Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Apr-2017

الجولان المعركة بين الحروب - ايال زيسر

 

إسرائيل هيوم
 
الغد- الجولان ترفض أن تهدأ. ففي الاسبوع الماضي فقط أجرى حزب الله جولة مع عشرات الصحفيين على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية لاظهار من هو المسيطر الحقيقي في لبنان. ضباط المنظمة الذين رافقوا الصحفيين تفاخروا بأن إسرائيل تدافع عن نفسها على طول الحدود. فهي تقوم بحفر الانفاق وتعزز دفاعها خشية هجوم حزب الله على مواقعها.
في صباح يوم الاحد الماضي تم الحديث من القنيطرة السورية عن أن ثلاثة مقاتلين من ميليشيا تعمل في هضبة الجولان في خدمة النظام السوري وبتدخل عميق من حزب الله وايران، قتلوا بهجوم إسرائيلي حسب ما يقول السوريون. وقبل شهر فقط قتل أحد قادة هذه الميليشيا في القصف الجوي الذي نسب لإسرائيل، حيث كان لهذا القائد دور في العمليات الإرهابية في لبنان.
الاحداث على طول الحدود تأتي بعد اسبوعين من القصف الأميركي في سورية. هذا القصف بلا شك كان هاما وله بعد رمزي، لكن هذا هو حدث موضعي بدون استمرارية وبدون استراتيجية واضحة من اجل ترجمة التصريحات العالية التي تسمع من واشنطن بأنه يجب على بشار الاسد الرحيل، وأنه لا يمكنه لعب أي دور في سورية مستقبلا.
في ظل هذا الوضع ليس غريبا أن بشار الاسد يعتبر أن الهجوم الأميركي في سورية هو إصابة خفيفة في الجناح، يمكنه بعده الاستمرار بكل قوته، وبحذر شديد يسعى لتحقيق هدفه والبقاء في الحكم واخضاع معارضيه.
العودة إلى الروتين في سورية بعد القصف الأميركي يعني العودة الى المعركة التي يديرها بشار الاسد بغطاء من روسيا وايران من اجل اعادة السيطرة على مناطق واسعة في سورية، ولا سيما هضبة الجولان.
لقد فقد بشار الاسد السيطرة على هضبة الجولان في بداية الحرب الاهلية، لكنه يعمل الآن على العودة الى المنطقة التي لها اهمية استراتيجية بالنسبة له ولحليفته إيران.
ضابط رفيع المستوى قال في الاسبوع الماضي إن روسيا تحتل مكان إيران كصاحبة القول في سورية، وكل شيء يتم حسب رغبتها واملاءاتها. ولكن من السابق لأوانه القول إن دور إيران في سورية قد انتهى، وايضا وجود حرس الثورة ومقاتلي حزب الله. ففي نهاية المطاف تواجد روسيا في سورية هو تواجد محدود يقتصر على عشرات الطائرات الحربية. أما لإيران وحزب الله فهناك عشرات آلاف المقاتلين، البعض منهم من المتطوعين الشيعة الذين احضرتهم إيران من اجل القتال في سورية، والآلاف منهم ينتمون إلى ميليشيا "النجباء" الشيعية التي أعلنت في طهران أنه بعد الانتصار في سورية سيتم التوجه إلى الجولان من اجل محاربة إسرائيل. يمكن أن روسيا تسيطر على بشار، لكنها تحتاج إلى إيران من اجل الحفاظ على حكمه، ومن اجل فرض هذه السلطة في اماكن اخرى في سورية.
في ظل هذا الوضع تركز إسرائيل على هضبة الجولان التي تحاول إيران وحزب الله تحويلها الى ساحة لعب من اجل العمل ضد إسرائيل بشكل غير مباشر، ومن خلال استخدام رجال بشار الاسد الذين تم تجنيدهم وتدريبهم. في السابق، عندما عملت إسرائيل ضد حزب الله واستهدفت جهاد مغنية، رد حزب الله بواسطة عملية ضد جنود الجيش الإسرائيلي. ولكن عند الحديث عن عمل منسوب لإسرائيل حسب مصادر اجنبية، ضد الاسد، يترك حزب الله الرد للرئيس السوري. والرئيس السوري نفسه لا يسعى الى فتح جبهة مع إسرائيل، طالما أنه غارق في جبهات اخرى في سورية.
الاسد يعمل الآن من اجل العودة إلى الحدود بمساعدة إيران وحزب الله وبغطاء من روسيا. موسكو من ناحيتها لا تريد مواجهة بين إسرائيل وبين إيران وحزب الله، لكن من المشكوك فيه أن تستخدم تأثيرها لكبحهم وفرض رغبتها عليهم.
بسبب ذلك لم يبق أمام إسرائيل سوى إدارة معركة بين الحروب على أمل أن المعركة ستمنع الحرب ولن تؤدي الى اشعال منطقة الشمال، وعلى أمل أن تساعدها هذه المعركة اذا نشبت الحرب في نهاية المطاف.