان هذه قائمة خير أن تنهض معها في الصباح التالي للعرس وليست قائمة لطيف تعريفها للرفاق.
وعليه، يمكن القول ان نتنياهو نجح. فقد حصل على قائمة ستكون موالية له وستدعمه في كل القوانين التي يرغب في أن يجيزها بعد الانتخابات، وستحمي ظهره. لكن المشكلة انه نجح في وقت مبكر اكثر مما ينبغي. في هذه المرحلة ما كان يريد أن يعرض على الجمهور حزبا وجهه كوجه امسلم. وهذا بالضبط التحدي الذي سيقف الان امام كل من يتردد هل سيصوت لليكود – كيف سيشعر في الليكود صيغة امسلم، الرجل الذي اسلوب حديثه الذي اعتبر ذات مرة هامشيا وسخيفا واصبح الان واحدا من متصدري القائمة.