Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Feb-2012

كاتبة ألمانية تقدم تحليلا نفسيا لزعماء استهدفتهم ثورات الربيع العربي

 عمان - الدستور - هشام عودة

 
قالت الكاتبة الألمانية موريال ميرال - فايسباخ إنها ذهبت إلى قراءة السير الذاتية للزعماء العرب الذين أطاحت بهم ثورات شعوبهم في 2011، إضافة إلى قراءتها للخطب السياسية التي قدمها الزعماء طيلة فترة حكمهم، ليعينها ذلك في عملية التحليل النفسي التي قامت بها لمعرفة هؤلاء الزعماء وتفسير هوسهم بالسلطة، الذي وصل حد الجنون كما قالت، جاء ذلك في محاضرة لها مساء أمس الأول في رابطة الكتاب الأردنيين، لمناسبة صدور الترجمة العربية لكتابها الموسوم بـ(مهووسون في السلطة/ تحليل نفسي لزعماء استهدفتهم ثورات 2011)، الصادر عن الدار الأهلية في عمان.
 
وأشارت الكاتبة إلى أن النرجسية والشك والاستناد الى نظرية المؤامرة وغيرها من الاوصاف التي للجنون، هي ما جمعت بين هؤلاء الزعماء الذين كانوا يتصرفون على أنهم محبوبون من شعوبهم، وان مؤامرات خارجية تحاك ضدهم وضد أنظمة حكمهم.
 
وناقشت الكاتبة في نسخة كتابها العربية أربعة نماذج من الزعماء العرب الذين تمت الإطاحة بهم في ثورات 2011، وهم: زين العابدين بن علي، حسني مبارك، معمر القذافي، علي عبد الله صالح، في حين اشتملت النسخة الانجليزية من كتابها التي ستصدر في غضون شهرين في لندن، على فصل كامل يتحدث عن الرئيس السوري بشار الأسد.
 
وأشارت الكاتبة الى انها لم تتناول سيرة الزعماء العرب باعتبارهم أفرادا، بل جاء ذلك في سياق منهجي له علاقة بمواقعهم السياسية وعلاقتهم مع شعوبهم، مؤكدة أن طفولة هؤلاء التي كانت فقيرة ومعدمة في بعض الاحيان تركت اثرها الواضح في سلوكهم السياسي الذي يمكن وصفه بالهوس، وهي ترجمة لمصطلح الجنون الذي قد ينطبق على بعض هؤلاء او جميعهم، متسائلة هل يمكن أن يكون الزعيم مجنونا، ولتوضيح ذلك عادت الى قراءة نص محادثة تمت بين الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز والعقيد معمر القذافي على هامش مؤتمر القمة العربية عام 1970 في القاهرة، حين أشاروا الى حالة الجنون هذه، كما أوردها في كتابه محمد حسنين هيكل.
 
واعترفت الكاتبة أن ضحالة الحالة الثقافية لدى هؤلاء الزعماء قد أثرت في سلوكهم الاجتماعي، مشيرة الى أنها اضطرت للعودة لقراءة عدد كبير من المصادر المتعلقة بعلم النفس واستشارة خبراء متخصصين في هذا المجال، ممهددة لذلك باستعراض سير عدد من زعماء العالم الذين وصفوا بالدكتاتورية، ومن بينهم هلتر وميلوشوفتش وغيرهما، لتقدم بعد ذلك قراءة نفسية وسيكولوجية في سلوك هؤلاء الزعماء، مركزة على تصرفات مبارك والقذافي وصالح، غير مستبعدة تأثير نساء القصور على سلوك هؤلاء الزعماء وتصرفاتهم، لافتة النظر الى أن هؤلاء الزعماء ظلوا يعيشون وهما كبيرا في علاقتهم مع شعوبهم وأنهم لم يعترفوا بالتطور الذي تشهده الحياة والمجتمعات.
 
وتساءلت الكاتبة الالمانية فيما اذا كانت هناك امكانية لوجود زعماء غير نرجسيين وغير دكتاتوريين، مجيبة بنعم وبأن ذلك ممكن، بشرط توفر صفات الحاكم العادل، من خلال العودة الى المدينة الفاضلة التي رسم الفيلسوف الفارابي ملامحها، مطالبة الحكام العرب بضرورة قراءة هذه المدينة.
 
الندوة التي قدم لها وأدارها الزميل الصحفي فؤاد حسين قال في مداخلته إن الكاتبة اعتمدت منهجا علميا في التحليل النفسي من خلال قراءة خطابات الزعماء العرب المستهدفين ولغة أجسادهم والبيئة العائلية التي نشأوا فيها وتأثير المحيط الاجتماعي الى أن وصلوا ما يمكن تسميته بهوس السلطة، ليكون السؤال هل كان هؤلاء يمكن جنونهم في السلطة أم هم مجانين اصلا، وهذا ما اعترض عليه بعض الحضور في مداخلاتهم رافضين وصف الحكام العرب بالمجانين، ليتشعب الحوار بين الكاتبة وجمهور الندوة حول قضايا عديدة تتعلق بسلوك هؤلاء الزعماء وتداعيات الربيع العربي وانعكاسه على سلوك المجتمعات ايضا، فيما قام بالترجمة الفورية عن الانجليزية الباحث داود سليمان القرنة.