Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2017

شكوى - عبد الهادي راجي المجالي

 

الراي - أول أمس ذهبت باكرا للحلاق , وضعت رأسي بين يديه ..واثناء الحلاقة تحدثنا وكان يشكو من كل شيء , اخبرني أن صاحب المحل زاد الأجرة , والزبائن لم تعد مثل زمان , وأخبرني أنه مجبر على الإستغنناء عن حمدي ..وهو زميله في المحل , لأن (الغلة) لم تعد تكفي ...شكا لي بمرارة وأنا صدقته لأن صوته كل مليئا بالألم .

قلت في داخلي حتى يحين موعد الصلاة , سأذهب لجاري عبد الكريم ..سأجلس عنده حتى يحين موعد خطبة الجمعة ثم سنذهب سويا , وعبد الكريم هو الاخر شكا لي من الماء .. هل شاهدتم مواطنا يشكو الماء ؟ ...هو لديه محل لبيع الماء يوزع عبوات خضعت للتنقية ...قال لي :- أن ثمن العبوة البلاستيكية ارتفعت الضعف , حتى التغليف بالنايلون هو الاخر ارتفع , وأن الفاتورة تضاعفت ...أخبرني بأنه قبل عامين كان يبيع الماء يوميا بمقدار (200 (دينار والان لايتجاوز المجموع اليومي للبيع (50 (دينارا ..وشكا من خدمة التوصيل فالبكم يحتاج لديزل وسائق ..والسائق يحتاج لراتب شهري حتى الماء في بلادنا يسبب لنا الألم .
 
ومضينا سويا للصلاة , وبعد أن أنهيناها ...ذهبنا لسوق الخضار في الرابية , وهناك وجدنا مواطنا يشكو رجال السير فقد وضعوا له مخالفة على زجاج السيارة, وكان يخبرنا بأنه توقف لشراء صحن فول وأن العملية استغرقت دقائق ...ونحن اتفقنا معه وشكونا رجال السير وجاملناه ...حتى في الألم نجامل ؟
 
صرت كلما صعدت في تكسي يشكو لي السائق , فأنا أحيانا مجبر على استخدام التكسي كون الأماكن التي أرتادها لايوجد فيها يشكو لك الصيدلاني من الموزعين وأنهم يقطعون الدواء ...ربما كي يرفعوا سعره ,وحين تذهب يوم الجمعة كي تشتري بعض مواقف سيارات تكفي ...وحين تخطط لأن تتسلى في الحديث مع بائع الخضار يشكو لك هو الاخر من ضيق الحال ..وحين تدخل الصيدلية الفلافل يشكو لك العامل ..حتى حارس العمارة .. يشكو لي كلما غادرت منزلي من تصريحه , وقد قال لي :-
إنهم يريدون مبلغا هائلا لقاء تحويله من زراعي إلى إنشاءات ..لم أفهم التفاصيل ... ونائب تكرش حد الرقبة , شكا لي أمس من المراجعين وقال لي :- (من وين أجيب وظايف للناس ) ..ولا أنكر أن لي صديقا متورطاً بقضايا نصب هو الاخر شكا لي من نصابين جدد دخلوا على المهنة , وأكلوا الأخضر واليابس على حد تعبيره ... وأنا أيضا محتاج لمن أشكو له , فالكل يشكو ..بلادنا صارت تضج بالشكاوى ولست تدري هل الناس تبالغ قليلا أم أن الحال هكذا ... صرت أحيانا حين أمشي في شوارع عمان , أشعر أن التراب حتى التراب ضج من ثقل آلام من يدوسونه ... منذ أعوام وأنا أطمح أن أرى , مواطنا يمتدح وضعا أو حالا ...ولم أجد ...
أخاف يوما أن أصحو وأفتح صنبور الماء ..ويشكو لي الماء , أقسم أن الماء حين يسيل بين أصابعي صرت أحسه هو الاخر غاضبا ..ماذا
تبقى فينا من رضى