Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jun-2018

إنقاذ الأردن.. إنقاذ للعرب - د. عدنان بومطيع

الراي -  انتزع الملك عبداالله الثاني شرارة كارثة محدقة كانت تحيق بالأردن الشقيق بإقالة الحكومة، فمنع بلاده من أنْ تنضم إلى قائمة الدول المغيَّبة عن التأثير والوعي، وتكون معرضة لأجندات مطابخ السياسة العالمية والإقليمية.

المشكلة الآن ليست في الحكومة المُقالة. فحكومة المُلقي هي نتاج لسياسات الحكومات السابقة التي أوصلت الأردن إلى حضيض الدول المديونة عالمياً (35 مليار دولار من دون أفق منظور لسدادها). وجعلت المواطن الأردني رهين مؤسسات المال العالمية التي اشترت غالبية مؤسسات القطاع العام، وراحت تبتز الحكومات الأردنية المتتالية بمزيد من القروض الباهظة والضغوط السياسية المنهِكة.
أعباء الأردن (١١ مليون نسمة) ضخمة ومتشعِّبة. فهو يستضيف مليوني فلسطيني على مدى سبعين عاماً،
ومليون عراقي منذ احتلال العراق. وقرابة مليوني سوري منذ بدء الثورة في سوريا. ولو استمرت احتجاجات
رمضان الحالي فلا أحد يمكن أن يتصور حجم الكارثة التي ستعصف بالأردن من ذئاب القوى الدولية وضباعها
الإقليميين.
المشكلة التي يعاني منها الأردن، كما بقية الدول الخليجية والعربية، تقع تحت عنوان واحد لا شريك له هو..
الفساد. وهي منظومة تتضخم بالتقادم، وتتوسع بالسكوت عن معاقبة الفاسدين، وتدفع البلاد في النهاية
إلى الإفلاس والتناحر والمذلة.
الفساد يأتي في شكل وزير فاشل أو شيخ عشيرة جاهل أو نائب بليد أو تاجر غشاش أو عالم دين نصَّاب أو
مثقف مرتش أو إعلام مضلِّل أو تعليم مضروب. كما يأتي في شكل مواطن يقبل الرشوة، وناخب بلا وعي،
وامرأة تخلَّت عن دورها في التربية والتنشئة.
يُشكَر ملك الأردن على عدم سماعه للنصائح المسمومة بقمْع التظاهرات وذبح الناس في الشوارع في ليالي
رمضان المباركة. وجنَّب العرب مأساة حقيقية. وشكراً للشعب الأردني الواعي الصبور على انضباطه ومحافظته على بلاده. والشكر لرجل الأمن الأردني الذي لم يطلق الرصاص لقتل ابن بلده.
الأردن بحاجة عاجلة إلى دعم مالي خليجي كبير وعربي أكبر. انهيار الأردن ضياع عاصمة عربية خامسة من أيدينا كعرب. لاتتركوا الأردنيين يتسوَّلون المساعدات المذِلَّة ونحن ننفق الملايين على سباقات الهجن.
 
* أستاذ جامعي وكاتب صحفي من البحرين
"النبأ" البحرينية